كتاب «قواعد اللعبة: الكتاب الرائد في العلاقات الدولية» (The Rules of the Game: A Primer on International Relations ) من تأليف مارك أمستيوز( Mark R. Amstutz )، صدر في طبعته العربية الأولى العام 2010 عن دار الفاروق في القاهرة في 348 صفحة من القطع المتوسط.
العنوان يثير الدهشة، والغلاف ملفت للنظر، ومعاً يثيران التساؤل وتقصي ما وراءهما من معنى. هل تبدو العلاقات الدولية كلعبة لها قواعدها وقوانينها؟! وبقليل من النظر والتبصر ندرك أن الكاتب لم يغادر الحقيقة عندما اعتبر العلاقات الدولية لعبة، فهي لعبة بكل ما في الكلمة من معنى؛ لعبة لها لاعبوها وقواعدها ومبادئها وقوانينها ومخالفاتها وعقوباتها، وربما حيلها وخدعها.
ويأتي هذا الكتاب ليلقي الضوء على العلاقات الدولية باعتبارها لعبة كونية، وجاء في فصل تمهيدي وثلاثة أجزاء: الأول من ثلاثة فصول، والثاني من أربعة فصول، والثالث من فصل واحد. وفيما يأتي استعراض لأهم الأفكار المتضمنة في الكتاب:
الفصل الأول: لعبة العلاقات الدولية
إن استخدام اللعبة كتعبير مجازي لوصف العلاقات الدولية يمكن أن يستعمل على نحو مفيد؛ لتحليل السياسة الدولية، وإلقاء الضوء على الأسس السياسية والقانونية للمجتمع الدولي.
ولاستخلاص بعض السمات المميزة لموضوع العلاقات الدولية، تمت دراسة طبيعة الأفكار والمبادئ والقواعد ودورها، والعلاقات المتبادلة بين المبادئ والقواعد. واستعرض التصورات المختلفة للمجتمع الدولي المتمثلة في ثلاث رؤى بارزة هي: الواقعية (Realism)، والتدويل (Internationalism)، والعالمية (Cosmopolitanism).
كما وصف طبيعة العلاقات الدولية، وتقديم بعض قواعد اللعبة الرئيسية. وعلى رغم أن المجتمع الدولي ليس لديه حكومة مركزية، فإن إضفاء الجانب المؤسسي على قواعد اللعبة أدى إلى ظهور مؤسسات قانونية وسياسية واقتصادية تعمل على تنظيم العلاقات الدولية.
وجاء الجزء الأول (الجوانب الأساسية للعبة العلاقات الدولية) في ثلاثة فصول (الثاني، الثالث، الرابع):
الفصل الثاني: طبيعة اللعبة
إن النظام التقليدي الويستفالي (نسبة إلى معاهدة ويستفاليا/ألمانيا التي وقعت العام 1648 والتي بموجبها تم ترسيخ نظام الدولة القومية الحديث) مازال يمثل الأساس الذي تقوم عليه لعبة العلاقات الدولية الجديدة، على رغم التغيرات العديدة التي حدثت. والمبادئ الخمسة الآتية يمكن اعتبارها أساسية لهذه اللعبة:
1 - سيادة الدول.
2 - احترام الدول لاستقلال الدول الأخرى.
3 - اعتماد أمن الدول ورخائها على مواردها.
4 - المساواة الرسمية بين الدول.
5 - عدم انتهاك حرمة أراضي الدول.
ومع أن النظام الدولي الحديث مازال يعتمد بشكل أساسي في بنيته على النظام التقليدي، إلا أن نظاماً دولياً جديداً في سبيله للظهور، من أهم سماته:
أ- التفاعل وتكامل السياسة الدولية والمحلية.
ب- التعاون الدولي لتعزيز الرخاء الاقتصادي والاجتماعي وحقوق الإنسان وخلق بيئة آمنة.
ج- ظهور الدول الحديثة.
وعند البحث عن أسباب التحول عن النظام التقليدي للعلاقات الدولية نجد أن ذلك بسبب: نهاية الحرب الباردة، والعولمة. ولذا فإن لعبة العلاقات الدولية أصبحت أكثر تعقيداً؛ نظراً لقيام الكيانات غير الحكومية والإدارة الدولية بلعب دور أكثر فاعلية في التعامل مع القضايا الدولية، مثل: حقوق الإنسان والاحتباس الحراري وقضايا المساواة بين الجنسين وحماية البيئة والحرية الدينية. وتلعب المبادئ الأربعة التالية دوراً مهماً في لعبة العلاقات الدولية الحديثة:
1 - تضاؤل دور القوة العسكرية في العلاقات الدولية.
2 - تنامي دور الكيانات الفاعلة الأخرى.
3 - زيادة تأثير الحوكمة العالمية.
4 - زيادة الاهتمام بالقضايا الدولية.
ومما لاشك فيه أن هناك تطورات مهمة جارية في لعبة العلاقات الدولية سينتج عنها تغيرات كبيرة في البيئة الدولية وفي طريقة ممارسة هذه اللعبة.
الفصل الثالث: أطراف اللعبة
تعد الدول هي الأطراف الأساسية في لعبة العلاقات الدولية. وتلعب الكيانات الفاعلة الأخرى المتمثلة في المنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية ومجموعات الضغط الدولية وغيرها دوراً مهماً ومتزايداً، فيما يخص تسهيل إقامة السلام، وتسوية الخلافات السياسية، ودعم التجارة الدولية، والتعاون الاجتماعي، وتشجيع العمل الجماعي في مواجهة الأزمات الإنسانية. في الوقت نفسه، تعوق بعض الكيانات - كالجهات الإرهابية - النظام الدولي وتؤدي إلى إثارة الحروب والاضطرابات الدولية. لذلك ولتنامي عدد الكيانات وتنوعها، أصبحت السياسة الدولية أكثر تعقيداً. ومع أن الدبلوماسية لاتزال تلعب دوراً محورياً في لعبة العلاقات الدولية الحديثة، فإن المشكلات والتحديات في النظام العالمي الحديث تتطلب قدراً أعلى من التفكير الخلاق، ومهارات أكثر تنوعاً من المستخدمة حالياً في لعبة العلاقات الدولية التقليدية.
ويتحدد دور الدول بعدد من المبادئ الأساسية، منها:
1 - الدول هي الأطراف الأساسية في لعبة العلاقات الدولية.
2 - عدم المساواة بين الدول نظراً لاختلاف قدراتها.
3 - للشعوب الحق في تقرير مصيرها.
4 - للقوميات التي تنجح في تأسيس دولة الحق في ممارسة لعبة العلاقات الدولية.
5 - اعتراف الدول الأعضاء في المجتمع الدولي بالدول الجديدة.
6 - التزام الدول الجديدة بالحدود الإقليمية السابقة.
7 - قدرة الكيانات الفاعلة الأخرى على ممارسة لعبة العلاقات الدولية
إقرأ أيضا لـ "موسى أبورياش"العدد 3349 - الإثنين 07 نوفمبر 2011م الموافق 11 ذي الحجة 1432هـ