العدد 3333 - السبت 22 أكتوبر 2011م الموافق 24 ذي القعدة 1432هـ

من هم الجرذان؟

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

زاد «ادرينالين» الثورات العربية اليوم، بسقوط الطاغية «معمّر القذافي»، وكانت نهايته في إحدى قنوات مياه الصرف الصحّي، وبعد أن نعت الشعب الليبي العظيم بالجرذان، سقط متأثرا بجراحه في أحد مخادع الجرذان!

اللهم اننا لا نشمت على هذا «المدمّر» وليس «المعمّر» لبلده ولشعبه، ولكننا في الوقت ذاته نشعر بسعادة الشعب بعد جهاد طال 8 أشهر من أجل الحرية والتخلص من عهود الاستبداد والفساد المالي والإداري للسلطة، فلقد عاش الشعب الليبي عقودا كثيرة ابتلع فيها الإهانات والظلم، وكان آخرها وصفهم بـ «الجرذان».

وما سقوط القذافي إلا نتيجة صبر الشعب على ما ابتلاه من حاكم ظالم، جرّعهم المآسي، وحصد الأرواح من أجل بقاء عرشه وسلطته وأبنائه، ولكن هيهات بعد هذه اللحظات أن يثق الحكام بثبات عروشهم، فمن كان يتوقع هذا السقوط للقذافي ومبارك وبن علي؟! وقد تطول القائمة، ونحن نشهد تاريخا جديدا ترسمه الشعوب العربية بدمائها.

ضحك الجميع على معمّر القذافي عندما تنبّأ بزوال العروش، بعد مقتل صدام حسين، ولم يعرف بأن نبوءته ستتحقق سريعا، كسرعة البرق بل أسرع، وأنّ عظمته وحكمه لن يبقيا بقاءً سرمدياً، وكان هو وزمرته من أوائل من سلط الله عليهم الشعب حتى يقضي على عروشهم وجبروتهم.

لو كان القذافي حاكما عادلا، لما كانت هذه نهايته، فهو عندما اعتلى العرش بالقوّة، وطرد الملك السنوسي، لم تأخذه رحمة في ذلك الملك، على رغم أنّ الملك السنوسي كان على قدر من الحكمة ومن الرحمة على الشعب الليبي، ويشهد للسنوسي التاريخ، بأنه عندما طرد من ليبيا ذهب الى سفارتها وقدّم آخر مبالغ في جيبه، وقال إنّ هذه المبالغ تخص الشعب الليبي، من يستطيع فعل ذلك غير قائد لا تهمّه الحياة بقدر ما يطلب الآخرة؟!

الذين يظنون أنّ قوّة العسكر تعلو على مطالب الشعوب، وانّ الآلة العسكرية هي المنتصرة على إرادة الشعوب عليهم ان يراجعوا حساباتهم... وكما قال شاعر الأمة العربية أبوالقاسم الشابي: إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلابد أن يستجيب القدر، ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر.

قُصِفت رؤوس أبناء المختار وحصد ملك الموت الأرواح تلو الأرواح، وعندما ارتسمت الابتسامة والسعادة على الشعب الليبي الأصيل، بعد الضيم وحياة الظلام، لمقتل معمّر القذافي، فانك تجد من يستنكر عليهم هذه الابتسامة

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3333 - السبت 22 أكتوبر 2011م الموافق 24 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 5:07 م

      هل يعقل هذا

      السلام عليكم اسالكم بالله هل يعقل ان بلد او مدينة مثل سرت وخاصة الحي رقم 2 وفيه قتال شديد للغاية وحلف الناتو يقصف وبشدة ان يحمل مقاتل معه سبري صبغ ليكتب على الجدار هنا كان القذافي
      ولماذا اظهرت الصور رتل القذافي وهو مدمر بطائرات الناتو اذا كان مختبيء في مجاري مياه
      الكذب والتلفيق موجود من ايم استشهاد سيدنا وسيد شباب اهل الجنة الامام ابو عبد الله عليه افضل الصلوات والسلام عندما اخذوا راسه وعياله سبايا الى الشام وقالوا ان هؤلاء خوارج

    • زائر 28 | 10:28 ص

      الى رقم 22 عنوان العزيزة مريم

      يا اخي هذا اتهام خطيرر نحن لا نطبل كل شخص له راي

    • زائر 27 | 9:59 ص

      الى رقم 22 تحت عنوان العزيزة مريم

      اي حقد يا اخي هل انت من محبين القذافي القاتل المجرم هل تعلم ان القذافي كان يعتبر روحه رسول وقرائنه الكتاب الاخضر بل كان يعتبر نفسه اهم من رسول الله وهو منقد البشريه ورسول الصحراء عندما وصل للحكم قام باعدام من يعتقد ان ينافسه على الحكم حتى يستولي على السلطه بل هذا عقاب رباني اغلب الحكام اللي سقطوا كانوا اعداء الدين

