العالم يشهد تغيرات متسارعة في الآونة الأخيرة وخصوصا مع دخولنا العقد الثاني من الألفية الجديدة، وهذه التغيرات السياسية والاقتصادية والأمنية وكذلك الاجتماعية ستقود بلاشك إلى عالم مختلف، لأنها بمثابة المخاض الذي يسبق الولادة الجديدة لمستقبل مازال مجهولا للجميع.
في هذا المستقبل وفي ظل هذه الصراعات والانقسامات المجتمعية الحادة تبرز الرياضة باعتبارها قيمة حضارية قادرة على رأب ما انقطع، وقادرة كذلك على السمو بأخلاق الإنسان والمجتمعات لكي نبرز أفضل ما لدينا وليس أسوأه.
الرياضة شكلت ومازالت مجالا للتنافس العالي تحت سقف الأخلاق السامية، وقوانين الرياضة صارمة تماما لكل من يتجاوزها مهما كبرت أو صغرت الدول.
فأعظم لاعبي العالم عندما يسقطون في المنشطات أو غيرها لا يعفى عنهم ولا يتستر عليهم وإنما ينالون جزاءهم حالهم حال أصغر اللاعبين، وكذلك الفرق والمنتخبات التي تتجاوز كما حصل في التلاعب في نتائج المباريات في الدوري الايطالي والتي أطاحت برؤوس كبيرة وتسببت في هبوط فريق يوفنتوس إلى مصاف الدرجة الثانية للمرة الأولى في تاريخه.
الرياضة ربما هي النشاط الوحيد عالميا الذي تسمو فيه الأخلاق والقوانين على خلافها، بعكس الأنشطة السياسية والاقتصادية التي يغلب عليها الخداع والمكر سواء من الدول أو الأفراد أو الجماعات الإثنية والعرقية.
وعندما نقول أن الرياضة هي أفضل الأنشطة فنحن لا ننزها من كثير من المطبات وخصوصا عندما تدخل السياسة عليها فتفسدها وتحولها إلى لعبة بيدها تنتقم من خلالها من هذا الشخص أو تلك المجموعة.
ما نتمناه لرياضتنا المحلية أن تسمو بالفعل فوق كل الصغائر وأن تكون أداة للم الشمل لا للتفرقة ومنارة للأخلاق السامية، ومجالا للتنافس الشريف البعيد عن كل الضغائن والأحقاد، فالرياضة قيمة عالمية حضارية تتعارف من خلالها الشعوب وتجتمع كلمتها على خير البشرية وسعادتها.
تمر اليوم (الثلثاء) ذكرى العاشر من محرم الحرام (عاشوراء) وهي ذكرى استشهاد سبط النبي الأعظم (ص) الإمام الحسين بن علي (ع) الذي شكل بشهادته (ع) شعلة ضياء للبشرية جمعاء، فالسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 3377 - الإثنين 05 ديسمبر 2011م الموافق 10 محرم 1433هـ