حقّاً الأزمات تكشف لك معادن البشر، وتعطيك نسخة كربونية حقيقية عن نمط تفكيرهم، وتعينك على بلوغ التقدير الحقيقي لقدراتهم وإمكاناتهم المحدودة في التعامل مع أقسى وأشد أنواع الظروف القاهرة التي قد يتعرض لها أي مخلوق.
فالأزمة التي عصفت بالبحرين مطلع العام الجاري، كشفت عن نفسيات وعقول لا تناسب مرحلة منفتحة متزنة راشدة، وبالتالي لا يمكن أن يستند إليها وطن في الشدة، لأنها تحمل توجهاً تأزيميّاً يصعب اجتثاثه أو علاجه، من فئة لا تمثل طائفة أو ملة، تسعى جاهدة إلى انتزاع الحقوق من أصحابها بالمنة والتهديد والوعيد.
بدأت هذه الصورة السيئة تتكشف مع تصاعد الهجمة التي قادها بعض النواب والكتاب والخطباء، لتحريض الدولة على حرمان أي مواطن ثبتت مشاركته في مسيرة أو اعتصام غير مرخص أو فعالية مخالفة للقانون - من وجهة نظرهم - من الخدمات الإسكانية والصحية والتوظيف في القطاع العام.
هكذا وصفوا العقوبة وفصَّلوها على مقاس مزاجهم، وصدروها للغير للتخفيف من حدة الضغوط التي تقض مضجعهم، وهم يرون المجتمع يتحسس الخطى الثابتة نحو الممارسة الديمقراطية الصحيحة.
لا يريدون للناس أن يخرجوا للتعبير عن آرائهم بأي شكل من الأشكال، وإن كان بمقدورهم وصد أفواههم بمعدات اللحام والحديد لفعلوا وما ترددوا.
يمارسون دور السلطة القضائية في إصدار الأحكام قبل ثبوت التهمة، ويستبقون نتائج التحقيق مع أي متهم قبل مثوله أمام المحاكم، ويهيجون الرأي العام لتبني آرائهم من خلال التركيز على الدوافع الأمنية والحاجة الإنسانية إلى الاستقرار والأمان.
ينتزعون الحق الدستوري من المواطنين على أساس فئوي إقصائي صرف، لا لإصلاح المشكلة بل لنفث المزيد من وقود الكراهية على نار الانقسام الطائفي، حتى تشتعل الأرض بمن عليها، وتسود حالة النفور فيزداد مستوى تأثيرهم وحضورهم في صدارة المشهد السياسي العام.
كيف للبحرين أن تنزع رداء الأزمة وتصحو للحاق بركب الإصلاح وفيها من يطالب السلطة بأن تتجاوز في عقابها الأفراد إلى حد إيقاع الضرر بأسرهم ومستقبل أبنائهم على المدى القريب والبعيد.
كل فقهاء القانون يؤكدون أن العقوبة شخصية، أي أنها تنزل بمن أرتكب فعلاً مخالفاً للتشريع، فكيف يُصدر العقاب الجماعي ويعمم عشوائيّاً على المواطن وكل من يرعاهم ويسائل عنهم بجرة قلم.
الحرمان من السكن طامة تهدد استقرار عوائل وتهدد تكوين أسر، ومنع المواطن - الذي يحصل أساساً على دخل محدود - من الحصول على العلاج المجاني الذي توفره الدولة سينتهي به إلى انتكاسة صحية تحول بينه وبين مواصلة العمل، وبالتالي لن تجد أسرته مصدراً للدخل يلبي احتياجاتها المعيشية المتشعبة والمعقدة.
الإنسان بطبعه خطاء، ولا يوجد في هذا العصر من هو منزه عن ذلك، وحين يستجير المذنب بالله طلباً للمغفرة والرضوان عما ارتكبه من أفعال مخالفة للشرع والدين، فإن الله يغفر له بإذنه تعالى. وفي حديث قدسي فيما رواه الترمذي عن الرسول الأكرم محمد (ص) قال: «قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة» (وقراب الأرض ما يقارِبُ مِلأَها).
