الغابون دولة إفريقية صغيرة لم يكن أحد يسمع باسمها خلال السنوات الأخيرة ولم يرد لها ذكر إلا نادرا في نشرات الأخبار وربما لا يعرفها الكثيرون منا، غير أنها ستتكرر كثيرا مع مطلع العام 2012 وسيعرفها الكثيرون حول العالم وخصوصا من عشاق الرياضة وكرة القدم خصوصا، وذلك عندما تستضيف بطولة أمم إفريقيا مناصفة مع غينيا الاستوائية مطلع العام المقبل.
الغابون دولة صغيرة قياسا للدول الكبيرة، إذ تبلغ مساحتها 270 ألف كيلومتر مربع وعدد سكانها يصل إلى قرابة المليون ونصف المليون، وهي من الدول السائرة على طريق التقدم في إفريقيا الوسطى وفي دول جنوب الصحراء حتى أنها تصدرت مقياس التنمية البشرية في دول جنوب الصحراء الإفريقية.
ما دفعني للاهتمام بهذه الدولة الصغير هو المباراة الودية التي خاضتها ضد المنتخب البرازيلي قبل أسبوعين تقريبا، والتي فاز فيها البرازيليون 2/صفر بمنتخب أغلبه من اللاعبين البدلاء.
المهم في تلك المباراة ليس المباراة نفسها وإنما الملعب الذي أقيمت عليه المباراة اذ لم أتصور أنه يوجد في إفريقيا الوسطى مثل هذا الملعب الحديث والمتطور والجميل.
إفريقيا التي تعتبر القارة الأفقر على مستوى العالم ودولها هي الأكثر تخلفا بدأت تتغير وتنقل صورة مختلفة عنها للعالم، وليس هناك فرصة أفضل من بطولة أمم إفريقيا كون نشرات الأخبار تهمل عادة هذه القارة التي لا يوجد فيها الكثير من الجديد باستثناء الحروب والصراعات الأهلية.
هذا الملعب الذي أعد خصيصا لاستضافة البطولة هو واحد من عدة ملاعب حديثة أنشئت وفق أفضل المواصفات العالمية، وعندما شاهدت مباراة البرازيل لم أكن أتصور أبدا أن هذا الملعب في الغابون!.
إذا كانت الدول الإفريقية بدأت تتغير وأصبحت تمتلك مثل هذه الملاعب فإني أتعجب من حالنا في الوطن العربي بشكل عام إذا استثنينا قطر التي باتت تنافس أكبر الدول العالمية من ناحية المنشآت الرياضية بل تتفوق عليها، أما البقية ومنها نحن في مملكة البحرين فما زلنا في مراحل بدائية إذا ما قورنا بالمواصفات العالمية.
الشيء الجيد لدينا هو التطور الحاصل على مستوى الصالات وخصوصا بعد استضافة بطولة الألعاب الخليجية الأولى وافتتاح 4 صالات جديدة في الرفاع ومدينة عيسى.
غير أنه على مستوى كرة القدم فإن الاستاد الوطني مازال الملعب الرئيسي الوحيد الذي بامكانه استضافة منتخبات أو بطولات خارجية وهذا الملعب يعود للثمانينات من القرن الماضي ولم يعد يتوافق بأي شكل من الأشكال مع الملاعب العالمية الحديثة.
فإذا كانت الغابون تمتلك ملاعب بمواصفات عالمية، فإني أتعجب كثيرا أننا مازلنا نستضيف بطولاتنا على الاستاد الوطني الذي تظهر فيه المباراة تلفزيونيا وكأنها تقام في السبعينات من القرن الماضي!.
تريثوا مع تايلور
لا داعي للاستعجال في موضوع مدرب منتخبنا الوطني الإنجليزي بيتر تايلور والذي حقق أول إنجاز من نوعه لكرة القدم البحرينية بفوزه بالميدالية الذهبية في بطولة الألعاب الخليجية التي استضافتها البحرين.
فهذا المدرب له على رأس الإدارة الفنية للمنتخب 5 أشهر فقط وما فعله باعتقادي خلال هذه الأشهر القليلة أكثر مما فعله مدربون آخرون خلال سنوات طويلة، فلا تتعجلوا فتندموا كثيرا وأعطوه الفرصة الكافية للعمل في أجواء صحية وقيموه من منظور فني خالص لتصلوا لأفضل نتيجة
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 3363 - الإثنين 21 نوفمبر 2011م الموافق 25 ذي الحجة 1432هـ