    • زائر 25 | 7:59 ص

      العزيزة مريم

      اعماكم الحقد انتي والمطبلين لك بالتشفي في منظر يهز كل انسان سوي لايعاني من امراض نفسية انتم لا تمثلون الاسلام بتصارفاتكم وتصريحاتكم بل تمثلون مايروج له الغرب بأننا وحشيون دمويون رجعيون... الخ من النعوت التي اذا احتاجوا لها ااظهروها لمصحت قضاياهم واولها القضية الفلسطينية عموماً لو كنتم عرفتو القذافي لعرفتم ان في مقتله راحة له ان محاكمة القذافي ووضعه في قفص الاتهام وضمان محاكمة عادلة لهو المقتل الحقيقي لشخصية مثل القذافي
      عفا الله عنا اجمعيين

    • زائر 23 | 6:18 ص

      خطااا

      اكبر خطا طريقة قتل معمر القذافي
      ليس لها دخل بالاسلااااااااااااااااااااااام
      والله حرم التمثيل بالجثه والتعذيب
      ثوار ليبيا فشلوو سمعة الاسلام ياليتج كتبتي عن هل شي

    • زائر 22 | 5:35 ص

      999

      الحكم يدوم مع الكفر ولا يدوم مع الظلم

    • زائر 21 | 5:09 ص

      ردا على زائر 4

      قول انشاء الله الطاغية بشار ومن سانده والله تسوي روحك ماتدري

    • زائر 19 | 3:49 ص

      سلمت وبارك الله فيك

      الله يوفقك ويسدد خطاك على مثل هذه المقالات الرائعة والمعبرة والهادفة والصادقة

    • زائر 18 | 3:34 ص

      وما ظلمناهم ولأكنهم كانوا لأنفسهم ظالمين

      عندما تنبّأ بزوال العروش، لأنه هو من يعرف الحقيقة الدامغة له ولجميع الحكام المتسلطين الظالمين على وجه الأرض الذين لم يؤمنون بالله ولأبرسوله, ولو أنهم أمنوه كما يدعون لما عاثوا في الأرض فسادا ,ولما أخذهم الغرور إلى مآخذ فرعون من قبلهم, إذ نادى انأ ربكم الأعلأ وإنا أحيى وأميت, فهم يعرفون ما يقومون بيه فيأسو من رحمت الله,فاستكبروا واصرر علي طغيانهم فمصيرهم الحتمي هو مصير فرعون.

    • زائر 17 | 3:03 ص

      الجواب: الحكّام

      تحياتي

    • زائر 16 | 2:47 ص

      إرادة الله

      لأنه مصاب بجنون العظمة نعت الشعب الليبي العظيم بالجرذان و لكن الله أراد له قبل إنتزاع روحه أن يعرف و يرى بأم عينه من هو الجرذ المقمل؟؟

    • زائر 15 | 2:34 ص

      نعت شعبه بصفته

      هلك مجنون ليبيا المصاب بداء العظمة ناسيا قول الله تعالى ونحن أقرب إليهم من حبل الوريد إعتقد أنه سيكون من الخالدين في الدنيا ولن يرحل ,غن رحل سيكون رحيله بهيبة ورحيل العظماء ولكنه لم يقل شأنا عن طاغية العراق فكلاهما أخرجا من مكان واحد من قنوات الصرف الصحي وهذا هو موقع الجرذان يا جرذ .
      اللهم ابدل الشعب الليبي خيرا منه ومن أرجاسه وطهر كل بقعة في ليبيا كنوا بها أو مروا عليها، وأنعم على الشعب الليبي بالأمن والأمان إنك سميع مجيب الدعاء.

    • زائر 13 | 2:10 ص

      الحكام

      على الحكام ان يتاملو ويختارو من الحياة ما هو صلاح للشعب اولا ثم المكاسب الخاصة لا العكس وعليهم أيضا حسن اختيار مسشاريهم الخاصة حتى يكونو نعم الناصحين ..... احبج يا البحرين

    • زائر 12 | 1:53 ص

      دوما عزيزيزه

      لك الود والاحترام نتظر مقالاتك كل يوم الله يحفظك يا بنت الحد قرويين

    • زائر 11 | 1:51 ص

      نعم مدمر

      كلام في الصميم الحل العسكري لا ينفع في اخماد ثورة الشعوب مهما كان من قوه و عجرفه و غرور في النهايه الشعوب هي الباقيه و الطغاه إلى مزبله التاريخ (يعطيج العافيه )

    • زائر 10 | 1:31 ص

      نريد ان نذكر اختي العزيزة ( البعض )

      عند موت صدام حسين شنقا سلم الى أهله وفن وقبره معروف ، بينما معمر الذي قتل على يد الثوار ولهم الحق في ذلك بعد أن اذاقهم الويلات رأينا صورا مشينة في حق الميت ولكن ( البعض ) لم يرد على الصور واللقطات لميت قد قتل بينما قامت الدنيا ولم تقعد على العراقيين يوم شنق صدام نذكر ( البعض ) فقط لماذا هناك غير وهني غير وسلامتكم وسلامة القارئين نعيد فقط نذكر .. والكلام ليس لمريم الشروقي ، فانت مثال للأمانة نذكر البعض

