العدد 3326 - السبت 15 أكتوبر 2011م الموافق 17 ذي القعدة 1432هـ

غاضبون... غاضبون

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في نهاية الستينيات شهد العالم موجة من الغضب بين الشباب في أوروبا وأميركا، وفي التسعينيات سرت موجة الغضب بين شعوب أوروبا الشرقية، انتهت بتفكيك الاتحاد السوفياتي، أما هذه الأيام فقد سرت موجة الغضب لتجتاح مئات المدن عبر العالم.

صحيفة «الباييس» الإسبانية قالت أمس (السبت)، إن حركات الاحتجاج الشعبية المطالبة بوضع حد لهيمنة وجشع الرأسماليين ستمتد اليوم لنحو 1000 مدينة حول العالم. وبدأت أول الأخبار ترد صباحاً من أستراليا في أقصى الشرق، وبانتظار آخرها عند منتصف الليل لترد من نيويورك ولوس أنجليس. وفي بريطانيا استجاب الآلاف لنداءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالتظاهر في حي المال والأعمال... تأثراً بحركة «احتلوا وول ستريت» التي شهدها الحي المالي الأسبوع الماضي. كما تظاهر آخرون في قلب الحي المالي في ميلانو، وكتبوا شعارات ضد رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، المتورط في قضايا فساد مالي وجنسي.

هناك شعورٌ عامٌ لدى قطاعات واسعة من هذه الشعوب، بأن الحكومات لم تعد تسمع لهم؛ وأن أوان التغيير قد أزف؛ وأن على النخب السياسية الفاسدة وطبقة الأغنياء الجشعين، أن يتنحَّوا أو يغيِّروا سياستهم التي قادت إلى زيادة البطالة وتخفيض الأجور.

الاقتصاد هو الدافع الأكبر لهذه التحركات الاحتجاجية، في بلدان ديمقراطيةٍ تحكمها أنظمة سياسية واقتصادية تحفظ كرامة الناس وحقوقهم، وتتيح تغيير الحكومات سلمياً. أما في أحداث الربيع العربي فقد تابعه العالم على مدار عشرة أشهر، حيث نزلت الملايين في الساحات والميادين العامة للمطالبة بالحرية والديمقراطية والكرامة معاً، ومحاربة الفقر والفساد والتمييز والتهميش جميعاً.

في الدول الديمقراطية كان الاقتصاد كافياً للنزول إلى الشارع والمطالبة بالتغيير، أما في الدول غير الديمقراطية فيوجد ألف سبب وسبب للاحتجاج... على رأسها هذه الاستهانة التامة بالإنسان، والاحتقار الشديد لشيء اسمه الشعب. شعوبٌ تـُعامل في القرن الحادي والعشرين كالقطعان، وتورَّث بالجملة كما تورث رؤوس الماشية والأغنام. وخلال العقد الأول من هذا القرن، فوجئت هذه الشعوب بأنه حتى الجمهوريات تحولت إلى أنظمةٍ إقطاعيةٍ، يرثها الابن عن أبيه، كما كانت أيام الأتراك والمماليك ومن سبقهم بغير إحسان.

في هذا المقطع من التاريخ، تنقسم هذه الشعوب بين أغلبيةٍ ساحقةٍ تدافع عن حقوقها وكرامتها ووجودها، وتدفع باتجاه المستقبل؛ وبين أقليةٍ تدافع عن مصالحها وامتيازاتها ومواقعها، وتشد بلدانها للبقاء أسيرة الماضي. صراعٌ هذه بداياته، لن يتوقف قريباً، وستمتد فصوله لسنواتٍ قادمة، يتغير فيها الكثير من المسلمات، وتستبدل وجوهٌ، وتسقط ذرائع، وتتهاوى نظرياتٌ عمرها أكثر من ألف عام، لتبرير البقاء في ربقة الاستبداد، والتغنـِّي بحالة الاستعباد.

