في اليوم السابع من شهر محرم سبقني في الاعتلاء على منبر التوجيه والإرشاد الأخ المحامي شوكات شاهر المسلماني، عضو مجلس الشيوخ في ولاية نيو ساوث ويلز (New South Wales) بأستراليا.
مسلماني الذي رشحه حزب العمال لمجلس الشيوخ، أسترالي الجنسية من أصل لبناني، لكنك تلحظ في ظواهر كلماته وبواطنها روحاً إنسانية التصقت بالتراب الأسترالي فأحبته، واندمجت في الكيانات والتشكيلات والقوى القائمة، فتفاعلت معها وأعطتها وأبدعت في عطائها وتطويرها.
تحدث مسلماني في ذلك اليوم عن قانون يتأمل موافقة مجلس الشيوخ عليه، بيد أن قبوله للدراسة والتصويت يحتاج إلى عدد من الموقعين ربما يتجاوز (2000) شخص من حاملي الجنسية الأسترالية.
أسهب الرجل ببلاغة وهو يشير إلى قانون سابق في أستراليا يجرّم أي سلوك يصنف في قائمة التمييز العنصري، فسعى يطلب مساعدة الآخرين كي يطور القانون أو يستحدث قانوناً جديداً يمنع ويجرم السلوكيات ذات التمييز الديني. بنفس إيجابي أسترالي قدم المسلماني القانون وهو يشير إلى زاويتين مهمتين:
الأولى: أن هذا القانون يحمي مستقبل البلاد (أستراليا) من أي مشكلات قد تحصل على هذه الخلفية والأرضية التمييزية، ويجعل البلاد بمؤسساتها قادرة على التعامل مع من يمارس هذا التمييز فور ممارسته، لأن القانون سيخول للدولة اتخاذ إجراءاتها قبل أن تستفحل تلك الممارسات وتتسبب في أي خلل أمني أو اجتماعي.
الثانية: القانون الذي يسعى له المسلماني ليس له علاقة مميزة بدينه، فهو حماية لكل أسترالي، ويمنع من ممارسة التمييز الديني من الجميع وعلى الجميع، سواء كان مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً أو من أي ديانة أخرى، ولذلك كان المسلماني يتوقع أن يندفع للتوقيع والموافقة والمطالبة بالقانون عدد كبير من المجتمع الأسترالي ممن ليسوا على دينه وعقيدته.
بملء الفم كان شوكات يقول: إذا استطعنا ضمن الأطر النظامية أن نتحصل على هذا القانون فلن يستطيع أحد منعك أو عدم قبولك في العمل على خلفية تمييزية دينية، لأن القانون سيحميك من ذلك، وسيأخذ حقك تاماً كاملاً غير منتقص. لن يتمكن أحد من النطق بأي كلمة نابية لها علاقة بإهانة دينك أو عقيدتك، وإذا ما حصل ذلك فالقانون سيردع ويجازي من فعل ذلك.
ستتمكن من ممارسة أمورك الدينية في الهواء الطلق دون خشية من أي شخص أو جهة، لأنك تمارس حقاً مقنناً، وكل ما عليك هو أن تأخذ الموافقة على أنشطتك من الجهات المعنية تماماً كما يفعل الآخرون ذلك ليمارسوا أنشطتهم وشعائرهم العبادية.
سيكون أولادك الصغار في مأمن من أي هجوم جارح قد يطالهم على مقاعد الدراسة، أو في أي مكان كانوا، لأن القانون سيقف معهم وسيحيل صغر سنهم إلى قانون أكبر من الجميع في هيمنته ومساواته بين الناس.
باختصار شديد شعرت في عرض المحامي وعضو مجلس الشيوخ المسلماني حرصاً كبيراً على نقاء أجواء البلد وصفاء نفوس أهلها وتصالحهم على الاحترام المتبادل لأديانهم، وحماية كل ذلك بقوة القانون التي لن تتأخر حين توجد الحاجة لها
إقرأ أيضا لـ "الشيخ محمد الصفار"العدد 3383 - الأحد 11 ديسمبر 2011م الموافق 16 محرم 1433هـ