    • زائر 9 | 1:05 ص

      اخت مريم هي ليست شماتة انما هي عظة وعبرة

      نحن اذا نشارك اخواننا الليبيين فرحتهم ونشاطرهم عيد انتصارهم نضع بين ايدينا ونصب اعيننا عبرة من العبر التي
      حق لكل انسان عاقل ان لا يغفلها في كل حين وكل معاملة حتى لا يهم بظلم اخ له او نظيره له في الخلق
      وكما قال الامام علي ع (كما اضحكك الدهر كذاك الدهر يبكيك)
      فالحذر قبل الوقوع في المحذور وقبل ان يكون لنا من بني جلدتنا خصماء ينتظرونا قدوما على الله حتى يدلوا بظلامتهم ويوقفونا امام عدل السماوات والارض وجبارهما
      نعم حتى نخاف من ذلك الاختصام الذي لا يمكن تضليل
      عدالته

    • زائر 8 | 12:55 ص

      صدقت يا بنت الحد الغالية.. فهل يتعض الناس؟

      الذين يظنون أنّ قوّة العسكر تعلو على مطالب الشعوب، وانّ الآلة العسكرية هي المنتصرة على إرادة الشعوب عليهم ان يراجعوا حساباتهم...

    • زائر 7 | 12:53 ص

      ليتذكر الناس بأن من نعت الغير بوصف سينطبق عليه في يوم من الأيام.. وعلى قولة المثل البحريني (مثل ما تُدين تُدان)..

      اللهم اننا لا نشمت على هذا «المدمّر» لبلده ولشعبه، ولكننا في الوقت ذاته نشعر بسعادة الشعب الذي خلع هذا الحاكم بعد أن عاش عقودا كثيرة ابتلع فيها الإهانات والظلم، مع الاستبداد والفساد المالي والإداري للسلطة..

    • زائر 6 | 12:47 ص

      مقال اكثر من رائع

      ماذا يريد الشعب من الحاكم اكثر من انه يحكم بالعدل بين الناس.

      ..

      لماذا يحال البعض ان يخادع نفسه.؟ سؤال محير.

      ..

      هناك الكثير من العبر حدثت في الشهور القلية الماضية.

      ..



      ..



      ..

      وهو يقول في محكم كتابه الحكيم:

      ..

      وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا.

      .

      وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ

    • زائر 5 | 12:31 ص

      نعم القائمة طويلة

      شكرا أختي على هذا المقال

      القائمة طويلة لحكام العرب فلازلت تتسع للمزيد فهل يتعض الحكام قبل فوات الاوان؟

      المشكه ان كل حاكم يقول انا غير لست زين العابدين تونس ولست كحسني مبارك مصر ولست كمعمر القذافي ليبيا فجميع حكام العرب الباقين يقولون احنا غير ولكن ليتذكرو ان حسني مبارك والقذافي قالو احنا غير

    • زائر 4 | 12:15 ص

      لكل زمان دولة ورجال

      وهذا هو زمان الثوار الاحرار لامكان للعبودية وتنكيس الرؤوس الا لله سبحانه وتعالى بالأمس البعيد صدام والامس القريب كان بن علي ومبارك واليوم القذافي وغدا سيأتي الدور على من ؟؟ لانعلم.
      عاشق البحرين

    • زائر 3 | 11:57 م

      يادانه الحد صباحك ورد

      اهل الاول يبنتي ايقولون خذ اسمك وسمني به اليس الجرذ من قرض خيرات البلد طيله 42 سنه اليس الجرذ من قرض احلام شعبه وسعادتهم طيله هذه الفتره اليس الجرذ من يختبى في مكان قمه في النجاسه خوفا من طالبيه االيس الجرذ من بعثر مليارات ليبيا عبثا في قضيه لوكربي وغيرها للاسف ولا واحد طلع شجاع وصوب مسدسه الدامج على قولت اهل الحد لرأسه ومات وتت رجال من ايقبضون عليه اشتغل على الهزاز هذا حال سيف العرب وسيف الاسلام وقائد الامه اسماء لا تليق بسمى مسدسه ذهب ورصاصاته الماس اشحقه

    • زائر 2 | 11:51 م

      جميعا صباح الخير

      الله يرحم والديج .

    • زائر 1 | 11:45 م

      صباحك ورد استاذه مريم

      لااله الاالله وحده لاشريك له هذه عبره لكل ظالم وطاغيه احقر نهايه لاحقر طاغيه .
      بعدما كان يسمي شعبه بالجرذان اصبح من اكبر الجرذان في انابيب المجاري يشارك الجرذان حياتهم ويزاحمهم في السكن.
      عاش الشعب الليبي البطل ولا يهمه بمن يقول بان معمر كان اسير حرب وهل معمر رحم ابناء شعبه عندما اشعل حرب ذهب فيها قرابة 50 الف شهيد ومئات الالاف من الجرحى والايتام والارامل وامر باغتصاب النساء وتعذيبهم.

اقرأ ايضاً