إنه ربيعٌ تحتفل به الأرض العربية، يأتي بعد طول انتظار. خمسون عاماً من حياة الشعوب العربية أضاعها الاستبداد، بنت خلالها الهند قوتها النووية، وخرجت تركيا من هيمنة الجيش، وخرجت أميركا اللاتينية من ربقة جمهوريات الموز... فيما بقينا نحن العرب، نخرج من حربٍ إلى حرب، ومن فتنة إلى فتنة، حتى أصبحنا نسدِّد فواتير حروب الاستعمار الجديد ونساعده على مشاريع الغزو والاحتلال

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3326 - السبت 15 أكتوبر 2011م الموافق 17 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 4:08 م

      أجابة

      سيد هل لديك أجابة للزائر 16لا اعتقد

    • زائر 19 | 7:53 ص

      اخوان سنه وشيعه

      عاد احنه صج اخوان بس عسا ما نتناقش شوي وياكم قلتو حقد....اشلون نصير اخوان واحنه نتهم بالحقد....سيد احنه ما نحقد بس احنه نقول شوية انصاف ...يعني الاحتجاجات اللي صارت في ايران وقمعها من نظام اقل ما يقال عنه دكتاتوري ما تذكرونه ....وسوريا اليوم وااااااه يا سوريا اموت واعرف بس لو ادانه من بعيد ....حتى هاذي ما تذكر طيب اشلون يصير ثقه اذا كان هذا هو نمط التفكير

    • زائر 18 | 4:39 ص

      للزائر9

      الحمدلله ما عندنا اهموم غير امثال العقلية المتأصل فيها الحقد من مئات السنين..واذا عندنا هم فوجود هالعقلية عندنا وتعيش بخير اوطانها وتأبي ان يكون اسيادها غير الدولة الي بات بالواضح مقدسة في امامها وحكمها وتدابيرها التوسعية بأيادي للأسف تقول بحرينية

    • زائر 17 | 3:57 ص

      ثورات الربيع

      ليس الربيع ربيع الورد فقط بل الأمل الذي تربع في قلوبنا لإزالة الظلم والجور عن بني عروبتنا ، ليس لك حق يا عربي بأن تبعد عن نفسك الظلم الأستعباد و العبودية ، وأن حاولت وتمردت على واقعك صرت تنفذ أجندة خارجية نسوا بان المستفيدين من الإصلاح هم المواطنين بجميع أطيافهم

    • زائر 16 | 3:51 ص

      في كل العالم من حق الناس أن تغضب الا عندنا

      في كل الدنيا يغضب الناس وهذا شيء طبيعي الا عندنا اذا غضبت فأنت تنتمي للخارج وغضبك مستورد ، ولم يسأل أحد من أعضبني ولماذا كل هذا الغضب والحنق ؟ والكل جاهز للعزف بعد ذلك في حفلات الزار باتهامك للمؤامرة فهي الطريق السهل لدفع السبب الحقيقي عن الذي أغضب الناس وتركهم في هذا الحال .

    • زائر 15 | 3:45 ص

      حال البلاد والعباد

      في البلاد يعيش عباد ويكثر فيها الفساد. فظهر الفساد فيها في البر والبحر بما عملت أيدي الناس.. هل لأن أكثرهم لا يعقلون ... أم لأن أكثرهم لا يعلمون...
      هل المستضعفون هم المشكلة؟ فالقضية قد تشكلت بفعل عوامل التعرية، فأوصلت حال البلاد والعباد إلى مستوى التعقيد حين تشابكت كل المشاكل والمسائل والحلول انعدمت!!
      فالقضية فيها مسألة و المسألة في من يصون.. القانون ما يحكم به أفعال الأنام، هو سيداً و الخادم الأمين للبلاد والعباد.. فهل عطل وبات الحق لا يصل الأنام؟؟

    • زائر 14 | 3:33 ص

      .....

