بعد عام من انطلاقة انتفاضة الربيع العربي في تونس ديسمبر/ كانون الأول 2010، تحتفي تونس بانتخاب المنصف المرزوقي وتعيين رفيق عبدالسلام وزيراً للخارجية. المرزوقي هو المناضل المعروف في مجال حقوق الإنسان، والذي كان مطارداً من قبل نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وأصبح اليوم يرأس الدولة الأرقى تعليماً في وطننا العربي، والدولة التي انطلقت منها شرارة الربيع العربي الذي نقل العرب إلى مقدمة الحركة الحضارية المعاصرة.
المرزوقي ينظر إلى الغرب على ثلاثة مستويات (انظر صحيفة «الحياة» في 17 ديسمبر 2011)، فهناك «غرب الأنظمة»، وهو غرب قبيح لنا الحق في مواجهته لأنه غرب الاستعمار في السابق وغرب دعم الدكتاتوريات في الحاضر. وهناك «غرب القيم والتكنولوجيا» وهذا علينا أن نتعلم منه كما تعلم منا. وهناك «غرب المجتمعات المدنية» وهذا غرب حليف لنا وصديق... المرزوقي هو الأنموذج الديمقراطي الذي كنا نحلم بأن يتسلم زمام دولة عربية مهمة مثل تونس، وتوليه الرئاسة ضمن تحالف مع الإسلاميين قد يعطينا التجربة المفقودة والتي تزاوج بين «الحداثيين والإسلاميين».
أما وزير الخارجة الجديد فهو الناشط المعروف في حزب النهضة رفيق عبدالسلام، وهو من الذين ساهموا في التنظير للحركة الإسلامية بهدف تأصيل النهج التعددي، وكان لي شرف التعامل معه في تسعينيات القرن الماضي في لندن، وقد ذكرت اسمه في كتابي الذي أصدرته قبل عدة سنوات بعنوان «مداخلات في الفكر والسياسة» ضمن الجهود النوعية التي بذلت لتأصيل النهج التعددي في وسط الإسلاميين.
وفي أول لقاء مع صحيفة «البيان» بتاريخ 18 ديسمبر 2011، قال وزير الخارجية التونسي الجديد «المطلوب حالياً أن نتجاوز الاستقطاب الايديولوجي والفكري، لا أحد يستطيع احتكار الإسلام كما لا أحد مخول لأن يمتلك مشروعية تمثيل الحداثة، كلنا مسلمون وحداثيون في الوقت ذاته، ونحن كتونسيين متفقون على الحد الأدنى من عناصر الهوية المعبر عنها في الفصل الأول من دستور العام 1959 فتونس دولة مستقلة لغتها العربية ودينها الإسلام، ومن هنا ليس هناك ما يستوجب الخوف من حركة النهضة أو من غيرها، لدينا حكومة ائتلافية تتشكل من ثلاثة أحزاب رئيسية إلى جانب مستقلين وتكنوقراط»... وعقب على حديثه بأن نهج الإسلاميين في تونس متأثر بنهج حزب العدالة والتنمية التركي.
هذان الوجهان لتونس يمكنهما أن يعطيانا أجوبة عملية على إمكانية تنفيذ «التعددية» وأن يكون طرفا المعادلة الحداثيين والإسلاميين، على أن يشتركا في صوغ نهج سياسي يسمح بالتداول السلمي للسلطة ويخضع لإرادة الشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة، وأن يثبت الإسلاميون أنهم يأتون عبر صناديق الاقتراع ويخرجون من السلطة عبر الصناديق، وأنهم عندما يستلمون السلطة لا يفرضون فهمهم الديني على الآخرين، وأن العقد الاجتماعي يلتزم بهوية حضارية إسلامية، ولكنه يفسح المجال لكي ينعم أصحاب كل اتجاه بحياتهم الخاصة والعامة، تماماً كما نراه في البلدان الديمقراطية العريقة
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 3391 - الإثنين 19 ديسمبر 2011م الموافق 24 محرم 1433هـ
دكتور منصور يعطيك الف عافيه
دكتور منصور ليس فقط فخامة الرئيس التونسي المرزوقي هو وجه الدمقراطيه..انت ايضا يادكتور وجه للدمقراطيه والثقافه والتعليم العالي والفكر المعبر انت ايضا يفتخر بك كل العرب بل الشعب البحريني حسنا اكثر الشعب البحريني لقد رفعت رؤسنا عاليا بمقالاتك وبفكرك ووقوفك مع الحق ليس مستغربا هذا كله فانت غني عن التعريف انت ابن سماحة العلامه فضيلة الشيخ عبدالامير الجمري ق.س فانت مثال يحتدى به من الناس والتي تحب اوطانها وشعوبها كلمتك ومقالاتك كلها تصب في خدمة الوطن والمجتمع دائما تساهم في الحلول.ولكن من يضاهيك يافخر
شكرا للوسط من القلب
اتمنى من باقي الصحف ان تاخذ 10 % من ما يحصل في الوسط من انفتاح على الجميع وتعامل الجميع بسواسية
السلام عليكم
السلام عليكم
سيحصل سيحصل سيحصل
منذ ان خلق الله الخلق وهو في حالة نمو وتطور تلك ارادة الله ومن يحاول ايقافها يفشل ربما يعرقلها لفترة
وجيزة ولكن في النهاية ارادة الله هي الغالبة على كل
شيء والبعض يعتقد ان بامكانه ايقاف حركة التطور هذه
ولو انه امعن النظر قليلا لتيقن ان ذلك من المستحيل طالما ان الليل والنهار يتعاقبان والفلك يدور والزمن يتغير فسنة الله في خلقه هي التغيير حتى تصل للارقى.
إذا ليس من الحكمة ان يقف احد امام تطور الشعوب
وارتقائها.من يريد لنفسه ان يذكر في التاريخ بذكر حسن فعليه ان يعي المتغيرات
هكذا الافكار الوسطية غير المتزمته والمتطرفة وانما امر بين امرين
وحريا بالوسط أن تثقفنا بالوسطية المطلوبة لوعي الشعوب والتعايش الانساني ،وعدم المغالبة لفكر معين غير سوي وغير عقلاني لان البشرية انسانية بطبعها ومن يخرج عن سليقتة الانسانية فهو غير سوي . كما يقول صوت العدالة الانسانية الاخوة صنوان (إما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق )
والانسان لا يخرج عن هذا الطور الانساني التي جبله الله سبحانه وتعالى عليها والا اصبح خارج المنظومة الإنسانية .
وشكرا للوسط والوسطية ونرجو تعميق مثل هذه الثقافة عند الناس والمجمتع .
المرزوقي وما أدراك ما المرزوقي
منذ ثلاث ليالي مضت، سمعت خطاباً للمرزوقي يتحدث فيه عن البحرين وقد كان كلامه كالبلسم على قلبي. بعد سماع هذا الخطاب، ذهبت للنوم مستبشراً بهذا الربيع العربي الجميل الذي آتى بالمرزوقي ومتيقناً بأن هذا الربيع سيطال كل الشعوب العربية وقد أفقت من نومي فرحاً وداعياً للمرزوقي أن يرزقه السعي الحثيث لرضا المولى عز وجل وأن تسترجع أرزاق المفصولين من أعمالهم.
يا ليتنا كنا معكم !
هذه نظرة الثورة والثوار للحرية ....
لا لاحتكار الحكم .
لا لفرض رئى الفرد الواحد بل التعددية .
نعم لقبول جميع التيارات .
الله أكبر على من ظلم وتجبر .