العدد 3357 - الثلثاء 15 نوفمبر 2011م الموافق 19 ذي الحجة 1432هـ

المصالحة الوطنية وصانعو السلام

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

على رغم مخاطر الانشقاق الطائفي الحاصل حالياً وما يمكن أن يفرزه من تداعيات لا يمكن التنبؤ بها، إلا أن أحداً لم يتحرك حتى الآن لرأب الصدع ومحاولة إعادة اللحمة الوطنية، حتى أننا لم نسمع أصواتاً تنادي بذلك، سواء كانت هذه الأصوات تمثل جهات رسمية أو أهلية أو جمعيات سياسية.

بالتأكيد يوجد في البحرين الكثيرون ممن يحملون هذا الهم الوطني، ولكن ربما هم بحاجةٍ للمزيد من الوقت حتى تهدأ النفوس أو تتهيأ الظروف لطرح مبادرة يمكن تقبلها من مختلف الأطراف. فالبحرين بصغر مساحتها لا يمكن لها أن تتحمل مثل هذا الشقاق، فالناس باختلاف مذاهبهم وتوجهاتهم يعملون مع بعضهم بعضاً في مختلف المؤسسات والشركات، ويتجاورون في السكن في المناطق المختلطة، ويذهب أبناؤهم لمدارس واحدة... كما أن هناك العديد من الزيجات المختلطة.

في بيانها الذي صدر مؤخراً، حذرت منظمة حقوق الإنسان بلا حدود الدولية من خطورة مثل هذا الوضع على مستقبل البحرين ودعت الحكومة البحرينية لتشجيع المصالحة الوطنية.

المنظمة التي زارت البحرين رفعت تقريراً إلى الاتحاد الأوروبي ضمنته عدداً من التوصيات من أهمها «حاجة البحرين إلى عقد اجتماعي جديد، وإلى مصالحة مستقرة وطويلة الأجل، وذلك بما يصب في مصلحة المواطنين البحرينيين والاستقرار في المنطقة».

وحملت المنظمة الحكومة والمجتمع المدني والأحزاب السياسية مسئولية العمل في هذا الاتجاه، وشدّدت على ضرورة أن تقوم الحكومة البحرينية بسلسلة من تدابير بناء الثقة لاستعادة الحوار الاجتماعي وإعادة بناء المجتمع البحريني. معولةً على من وصفتهم بـ «صانعي السلام» والشخصيات الدينية الموثوق بها في المجتمع البحريني لإعادة بناء الجسور بين مكونات المجتمع البحريني.

وحثت المجتمع المدني والجمعيات السياسية على التعبير عن مطالباتهم عبر الاحتجاج السلمي، ومن دون ممارسة أي نوع من أعمال العنف ضد الأشخاص والممتلكات، وطالبت الحكومة بالتقيد بالمعايير الدولية لحقوق الإنسان المتعلقة بحماية المشاركين في الاحتجاجات وفي عمليات الاعتقال والاحتجاز والمحاكمات والفصل من العمل.

المنظمة دعت أيضاً إلى ضرورة إيجاد قناة للحوار المفتوح بين الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات السياسية، وتشجيعهم على المشاركة الجدية في حوار سياسي هادف وبناء من أجل البحرين تلبية للاحتياجات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وفي حين ترى المنظمة أن التعويل على مصالحة وطنية يتطلب مجموعة من «صانعي السلام» يقفون على مسافة واحدة من جميع مكونات المجتمع البحريني ويضعون مصلحة البحرين فوق جميع الاعتبارات، فإننا نترقب أن تعلن هذه المجموعة عن نفسها خلال الأيام القليلة المقبلة.

ربما ينتظر صانعو السلام في البحرين صدور تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لقصي الحقائق ليضع الأرضية المناسبة لتحركاتهم وخصوصاً أن التقرير سيخرج بتوصيات ملزمة للجميع. نأمل ذلك

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3357 - الثلثاء 15 نوفمبر 2011م الموافق 19 ذي الحجة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 2:31 ص

      المشكلة في من يتمصلح من مثل هذا الوضع المتردي

      لكل وضع مجموعة من المستفيدين مهما يكن الوضع سيئا لا بد من ذلك وهؤلاء هم أس وأساس المشكلة
      هم الذين ينطبق عليهم القول(يبقى الحال على ما هو عليه) يرون العالم كله في تطور وتحول الى الافضل ولكن الافضل لا يعني لهم ذلك اذا فهم يمسكون بالوضع حتى يبقى او يرجع الى الوراء وبالطبع لن تعود حركة الزمن ولن يعود الوضع لما كان عليه ولكن
      هؤلاء مشكلتهم انهم في النهاية يجدو انفسهم يغردون خلف السرب وليس خارجه بل خلفه بكثير
      فحركة التقدم ماضية شاء من شاء وابى من ابى

    • زائر 2 | 1:23 ص

      هؤلاء هم السبب و ليسوا جزء من الحل

      "معولةً على من وصفتهم بـ «صانعي السلام» والشخصيات الدينية الموثوق بها في المجتمع البحريني لإعادة بناء الجسور بين مكونات المجتمع البحريني" هؤلاء هم السبب و ليسوا جزء من الحل أبداً ... كي تعود البحرين متسامحه مثل السابق يجب حل كل الجمعيات ذات المرجعيات الدينية و الطائفية من الطرفين و أشدد على كلمة من الطرفين ... إن أردنا أن نتصالح فعلاً يجب علينا أن نقتنع أن أي معادله فيها طرفين و الخطأ على الطرفين

    • زائر 1 | 11:54 م

      اسعد الله صباحك

      استاذ جميل العرب اشعارها كانت اقرب الى الحكم وهكذا بعض الابيات تخلدت ياجميل التعويل على تقرير السيد بسيوني كارثه هل خلت البحرين من انسان منصف ياخذ دور بسيوني من زمان ياعمي البحرين يوجد في البحرين من هو اصدق من المصداقيه نفسها ماذا لوخيب امال الناس تقرير السيد بسيوني هل سيكون الحال مكانك قف وضع البلد يسهل حتى على الاعمى قرائته بدون طريقه برايل ياعمي انحتاج لنظاره بتقنيه3D الجديده ترى الوضع يحتاج الى شخص ذو بصيره لا بصر لان الوضع ممكن تحسسه بباقي الحواس الاربع اذا استثنيا البصر ياجميل

اقرأ ايضاً