إذا كان الله جل وعلا غافراً لذنوب البشر مهما كبرت وإن كانت كزبد البحر، فما بال بني آدم لاهثاً مسارعاً في الدنيا نحو الانتقام من الخلق، مبتكراً شتى صنوف وأساليب العقاب لانتقاص الحقوق من مستحقيها.
غياب الدولة وصمتها عن هؤلاء هو ما جعلهم يتمادون في التعدي على حقوق الآخرين، فمنهم من يطالب باستنساخ التجربة البريطانية أو الأميركية، وهما بلدان بعيدان عن التسامح والتعقل والسمو إلى مبادئ التكافل الاجتماعي وحفظ كرامة الإنسان التي حث عليها ولايزال الدين الإسلامي العظيم.
إذا ثبتت التهمة على أي متهم تتم معاقبته وفق القانون وبحسب الجرم الذي اقترفه، وبعد أن يقضي عقوبته ليس من حق أحد أن يعاقبه مجدداً بأية وسيلة كانت، لأن في ذلك امتهاناً صريحاً جليّاً لكرامته إلى حد المهانة، وهو فعل لا يرضاه شرع ولا دين.
ننشد مجتمعاً متماسكاً قادراً على مواجهة التحديات بصبر وثبات لا يعرف اليأس، وإذكاء روح الانتقام وانتزاع الأمور من مسمياتها لا يوفر استقراراً ولا يشيع أمناً، بل يدخل الناس في صراع مرير لا يخلو من التصيد والتعقب لإمساك الزلات على بعضهم بعضاً، فهل هذه حالة صحية تؤسس لوطن قوي؟
لسنا معنيين باستنساخ التجارب التي تعمق الفرقة، ولا ملزمين باستيراد المفاهيم العقيمة الطارئة التي ثبت فشلها ولم تعد مجدية، فالحياة تتقدم سريعاً وكل ما حولنا يتطور بشكل رهيب، وأسلوبنا في معالجة مشكلاتنا يجب أن ينبع من داخلنا بنكهة بحرينية خالصة، انطلاقاً من إيماننا الراسخ بالله ودينه الحنيف الذي ارتضاه لنا نهجاً نستبصر منه طريق النور، فإن كان العقاب وسيلة فرحمة الله أوسع من أن يحجب نورها مخلوق عن عباده
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 3329 - الثلثاء 18 أكتوبر 2011م الموافق 20 ذي القعدة 1432هـ
اثارة الطائفية وبث روح التفرقة من قبل ادارات
كيف نفسر ارسال العديد من الممرضات من طائفة معينة لدراسة البكلويوس من دون اتباع المعاير الدلمحلية والدولية التي تطلب من الجميع الحصول عليها كالمجموع التراكمي او امتحان الإيلت بل تلك الممرضات ابتعثنا من دون تطابق الشروط فقط لأنهن من طائفة معينه (س) واقصاء الممرضات الحاصلات على جميع الشروط اليس هناك توطئ بين وزارة الصحة وكلية العلوم الصحية وإدارة التمريض في نفس الوقت تحرم الممرضات القداماء من الدرجة الإستثنائية في حال طلب التقاعد لحين صدور حكم لجان التأديب اليس يجب محاسبة وزارة الصحة
للأسف الشديد أن بعض البشر يرقص طربا على أشلاء ودماء الوطن
لا يمكنه أن يعيش إلا على عذابات وأذية الغير بعكس القرآن الكريم وقوله جلا وعلا :
" ادفع بالتي هي أحسن وإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم "
واذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها او ردوها "
" ولا تزر وازرة وزر اخرى "
ــ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده .
هذه مبادئ الإسلام وسماحته ؟!
كيف بك تدعي الانتماء الى هذا الشرع وسماحته وأنت متمسك بالجاهلية العفنة الى الآن ؟؟
هذا يعارض من ينتمي الى الإسلام وسماحته وغدا ستسقط أقنعتنا جميعا ؟
انتقدوا انفسكم
إنهم ينتقدون الجمعيات المعارضة ويقولون أنهم سمحوا للشارع ان يقودهم ولم يقودوا هم الشارع.
