لم نقل ذلك إطراء أو مدحاً أو شهرة لهذه الجمعية الفتية، ولا بهدف الترويج الاعلامي للانتساب إليها.
السبب الرئيس لاختيار هذا الموضوع، هو ما آلمني وأحرق فؤادي فيما لحظته من الشعب البحريني من تناحر وتمزق واستنفار، ولا سيما قبل تقرير بسيوني على عكس ما رأيته في جمعية العمل الديمقراطي.
في هذه الجمعية ترى الوضع مختلفاً تماماً. تشهد التماسك والتعاضد والتناغم والتفاهم بين جميع منتسبيها من الطائفتين الكريمتين، فعلى مدى تسعة الأشهر الماضية، لم ألحظ أي عضو أو زائر أو مدعو إلا وينظر اليك نظرة وِدٍّ ومحبة وابتسامته تتقدم محياه، بغض النظر عن معرفته بك، والى أية طائفة تنتمي، فلا تشعر بالغربة أو تحس بالضيق أثناء وجودك لحضور برامج الجمعية المختلفة.
في وَعد، الناس يختلفون فيما بينهم في الرؤى السياسية والقضايا المصيرية عند مناقشة أمر ما، لكنهم لا يختلفون أيديولوجيا أو عقائديا، فلا تجد أيّاً من المتحاورين يمتدح طائفته ويزدري بالأخرى، فالجميع يقدر الآخر ويكن له الاحترام بغض النظر عن انتماءاته المذهبية، والجميع يعمل في بوتقة واحدة لمصلحة الوطن والمواطن، وكأنهم لا يكترثون بشيء اسمه التنوع الطائفي. لذا تشعر بأن صفات البحريني الأصيل الذي يتحلى بالأخلاق والطيبة متوافرة في هذه الجمعية، فالكل متجانس مع الآخر ويتسمون بالتراحم والإخاء والتفاعل الايجابي.
أيضا عند الخلاف على قضية ما، جميع الأعضاء كما يبدو في تفكيرهم أن الذي يختلف معه مواطن من الدرجة الأولى، فلا ينظر إلى أخيه المتحاور بمفاهيم طائفية أو انتماءات مذهبية، وانما تتم مناقشتها بكل ترحاب، وكل المتحاورين يبدي رأيه، وإقناع الآخر بالحجة وليس بالإكراه أو الاقصاء، وهذا حقيقة ما نفتقده في هذه الأزمة على مستوى البلد في الإعلام الرسمي والصحافة والتجمعات الدينية.
السبب الآخر في اختياري الموضوع هو السمعة الطيبة لأهالي المحرق - نموذج آخر للشعب البحريني الأصيل -، لكن للأسف أشعرني بالأسى والحزن ما سمعته في الآونة الأخيرة عن تلك المدينة التي يتحلى قاطنوها بالعيش المشترك، من تمزق وتفتت شعبي في الآونة الأخيرة، وصل لدرجة التناحر، وهذا بالطبع ما لا نرتضيه لشعبنا الوفي المخلص لأرضه ووطنه.
لذلك ندعو أهالي المحرق الشرفاء والمخلصين لهذه الأرض إلى التعاضد والتمسك باللحمة الوطنية التي عهدناها منهم من طيبة الشعب البحريني الشهم، وعدم السماح لأعداء الأمة أن يبثوا السموم والكراهية فيما بينهم، وخاصة أننا في شهر محرم الحرام الذي تمارس فيه فئة معينة شعائرها ومعتقداتها الدينية.
طبعاً لن نوافق على ما ينشر من أطروحات في هذه المنطقة التي تدفع بالأهالي إلى التشابك، كما لا يقبل أهالي المحرق مِن مَن يزرع الحقد والبغضاء بين المواطنين المتجانسين على مدى عقود، لذلك أصبح لزاما العمل على وأد الفتنة التي يجلبها الأعداء من بطون الكتب لتكفير هذه الفئة أو الشبهات من الخيال، لتلبيس المجتمع مخططات لا يحتملها ولا يستسيغها شعبنا المخلص الوفي لأرضه ووطنه.
ما عرف عن أهل المحرق أن بين المواطنين تزاوجاً وتوافقاً وتآلفاً، لا تجده في كثير من مناطق البحرين، وهناك كما وردني أن بعض أهالي المنطقة يمارسون الشعائر نفسها التي يمارسها إخوانهم أيام المحرم (العزاء) ويتشاركون في تناول وجبات الطعام في المآتم، فما الذي حصل؟.
في النهاية لنا رجاء حار بالرجوع إلى سابق عهدهم للالتقاء، بمشاركة إخوانهم في مناسباتهم الدينية والعكس صحيح، كما نطالب جميع الأطراف بالتصالح والتسامح الديني، وفتح القلوب لبعضهم بعضاً، ونبعد عن أساليب الإقصاء والتمييز والتخوين، مستنجدين بقول رسول الله (ص): «احمل أخاك المؤمن على سبعين محمل من الخير»، وعلى الطائفتين أن تتخطى الأقاويل وتتصدى للسهام المسممة للأمة، وتبني قول الله عزوجل في محكم كتابه العزيز :»يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ» (الحجرات: 6)
إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"العدد 3379 - الأربعاء 07 ديسمبر 2011م الموافق 12 محرم 1433هـ
حبابي اهل البحرين
اشكر عضوات وعد علي زياراتهم لنا في منطقة الحيايك خاصة بعد تكسير الماتم لنا حسينا صدق احنا اخواة مايفرقنا شي
اللة يعطيكم العافية وشكرا لكم
جمعية وعد
أتقدم بخالص الشكر والتقدير لاعضاء جمعية وعد المخلصين الشرفاء على وقفتهم ومواساتهم لأهالي الجرحى والمتضررين في منطقتي الحبيبة الثانية المحرق وأقول لهم شكرا لكم وجعل الله ذلك في ميزان حسناتكم وسأحتفظ بهذه الوقفة في أعماق قلبي
الله يطيل ابراهيم شريف ويرحم النعبمي
هما قدوة وجيراننا بالمحرق قدوة أيضاً.
معذور يا دكتور أحمد على شعورك بالأسى والحزن فالذي حدث بالمحرق كان مأساة! ورغم ذلك نحمد الله العلي العظيم على أننا ما زلنا على علاقة أخوية مع جيراننا من سنة المحرق، حيث ما زالوا يلومون الدخلاء الطائفيين الذين أثاروا المشكلة الطائفية.
الله يرحم النعيمي وابراهيم شريف
الله يرحم النعيمي وابراهيم شريف , لازلت أذكر يوم 15 فبراير بمنطقة الديه وأثناء تشييع علي مشيمع كان ابراهيم شريف يتحدث لصحفيين أجانب فسأله الصحفي عن الشيعة فأخذ يسرد عليه المواقف الوطنية المشرفة للشيعة والسنة على مدى عقود ونضالاتهم معا لنيل حقوقهم ... لم تكبر يا أستاذ وانما كبرت في ضمير البحرين.