      إنه ربيعٌ تحتفل به الأرض العربية، يأتي بعد طول انتظار. خمسون عاماً من حياة الشعوب العربية أضاعها الاستبداد، بنت خلالها الهند قوتها النووية، وخرجت تركيا من هيمنة الجيش، وخرجت أميركا اللاتينية من ربقة جمهوريات الموز... فيما بقينا نحن العرب، نخرج من حربٍ إلى حرب، ومن فتنة إلى فتنة، حتى أصبحنا نسدِّد فواتير حروب الاستعمار الجديد ونساعده على مشاريع الغزو والاحتلال

    • زائر 12 | 2:29 ص

      الذين يخافون التغيير في عالمنا

      التغيير سنة الحياة وبقاء الحال من المحال والذي يظن أنه بمقدوره أن يوقف عقارب الساعة أو يرجعها إلى الوراء بماله وجيوشه فهو واهم وهو كمن يحارب الله .. وكما يقال لودامت لغيرك ما وصلت إليك

    • زائر 11 | 1:43 ص

      زائر 8

      انشغل بهمومك وشلك بايران ايران اصبحت دوله نوويه وانته حتى اسمك مالك انقرض حتى الخس لم يعد موجود بارض البحرين كل الخضروات والفواكه انقرضت ماتم شي عدل وانته قاعد ايران وايران عليك من نفسك اصلح عيوبك اول بعدين روح لايران لا وطالعين لي طلعه كونفدراليه مع السعوديه يعني
      اللي تسوق الحين لازم تقدم على سواق يوصلها شفيكم انتوا ليش الحقد الاعمى عاميكم اصحوا

    • زائر 10 | 1:30 ص

      كاتبنا العزيز

      عندما بدأت هذه الاحتجاجات تذكرت الرئيس الايراني احمدي نجاد عندما قال في اجتماع قادة العالم بعد الازمة الاقتصادية التي اجتاحت العالم قال لهم آنذاك ان الحل في ان يكون الاقتصاد السائد هو الاسلامي و قريبا سيكون تطبيقه ... وها هو النظام الاقتصادي الاسلامي سيعود من جديد بعد ان غييب قروناً

    • زائر 9 | 1:30 ص

      أوان التغيير قد أزف!!!!

      هناك شعورٌ عامٌ لدى قطاعات واسعة من هذه الشعوب، بأن الحكومات لم تعد تسمع لهم؛ وأن أوان التغيير قد أزف....على ما اظن يطالبون بتطبيق الديمقراطية على الطريقة البحرينية!!!!

    • زائر 8 | 1:23 ص

      نعم

      ولاكن اهم شي ايران غير مدروج اسمها

    • زائر 6 | 12:54 ص

      مقال رائع

      بارك الله فيك وكثر من امثالك

    • زائر 4 | 12:49 ص

      الربيع الأحمر

      عجباً من يسمى سفك دماء المسلمين ربيع .. ألم تعلم أن هدم الكعبة أهون من سفك دم مسلم..

    • زائر 3 | 12:22 ص

      صباح الخير

      ما لك حل ياسيد ، جبتها صح باستخدامك كلمة ربقة ، ومن لا يعرف كلمة ربقة هي مفرد لكلمة ربق ، والربق عبارة عن حبل او حلقة تستخدم لشد الغنم الصغار ( على قولتنا رسن بس صغير )

    • زائر 2 | 11:37 م

      تغيير

      التغيير للنظم الدكتاتورية أمر لا بدأن يتحقق في جميع دول العالم من الصين الى عربستان

    • زائر 1 | 10:53 م

      اذا كبح جماح الجشع اليهود اول المتضررين

      اليهود و الراسمالية مترادفين و الجشع من ابتكار اليهود واعتقد ات اي تقليل من سطوة الرأسمالية سيكون على حساب اليهود

اقرأ ايضاً