منذ القدم والإنسان يحارب ويناضل، في سبيل نيل حريته المسلوبة التي وهبها الله لها، ويدفع بالغالي والنفيس - قطع رزقه -، وقد يرغم في أحيان كثيرة أن يدفع حياته ثمنا لمهرها. فماذا تعني للإنسان الحر؟، ولماذا هذا الإصرار من أجل الحصول عليها؟
الحرية كلمة سحرية ينجذب لها الحر من حيث لا يشعر، والحرية كرامة من الخالق لمخلوقاته وليس منة من أحد. لها تشعبات عديدة منها (حرية المعتقد، حرية التعبير، حرية الحصول على المعلومات، حرية الحياة... الخ)، فهي تعني الهواء المعالج للتنفس، وقد تعني الماء الذي يروي الظمآن، وأيضاً تعني الدم النقي الذي يسري في العروق والشرايين. وتعتبر الأمن والأمان والاستقرار، وهي كالشمس التي تشرق في كل نفس أبية، وهي كالنور التي تضيء الدجى والظلام. وان لم تكن كذلك فلماذا هذه المسيرات والدم الذي يهدر من أجلها؟. ولماذا الناس تكافح لتحقيقها؟
الحرية مفهوم فلسفي صعب المنال في ظل مَن يَسترخص النفوس، إلا أنه حق من حقوق البشر، يجب على الإنسان السعي للحصول عليه، ويبذل الغالي والنفيس من أجل تحقيقها.
وأصبحت الحرية هي هم ومطلب مهم لكل الشعوب الحرة بالعالم بمختلف أجناسهم ودياناتهم، وقامت المسيرات والاحتجاجات، واشتعلت الحروب من أجلها، وسالت الدماء في كل مكان من أجل نيلها.
أصبحت كلمة الحرية لدى الشعوب تعني، الأمل والحياة والعزة والسعادة. فمتى تطل علينا شمس الحرية؟
الحرية هي حالة التحرر من الاستعمار على مستوى البلدان، وهي فك القيود عن المخلوق والجماعة من العبودية، التي تكبل طاقات الإنسان سواء كانت قيوداً مادية أو قيوداً معنوية، وهي تشمل التخلص من الاستعباد لشخص أو جماعة معينة، أو التخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض ما، أو التخلص من فرض الإخضاع للجماعة أو لفرد بالإكراه.
كل شخص يتوق للحرية، يرغب أن يعيش في بلده مرفوع الرأس في ظل قوانين عادلة تأخذ حقه إن اعتدي عليه، وتعاقبه إن أخطأ، وكذلك لا يقبل كان مَن كان أن يقمع حريته أو يصبح عبداً مجرداً من رغباته الدنيوية والدينية. فكما يقول الشاعر:
أعطني حريتي وأطلق يديّ
أنني أعطيتُ ما استبقيت شيئاً
تعتبر الحرية - التخلص من الاستعمار - للبلدان من أوليات قضايا الأمم، وهي إحدى أهم قضايا الشعوب، لذلك يلح السياسيون في الحصول عليها، فالكل يطمح لاستقلال وطنه وأن يكون شعبه حراً في اتخاذ القضايا المصيرية لمصلحة الشعب أو المجتمع الذي ينتمي إليه.
تتفق كثير من الفلسفات والأديان بشتى أنواعها، والمعتقدات الفكرية، على أن الحرية جزء من الفطرة البشرية فهناك أنفة وعزة وكرامة طبيعية وهبها الخالق للإنسان، ولعدم الخضوع والرضوخ وإصرار على امتلاك زمام القرار. فكما قال المفكر الكبير أدونيس بأن لا قيمة للإنسان في بلد يخلو من الحرية. لكن هذا النزوع نحو الحرية قد يفقدها كثيراً من البشر نتيجة لظروف متعددة ومتنوعة، منها حالات القمع والاضطهاد والظلم المتواصل، أو بسبب التربية على العبودية، أو لوجود معتقدات وأفكار مقيدة قد تكون فلسفية أو غيبية أو مجرد يأس وفقدان الأمل بالتغيير.
حتى في الدين الإسلامي، قد أوضح الله للناس عن طريق رسالة أنبيائه طريق - الحرية - الرشد والضلال، وأعطاهم حق الاختيار، في قوله تعالى من سورة البلد: «وهديناه النجدين»، أي طريقي الخير والشر، وأكد عليهما في حق الحرية في الاختيار، من سورة الكهف: «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر». فإذا الخالق وهبها للناس فلماذا تنتزع منهم؟ وهل يقبل المخلوق أن يفقدها من قبل مخلوق آخر؟
نحن كمواطنين في بلدان عربية تحكمها القوانين، نرغب أن نعيش مثل شعوب العالم، نتوق للحرية التي لسببها المواطن قد يسترخص ماله ودمه في سبيل الحصول على كرامته المسلوبة
إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"العدد 3386 - الأربعاء 14 ديسمبر 2011م الموافق 19 محرم 1433هـ
شكراً لك ولقلمك الحر
الحرية كلمة لها نكهة زاكية نتوق لتذوقها.
ندعو ربنا عز وجل أن يمن علينا بأوطان حرة آمنة وعادلة.
شكرا للكاتب
...........
خلق الله الانسان حرا وعبوديته لله فقط
لم يرتض الخالق عزّ وجل أن يضيف الانسان الى عبوديته عبودية اخرى لغير الله وجعل ذلك من الشرك والشرك من الكبائر التي لا تغتفر
والحرية هي اثمن ما اعطى الله عبيده وبها يختارون بين الجنة والنار وجعلهم مخيرين فيما يؤمنون به
حتى الايما لم يكن جبرا وانما هو حسب ارادة الانسان وخياره (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)
على ضوء ذلك منذ القدم لم يقبل الانسان ان يسلبه
احد من بني جنسه اعز ما منحه الله اياه
ومن يحاول سلب الناس ذلك فإنه يفشل
تلك قصص القرون الاولى ومن لحق بها
مهزي
نحتاج الى سكلات
شمس الحرية غائبة
لا توجد حرية بالوطن العربي، الموجود قمع واضطهاد وفساد وتمييز بين الناسز
ستراوي