والآن ماذا يحدث؟
السلطة تُقاد بتوجيهات الشارع أم هي التي تقوده!!؟؟ على الأقل فيما يبدوا للناس.
إرجعوا إلى أنفسكم إذا كنتم مسلمين وأحرار وقولوا قولاً سديدا.
وهل هناك اكثر من هذا سيدي الكاتب
ذكرة أي مواطن ثبتت مشاركته في مسيرة أو اعتصام غير مرخص أو فعالية مخالفة للقانون : و
ما بالك اخي لو ذكرة لك اني اهنت ونكل بي امام عائلتى في نقطة تفتيش عندما لم اقدم اي اجابة عما حدث في النويدرات
نعم رحمة الله أوسع
بدأت هذه الصورة السيئة تتكشف مع تصاعد الهجمة التي قادها بعض النواب والكتاب والخطباء، لتحريض الدولة على حرمان أي مواطن ثبتت مشاركته في مسيرة أو اعتصام غير مرخص أو فعالية مخالفة للقانون - من وجهة نظرهم - من الخدمات الإسكانية والصحية والتوظيف في القطاع العام. (هل هم بيد الدولة أم الدولة بيدهم؟) ولكن الأرزاق والأعمار بيد الله فهو قادر على رفع البلاء والفتنة فإذا بها تحوطهم وتذكرهم بقول أليس هناك كلمة معروف تقال؟ ولكن رحمة الله أوسع.
اللهم أدم الأمن والأمان على هذا البلد الغالي.
هؤلاء الصنف تربوا منذ نعومة أظافرهم على الكره
وهم اليوم ليسوا بوارد ان يغيروا من سلوكهم المشين في النفخ في الفتنة وتملكهم روح الأنتقام التي طالما انتظروها وجاءتهم فاستغلوها ، وأخرجوا كل ضغائنهم على الشرفاء المطالبين بحقوقهم ، حتى من يقتل يشوهون سمعته مع ان قدم روحه قربانا للوطن وعلى كل حال هو اليوم ليس بيننا وذهبت روحه لبارئها ولكن هذا الصنف من البشر يتلذذ بأذا حتى الأرواح في قبورها ، فماذا ننتظر من أولئك النفر غير الحقد وتأليب الناس على بعضها ولن يتنازلوا حتى آخر نفس في حياتهم .
مثل الحلم
صباح الخير للجميع كأننا في حلم هل نصدقه ام نكذبه ولكن ماذا نقول ( إن لم تسحي ففعل ما شئت) وشده وإن شاءالله ستزول....... امينه شملوه
لمن يبحث عن اسباب الازمة هذا احدها
ما تكلمت عنه ايها الكاتب هو احد اسباب الازمة التي تركت تتفاقم والناس تتذمر منها وتكتب ولا يعيرها احد
اي اهتمام حتى ادت الى الاحباط لدى الناس
والآن بدل محاولة ايجاد العلاج السليم يذهب البعض
الى الامعان اكثر في استخدام نفس الاسلوب رغم فشله
الرقي ام الانحدار خياران لا ثالث لهما
نحن امام خيارين اما الرقي بهذا الوطن ومحاولة رفعته الى مصاف الدول المتقدمة واما النزول والتقهقر الى الخلف
هذه الاساليب عقيمة الجدوى ولا تساعد الوطن في التقدم والرقي بل على العكس هي تساهم في تشطير الوطن وشق صفوفه وبذلك تتحقق مآرب البعض التي
يطمح من خلالها من زيادة التهميش لطائفة معينة
وهذا التهميش هو احد اسباب الأزمة ومن الامور التي
اخذت تتراكم حتى جعلت النفوس تصل الى حالة من الاحباط ولمن يحاول معرفة اسباب الاحداث هذا احدها
وسوف يزيد ما حصل من الهوّة ويخلق وضعا صعبا