حينما بدأت المواقع الرياضية التي يشارك في إنشائها الكثير من الوجوه الشابة أو الأندية، تنشر أخبار رياضية مغلوطة أو فيها الكثير من التحيز لفريق معين أو جهة معينة، أو تبرز أخبار نجم من الفريق الفلاني على حساب نجم آخر يلعب في الفريق العلاني، كنت أقول لزملائي بأنَّ هذه مواقع خاصة، وأنَّ القائمين عليها هدفهم واضح وصريح لأنه يحقق أهدافاً خاصة بهم، لذلك كنا نحترز من أخبارها خوفا من عدم صدقيتها أو انحيازها لجهة معينة، لذلك حرصنا على أن نستسقي أخبارنا من مصادرنا الرسمية أو من وكالات الأنباء العالمية التي هي الأخرى تراعي الصدقية والحيادية بعيداً كل البعد عن التحيز.

إلا أنني في الفترة الأخيرة وجدت أن وكالات الأنباء الرياضية المتخصصة تحرص على نشر أخبار تافهة، غير منطقية هدفها الأول والأخير الترويج لسلعة رخيصة تشد القراء إليها، واستغرب من ذلك لكون العاملين في الوكالات يجب أن يكونوا على مستوى ثقافي علمي لا يسمح لهم بالترويج لمثل هذه الأخبار. فخلال الفترة الماضية خلقت لنا الوكالات منافسة غير منطقية بين اللاعب البرازيلي الفذ "بيليه" الذي سطع نجمه نهاية خمسينات القرن الماضي، واللاعب الأرجنتيني مارادونا الذي سطع نجمه منتصف ثمانينات القرن الماضي وكان "فلتة زمانه" كما يقال، لذلك أقول بأن فارق الفترة الزمنية التي برز فيها اسم "بيليه" عن مارادونا يجعل المقارنة باطلة وغير منطقية لأن فارق 20 عاما جعل كرة القدم تتطور بشكل مذهل، وبعد أن كانت تلعب بخطط بسيطة تعتمد على المهارات الفردية أصبحت لعبة جماعية وشاهدنا الكرة الشاملة التي قدمها النجم الهولندي يوهان كرويف وجماعته.

وفي الأسابيع الماضية وبعد أن فرغت الوكالات من المفاضلة بين الأرجنتيني ميسي والبرتغالي رونالدو، بدأت بالترويج لمفاضلة جديدة بين ميسي والبرازيلي نيمار الذي مازال في بداية حياته الكروية، وهي مفاضلات غير منطقية لأن من يريد أن يفاضل بين نجمين، عليه أن يتحدث بلغة الأرقام والأزمنة كما هو عليه أبطال ألعاب القوى أو فارق الأوزان في رفع الأثقال وهي مقارنات منطقية، لذلك أختم مقالي بالقول إن اللاعب ميسي توافرت له مع فريقه برشلونة عوامل النجاح والتألق وهو الحال مع رونالدو في ريال مدريد، ولكن حينما استعصى على اللاعبين وجود مثل هذه الإمكانات مع منتخبات بلادهما فشلا ولم يحققا الإنجاز الكروي الحقيقي