يختلف الآخرون عنا في أنهم لديهم التخطيط، والشفافية، والتشاور. أما نحن ففي أغلب الأحيان تغيب عنا مثل هذه الأمور وربما لا نعتبرها شيئا يستأهل الالتفات إليه. فالولايات المتحدة الأميركية على ضخامتها وكبر اقتصادها، حين تأتي لخطوة مثل إقامة تجارة حرة مع دولة صغيرة كالبحرين، تقضي فترة ثلاثة شهور يسائل ويحاور فيها الكونغرس الممثل التجاري الأميركي من أجل الإحاطة بكل أوجه إقامة منطقة تجارة حرة ومدى فائدة دولتهم منها على جميع الأصعدة: اقتصادية، وسياسية، وأخرى.
ترى، في المقابل ما هي خطة وزارة المالية في البحرين خلال ثلاثة شهور المقبلة؟ هل تخطط للتشاور مع كل الجهات التي تعنيها إقامة مثل هذه المنطقة التجارية الحرة مع عملاق اقتصادي في امكانه لو أراد أن يغرق أسواقنا بكل المنتجات؟ أم ستقضي وزارة المالية ثلاثة الشهور المقبلة تتغنى بإقامة هذه السوق وتتفاخر بها ولا تعمل شيئا ثم تفاجأ بقوة المفاوضات مع الجانب الأميركي؟ القضية بوضوح أن الغربيين عموما والأميركيين خصوصا من طبيعتهم فرض هيمنتهم ورؤيتهم في كل اتفاق يدخلونه. ولنا مثالا في ذلك المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي التي استمرت سنوات عدة سعت فيها دولنا بكل ما تملك من قوة إلى إرضاء الجانب الأوروبي الذي لا يزال يتعنت ويفرض الشروط تلو الشروط.
وعلى هذا فلا يجب أن يعتقد الجانب البحريني أن المفاوضات ستكون سهلة ومفصلة من «أجل عيون» بلد المليون نخلة، فالمصاعب ستظهر فجأة وسيملون على البحرين شروطا ربما ستضطر للقبول بها إذا رأت أن الوقت يداهمها ولم تعد الإعداد الكافي، عن طريق: التحاور، والتكاشف، والتخطيط
العدد 339 - الأحد 10 أغسطس 2003م الموافق 11 جمادى الآخرة 1424هـ