يعتبر الضمير من الأمور التي لا تقبل القسمة على اثنين، لأنه يعبر عن الإنسانية في داخل أي شخص وهو يفرق ما بين الإنسان والحيوان، فلا يمكن لأمر أن يكون مقبولاً من الناحية الأخلاقية في بقعة مّا من العالم ويكون مرفوضاً في بقعة أخرى، فالضمير كما هي الأخلاق، ليست أمراً نسبيّاً.
فالظلم قبيح والعدل حسن في أي مكان وأي زمان، قبل الإسلام وبعده، فهذه الأمور تنبع من ضمير الإنسان والذي يعرّفه علماء النفس بأنه «قدرة الإنسان على التمييز فيما إذا كان عمل ما خطأ أم صواباً، أو التمييز بين ما هو حق وما هو باطل، وهو الذي يؤدي إلى الشعور بالندم عندما تتعارض الأشياء التي يفعلها الفرد مع قيمه الأخلاقية، وإلى الشعور بالاستقامة أو النزاهة عندما تتفق الأفعال مع القيم الأخلاقية».
والسؤال أي ضمير هذا الذي يحدث صاحبه بأن عليه أن يحرض ويضغط من أجل ألا يرجع المفصولون إلى أعمالهم؟! أي ضمير ذاك الذي يدعي وجود التمييز في وزارة ما، بينما تعج الوزارات والهيئات والشركات بالتمييز وهو صامت بل ومؤيد؟
أي ضمير ذاك الذي يدعي محاربة الفساد، في الوقت الذي يغض الطرف عن المتسببين فيه ويحمل الصغار كل الموضوع؟
أي ضمير ذاك الذي يجعل من صاحبه ينام على وسادته وهو مرتاح بينما يجوع أبناء جيرانه وإخوانه في الوطن؟ أي ضمير ذاك الذي يرى الدماء تسيل والجرحى تتألم، والعوائل تجوع، وهو لا يكتفي بصمته بل يطالب بزيادة آلامهم وآلام جروحهم منكِراً أي خطأ؟
هل من الحق فصل العمال؟ أم هل من الحق الاستهانة بسفك الدماء؟، أم هل من الحق الصمت إزاء سرقة الأراضي والفساد؟
فالحق وفقاً للضمير الإنساني هو الحق في أية منطقة، والباطل كذلك، فالضمير لا يقبل القسمة على اثنين، ويزداد حمل الموضوع على من يدعي الإسلامية، فالإسلام وضع قواعد التعامل مع الإنسان أكان ينتمي للإسلام أو لا ينتمي، فالقرآن يشير في آية واضحة لا تقبل التأويل وذلك في قوله تعالى «وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» (الحجرات: 9). وهذه الآية تحدد التَّعامل مع أخوين مسلمين ولكن أحدهما بغى على الآخر، أفلا يعتبر الفصل من العمل من البغي؟، فليجب الضمير عن هذا السؤال.
وحدد الإسلام قواعد عدة للتعامل بين بني البشر، ومنها قول الإمام علي (ع): «الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق»، فإذا لم يعتبر المفصولون مسلمين فإنهم بشر يستحقون معاملة أفضل، ولو من باب الأخوة الإنسانية
إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"العدد 3388 - الجمعة 16 ديسمبر 2011م الموافق 21 محرم 1433هـ
موضوع موفق
موضوع موفق
لا يوجد ضمير.. بل حقد دفين.. وما يضمر الإنسان شيء في قلبه إلا ظهر في وجهه أو فلتات لسانه..
أي ضمير هذا الذي يحدث صاحبه بأن عليه أن يحرض ويضغط من أجل ألا يرجع المفصولون إلى أعمالهم؟! أي ضمير ذاك الذي يدعي وجود التمييز في وزارة ما، بينما تعج الوزارات والهيئات والشركات بالتمييز وهو صامت بل ومؤيد؟
أي ضمير ذاك الذي يجعل من صاحبه ينام على وسادته وهو مرتاح بينما يجوع أبناء جيرانه وإخوانه في الوطن؟ أي ضمير ذاك الذي يرى الدماء تسيل والجرحى تتألم، والعوائل تجوع، وهو لا يكتفي بصمته بل يطالب بزيادة آلامهم وآلام جروحهم منكِراً أي خطأ؟