جميل جدا ان تبادرني فتاة مقبلة على الزواج بسؤالها: كيف لي أن أجعل زوجي سعيدا؟ وهل بالإمكان تكوين أسرة من دون اختلاف في وجهات النظر بين الزوجين حتى في أصعب الأمور؟ ثم انهالت بعد ذلك بالأسئلة... لقد لمست الصدق في توارد أسئلتها والخوف والقلق والحيرة في نبرات صوتها، وأدركت فعلا أنها حريصة كل الحرص على ابعاد الشيطان عن طريق عشها الزوجي. أبارك لك يا فتاتي هذه الخطوة، فأية زوجة تحب زوجها وتسعى جاهدة إلى إسعاده وتوفير الراحة والهناء لأسرتها يجب أن تراقب بالدرجة الأولى الأمور والأشياء التي تسعد زوجها وترسم علامات الرضا والارتياح على وجهه فتحاول توفيرها له باستمرار مع إحاطة شريك الحياة بالاهتمام والرعاية الخاصة والمعاملة المهذبة اللائقة، فإن هذا يكسبها مكانة عالية في قلبه ويملأ حياته بالنور والأمل ويدفعه إلى التمسك بها ومبادلتها المشاعر بأروع منها ويحاول ما استطاع تتويج جهودها بالحب والرعاية والوفاء.
فيا سيدتي إذا حرصت على أن تكون بداية يوم زوجك سعيدة، لا يعكر صفوها نقاش أو خلاف لا طائل منه، امتدت سعادته طوال اليوم وانعكس هذا على حياته العلمية، فبداية يوم ناجحة دافئة حنونة أعطته الكثير من الطاقة والاندفاع والأمل ودفعته إلى أداء عمل مثمر متواصل بناء، ثم انك تتساءلين عمّا إذا كانت للسعادة الزوجية اسرار أم أنها مجرد حظوظ؟... قد يلعب الحظ دورا إضافيا إذا تفهمت الزوجة الأمور المؤدية إلى طريق السعادة الزوجية، وهي مجرد لمسات بسيطة تعبر عن حب داخلي مشبع بالاحترام والرغبة الأكيدة في إسعاد الشريك. وقد يصعب على الكثير من الزوجات التعبير عمّا يحملنه من مشاعر الشوق والحب تجاه أزواجهن، إما لغلبة الحياء والخجل على طباعهن، وإما بدافع الكبرياء، فيعملن صامتات جاهدات متمنيات أن يسمع الزوج نداءات الحب الصامتة ويبادلهن الحب والطمأنينة.
صغيرتي، أمور بسيطة تحمل له مشاعر المودة والصدق، وان ام ينطق اللسان بها، تسعده وتشعره بالرضا... فيكفي حين عودته مرهقا من العمل أن تستقبليه بابتسامة حلوه حانية يرى فيها الكثير من الدفء واللهفة من زوجة تنتظره بفارغ الصبر، وقد أعدت له طبقا شهيا وجلست أمامه هادئة تبادله أطراف الحديث البعيد كل البعد عما يثير غضبه ويوتر أعصابه... امرأة جميلة أنيقة تفيض رقة وعذوبة وأنوثة، تشعره وهي تجلس امامه بأن بيته مختلف عن غيره، بأجواء الجمال والحب والألفة، فلا يصغي إلى هذا أو ذاك ولا يسمع إلا صوت السعادة النابعة من أعماقه.
ثمة همسة بودي لو تصغي إليها... المكياج... لا تبالغي في صباغة وجهك بألوان مختلفة تبدين من خلالها دمية متحركة ملونة لا روح فيها، غطت المساحيق تعابير وجهها الهادئ البريء... يكفي أن تكوني أنيقة متجددة، يختلط جمال روحك بعطرك الساحر الفواح... إذ يفضل معظم الرجال التمتع بجمال زوجاتهم من دون مساحيق مبالغ فيها... وإياك والتصنع أو التقليد في الحركة أو التصرف أو الحديث، فإن هذا يزعجه وينفره. كوني على طبيعتك كما يعرفك أو كما يحب أن يراك...
وعليك بالتجديد المستمر في أجواء البيت كلما شعرت بأن زوجك اعتاد عليها، فالرجال يحبون التغيير والتجديد، وهذا يعني الابتعاد عن الروتين المعتاد. ولا أقصد بالتجديد تغيير البيت كل بضعة أشهر، بل تحريك قطعة الأثاث هذه واستبدالها بتلك... تغيير يشعر من خلاله باهتمامك ورعايتك لمنزلك مع محافظتك وحرصك على ألا تصاب نبضات جيبه بالخلل والاضطراب. وأحذرك من الإسراف والتبذير وعدم المبالاة بمتاعبه المادية، فإن هذا يسهم إلى حد بعيد في تراكم الديون وبالتالي دفع الثمن من سعادتك وسعادته. وأهم نصيحة أقدمها إليك عزيزتي، الابتعاد عن النقاش والجدل وخصوصا فيما يتعلق بأمور الأصدقاء المادية منها والاجتماعية، وإياك والتصدي له بشكل جارح وقاس، إذ يمكن للمناقشة، الهادئة والنقد البناء ان يجعلاه يقتنع ويتراجع عن موقفه بكل حب... أمور كثيرة يا فتاتي يمكن اتباعها، وأمور أكثر عليك تفاديها، لا يتسع المجال لذكرها، فإذا تمكنت من تطبيق القليل منها قادتك إلى تحقيق الكثير من السعادة الزوجية
العدد 336 - الخميس 07 أغسطس 2003م الموافق 09 جمادى الآخرة 1424هـ