إن غالبية الاضطرابات والصراعات التي تعتري الابناء في الاسرة الواحدة سببها شعور أحد الابناء بعدم العدل والمساواة بينه وبين اخوته او احدهم لذلك وكما تحدثنا سابقا يتحتم على الآباء والامهات ألا يشعروا الابناء بأي نوع من التمايز وخصوصا في اظهار الحب والود او العطف عليهم او على أحدهم حتى وان كانت مجرد كلمات رقيقة تشجيعية له على تصرف سليم قام به او لعمل أثبت فيه براعة وتفهما بل بامكان الوالدين الثناء على العمل نفسه وامتداحه وهنا يحفز اخوته على أداء العمل نفسه لنيل التقدير والثناء نفسهما. وهنا اوجه كلامي إلى صغيرتي المتمردة وارجو ألا تعتبره دفاعا عن السلطة بقدر ما هو رجاء مني ودعوة اليها للتعقل والتفهم والتفكير المنطقي السليم... فيا فتاتي ان احساسك بالظلم لا يعني تمردك. باستمرار تدمرك من كل ما حولك وعدم التزامك بقواعد السلوك والآداب لأن هذه التصرفات قد تساهم في خفض رصيدك الاسري الادبي الى درجات ترفضينها بعد وتعتبر فيها تفضيلا او تميزا. فلوالديك عليك حق التقدير والولاء والاحترام ولاخوتك ايضا حق الحب والعطف والانسجام فلماذا تتركين الهواجس والظنون تسيطر عليك وتجعلك تسلكين طريق التمرد والطيش والبطش والعدوان وتجعلك انسانة ترفض التعامل مع اخوتها بالحب والحنان والتفاهم؟ الا تشعرين بأن تصرفاتك هذه ترهقك نفسيا وصحيا وتنعكس على تعاملك في البيت مع اسرتك وخارجا من الصديقات والمعارف. بنيتي قد اتعارض معك فيما تبدينه من عداء لاخيك هذا او اختك تلك بدافع من شعورك بالظلم والتمييز بينك وبينهم الامر الذي وهج في اعماقك نيران الغضب ولن اقول الكره لاخوتك فقلبك مازال طفلا صغيرا لا يعرف الكره... انما مشاعر مخطئة سيطرت عليك جعلتك تميلين للعدوانية والسيطرة والقوة وفقدك للممارسات قبيحة وغير مقبولة من افراد اسرتك.
لو حاولت التفكير فيما تقومين به من تصرفات خاطئة ستجدينها ردة فعل لسوء فهمك لتصرفات ومعاملات غير مقصودة صدرت من والديك او أحدهما لوجدتها اخذت منك الكثير من هدوءك واتزانك وعقلانيتك حتى اصابتك بنوع من الكآبة والانطواء على النفس والاستغراق في الذات وبالتالي افقدتك الثقة بنفسك فحاولت الدفاع عن افكارك السوداء بالتمرد والخصام والعصيان او اغلاق غرفتك الصغيرة عليك والبقاء وحيدة ولو بدلت بعض الجهد في تفهم مشاعر وتصرفات والديك لاحسست براحة نفسية ومتعة روحية جعلتك تشعرين بمدى حب والديك لك وعدلهما بينك وبين اخوتك، كذلك اخوتك جميعا فمن يصغرك منهم يحبك باحترام ومن يكبرك منهم يحبك بعطف وحنان. فلماذا تتركين طيش الشباب يسيطر عليك ويحرمك من اسمى عواطف في الوجود؟ فيا فتاتي حاولي الاندماج مع اخواتك البنات انهن صديقاتك الوفيات وابعدي عنك وسوسة الشيطان فالحب في اسرتك خبز للجميع. فقط عليك الخطوة الأولى. وهي التحرر من أفكارك السوداء واعقدي صلحا مع نفسك اولا بعد ان اثقلتها بمعاناة الغيرة الحمقاء والتمرد وبالتالي تعودين إلى حقيقتك فتاة وادعة هادئة محبة مسالمة مع اخوتها بارة مطيعة لوالديها، شاركيهم جلساتهم العائلية حول التلفاز وتناقشي معهم في شئون الاسرة فأنهم يحتاجونك كما تحتاجين لهم وتذكري قولي دائما... قد يفضل الآباء أحد الابناء لتفوقه او لسلوكه او لتصرف معين او لروحه المرحة ينتهي بانتهاء الموقف الذي استدعى المدح والاطراء، أما الحب والحنان فانتم جميعا بالتساوي
العدد 334 - الثلثاء 05 أغسطس 2003م الموافق 07 جمادى الآخرة 1424هـ