الحوادث التي تجري في ليبيريا الآن من حرب أهلية تعتبر من أبرز الظواهر الإفريقية؛ إذ لا يكاد يخلو إقليم من أقاليم القارة الإفريقية من صراع أو حرب أهلية عنيفة كانت لها آثارها العميقة ليس فقط على الحياة السياسية وإنما على مناحي الحياة كافة. وتتسم ظاهرة الصراعات الأهلية في القارة الإفريقية بأنها ظاهرة معقدة سواء فيما يتصل بخلفياتها وأسبابها، أو فيما يتصل بنتائجها وتداعياتها. فعلى صعيد الأسباب لعب الكثير من المتغيرات دورا في اندلاع الحروب الأهلية. هذه الحروب ساهمت في انهيار الدولة وتقويضها، ونشوء ظاهرة العنف السياسي أو ثقافة العنف في المجتمعات الإفريقية، وبروز ظاهرتي اللاجئين وتجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة إذ شهدت القارة عدة موجات من الحروب والصراعات الأهلية في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وتمثلت في حروب حركات التحرير ضد القوى.
وكان من أبرز أنماط النوع الأول (الصراعات بين الدول الإفريقية) حرب الأوجادين (بين الصومال واثيوبيا 1977 - 1978م)، (والحرب التنزانية - الأوغندية 1978 - 1979م)، ثم جاءت حرب البحيرات العظمى بين الهوتو والتوتسي في التسعينات راح ضحيتها، بحسب تقديرات محلية، أكثر من مليون مواطن وكانت صورة الصراع الدولي على خيرات القارة واضحة المعالم وغير مخفية على أحد وكان الوجود (الغربي) هو الأكثر في الساحة مع غياب تام للعقلية العربية في المنطقة ولاسيما انها الأقرب إلى المنطقة جغرافيا...
إقرأ أيضا لـ "خالد أبو أحمد"العدد 338 - السبت 09 أغسطس 2003م الموافق 10 جمادى الآخرة 1424هـ