العدد 3334 - الأحد 23 أكتوبر 2011م الموافق 25 ذي القعدة 1432هـ

أيها العار ستجد من يصفق لك

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

أيها العربي، الأوطان المفتوحة جهاتها للغرباء لا موطئ قدم لك فيها.

أيتها الخرائط، لا تفرحي بالحدود القائمة.

أيتها الشوارع، تحتاجين إلى أكثر من خطة خمسية للتوسع فالمشردون سيملأون المكان.

يا جمعيات الرفق بالحيوان، هل نجد مساحة لنا في سجلاتك؟

يا حماة البيئة، متى ستتم حماية الشرف؟

أيتها المطارات، أحتاج إلى العودة لا السفر.

أيتها الصالات المزركشة لاستقبال المعزين، الفقراء الأحياء لا يجدون دجاجة متفسخة في مكب للنفايات.

يا أحاديث السمر، في الطرف الآخر من المكان ثمة من يتوارى كي لا تلمع دموعه، ولو في حيّزه الخاص.

أيتها الريح، كفى استفزازاًَ لخراب المعدمين.

أيها المطر، صرت كابوس من لا سقف له.

أيتها النميمة، كم تحيلين الهواء إلى غازات سامة.

أيتها الطرق البعيدة، لا أريد الوصول، فلا أحد يتذكر ملامحي.

أيها الفشل، لست معنياً بكل الخراب.

أيها الحذاء، ليتك بقلب لتجرب السعي في الطريق إلى أمل ملغم بالخيبة.

أيها العار، ستجد من يصفق لك.

أيها النجاح، غريب أنت في أوطان ترقص للفشل.

أيتها الأبواب، أطرق لأتأكد من خفقان قلب البيت.

أيها العالم الفرح بدماره، لن تجد من يعزيك.

أيتها المسارح، لا نعاني من أزمة إضاءة. نعاني من ظلام العدم في الأخلاق.

أيتها الفوانيس، لا رؤية في المكان، تسعف أرواحنا شمس في جحيم الفصول.

يا عدسات التصوير، المشهد ليس كما يبدو.

يا عصر الانحطاط، ماذا بعده كي نتأكد أننا على مقاعدنا في الجحيم.

أيتها الأكواخ المتداعية، كم نص إدانة ترفعينه في وجه النهب؟

أيها السلام الذي بات قادراً على اغتيالنا بغصن زيتون.

أيها الصمود في السفارات والفنادق وبيانات الإدانة بعد الثانية فجراً.

أيها الأمل الذي يصر على الموت واقفاً؛ ولو على رمال متحركة.

أيها اللجوء الذي ينتهي في مراكز استجواب، ومعسكرات ترحيل.

أيها الشروق، ليتك تعود أدراجك. لا عين ستبصر سحر أولك.

أيتها الرقابة، كيف فاتك مجيئي إلى هذا العالم؟

يا سلطات الجمارك، سأدفع رسم نجاتي من ارتفاع ضغط الدم قبل العبور إلى الحياة.

أيتها الفتن، كم تخجل جهنم من مواهبك.

أيها الفلاسفة، تجار الخردة باتوا متحدثين رسميين باسم ما بعد المعنى.

أيتها المتاحف، مكانك حيث بعض الماضي يصر على أنه في الطريق إلى المستقبل.

أيها الشعراء المدّاحون، ألم تتعبوا من النهيق؟

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 3334 - الأحد 23 أكتوبر 2011م الموافق 25 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 2:05 م

      أيها العار..

      أيها العار العأري من كل كلمة صدق عجباً أنك تلقى من يصفق لك ، وتصّدقك العقول المحكومة بإطار المدح والتملق والعبودية لغيره سبحانه وتعالى!!!.

    • زائر 4 | 6:08 ص

      أضافة متواضعة للمبدع جعفر

      أيها العهر, ألم تمل بعد من التنقل بين الصحف الصفراء؟
      أيها السذاجة, أما مللتينا كما مللناك؟
      أيها الموت, بالكاد بقي لي موطيء قبر فأسرع.

    • زائر 2 | 1:14 ص

      هل تعلم من هم

      أيها الشعراء المدّاحون، ألم تتعبوا من النهيق؟

      هؤلاء من ذكرهم الله في كتابه (( من خرجوا من ولاية الخالق الى ولاية المخلوق )) أعداء محمد وآل محمد .. أعداء كل شئ مستقيم ... ورفقاء كل معوج .. مجرد فكرة واقرأ التفاسير وستتضح لك الصورة ... فالحمار ونهيق الحمار وكعب الحمار بريئ منهم وأكرم عنهم..
      أنكر الأصوات لم يطلقه الرب الجليل على صوت الحمار .. وهل يذم الله شيئاً خلقه ؟؟
      انهم من ذكرتهم آنفاً

      قل للأسفلت أن يفارق الشوارع فقد تعب من دوس مركباتهم ومجنزراتهم فهم لا يستحقون المشي عليه

      دمت بود

    • زائر 1 | 1:04 ص

      كم أنتم مبدعين

      كعادتك ، لا تكتب إلا الجميل يا أستاذ ، صباح الورد على وردك الذي نستشقه مع كل صباح ، وصباح الاقلام الحرة النزيهة

      عاشقة المطر

اقرأ ايضاً