العدد 3318 - الجمعة 07 أكتوبر 2011م الموافق 09 ذي القعدة 1432هـ

أين قاطع حبل الكذب؟

محمد حميد السلمان comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

البداية مع هذه الحكاية المعبرة بحق عما يعشيه الإعلام العربي الرسمي ومدى مصداقيته أمام الآخرين. فقد تم تجربة جهاز كشف الكذب على ثلاثة مسئولين، أميركي، ياباني، وعربي. وكان السؤال: ماذا اخترعتم هذا العام؟ وكل من يجيب خطأ يصدح جرس الكذب في وجهه بالرنين العالي. قال الأميركي: نحن اخترعنا صاروخاً بدون صوت، فرنّ جرس الكذب. قال الياباني: نحن اخترعنا هاتفاً نقالاً نتحدث فيه مع أهل المريخ، فرنّ الجرس. وجاء دور العربي، وبمجرد أن قال: نحن... رنّ جرس الكذب دون توقف.

والدلالة واضحة في هذه النكتة المشتملة على كم كبير من الكذب إلا أنها بالنسبة لأي مسئول عربي كان الكذب أكبر بمجرد أن فتح فمه، فالجهاز يعلم بما سيأتي من سيل الكذب والادعاءات الباطلة فلا داعي لتكملة الكلام.

فأين قاطع حبل الكذب؟ وما هو سر الكذب الذي يعشقه بعض الناس؟

البداية مع هذه الحكاية المعبرة بحق عما يعشيه الإعلام العربي الرسمي ومدى مصداقيته أمام الآخرين. فقد تم تجربة جهاز كشف الكذب على ثلاثة مسئولين، أميركي، ياباني، وعربي. وكان السؤال: ماذا اخترعتم هذا العام؟ وكل من يجيب خطأ يصدح جرس الكذب في وجهه بالرنين العالي. قال الأميركي: نحن اخترعنا صاروخاً بدون صوت، فرنّ جرس الكذب. قال الياباني: نحن اخترعنا هاتفاً نقالاً نتحدث فيه مع أهل المريخ، فرنّ الجرس. وجاء دور العربي، وبمجرد أن قال: نحن... رنّ جرس الكذب دون توقف.

والدلالة واضحة في هذه النكتة المشتملة على كم كبير من الكذب إلا أنها بالنسبة لأي مسئول عربي كان الكذب أكبر بمجرد أن فتح فمه، فالجهاز يعلم بما سيأتي من سيل الكذب والادعاءات الباطلة فلا داعي لتكملة الكلام.

فأين قاطع حبل الكذب؟ وما هو سر الكذب الذي يعشقه بعض الناس؟

البداية مع هذه الحكاية المعبرة بحق عما يعشيه الإعلام العربي الرسمي ومدى مصداقيته أمام الآخرين. فقد تم تجربة جهاز كشف الكذب على ثلاثة مسئولين، أميركي، ياباني، وعربي. وكان السؤال: ماذا اخترعتم هذا العام؟ وكل من يجيب خطأ يصدح جرس الكذب في وجهه بالرنين العالي. قال الأميركي: نحن اخترعنا صاروخاً بدون صوت، فرنّ جرس الكذب. قال الياباني: نحن اخترعنا هاتفاً نقالاً نتحدث فيه مع أهل المريخ، فرنّ الجرس. وجاء دور العربي، وبمجرد أن قال: نحن... رنّ جرس الكذب دون توقف.

والدلالة واضحة في هذه النكتة المشتملة على كم كبير من الكذب إلا أنها بالنسبة لأي مسئول عربي كان الكذب أكبر بمجرد أن فتح فمه، فالجهاز يعلم بما سيأتي من سيل الكذب والادعاءات الباطلة فلا داعي لتكملة الكلام.

فأين قاطع حبل الكذب؟ وما هو سر الكذب الذي يعشقه بعض الناس؟

الكذب هو أن يخبر الإنسان عن شيء بخلاف الحقيقة التي حدثت في الواقع، ويكون إما بتزييف الحقائق التي حدثت على الأرض جزئياً أو كلياً أو خلق روايات وأحداث جديدة، بنية وقصد خداع الناس والإعلام العالمي من حولنا من أجل تحقيق هدف معين قد يكون مادياً أو نفسياً أو اجتماعياً، وبالطبع أن الكذب عكس الصدق. وربما يستخف البعض منا بالكذب فيقول هو كذب بسيط لغرض معين ولكنه عادة ما يتطور لأنه من فعل الجانب السلبي الشيطاني في البشر. ويؤدي في المجتمع بما يسمي بالكذب المرضي، وهو أخطرها لأنه يصبح مثل الإدمان على عادة سيئة عند الفرد أو مجموعة الأفراد فلا يستطيعون التخلص منه، بل يصبح هو دواءهم متى ما استشري في دمهم وتفكيرهم المريض. وأطباء الصحة النفسية يطلقون عليه اسم (Mythomania) وهي الحالة التي يتميز فيها أي فرد بميله للكذب والمبالغة المفرطة أو غير الطبيعية. ولدينا أمثلة كثيرة اليوم في ظل نسائم الربيع العربي عن هذه النوعية الرسمية من الكذب التي غالباً ما تقترن بعدد من الجرائم ضد الإنسانية وحقوق الإنسان. ولا يخفي عليكم أن الكذب قد يقترن ببعض المهن أو الأدوار الدبلوماسية أو الحرب النفسية الإعلامية والتي نعيش ويلاتها اليوم في هذا الربيع الذي يريدون تحويله إلى خريف سريع من كثرة الكذب على خلق الله بلا حياء.

ولا تعتقدون أن الكذب صنعة يعرف أسرارها كل إنسان شريف وعفيف بل تحتاج لإنسان له قدرات ذهنية تتمحور في: التفكير الحسن، ذاكرة قوية، منطق متطور، خيال واسع، وتبريرات جاهزة ليكذب بها مباشرة حتى أمام وسائل الإعلام وليعيد تعديل كذبه السابق بكذب أنكر. ومن هنا فالكذب سلوك مكتسب تحدده أولاً البيئة المنزلية التي عاشها أي طفل، ثم تأتي البيئة المدرسية التي قصدها، ثم بيئة العمل الذي يعمل به، ثم الدولة التي يعيش فيها وما يسمع ويرى من أفعال مسئوليها يومياً. فأين قاطع حبل الكذب؟

وقد جاء تحذير علمي مهم جداً على لسان رئيس الاتحاد العالمي للأطباء النفسيين أحمد عكاشة، من: «انتشار ثقافة الكذب والنفاق، وانتشار الفقر والبطالة وفقدان الإحساس بالعدل»، ما أدى لانتشار النكات المعبرة عن تلك الأوضاع في مصر مثلاً. وشبه عكاشة هذه النكت بـ «العدوان السلبي»؛ مشيراً إلى أن «عدد النكت التي أطلقت على الديكتاتورية أكبر بكثير من التي أطلقت على الديمقراطية، وهي تساوي في مفعولها وقيمتها مظاهرة كاملة».

فويلٌ لجيلنا القادم من هذه الآفة التي حتم عليه الوضع أن يسمعها يومياً من داخل البيت إلى المدرسة والشارع رغم أنفه ويتنسّمها ويُلقمها يومياً فيعتقد أنها هي الأخلاق الكريمة. أما الصدق فهو مجرد إعلانات تجارية طارئة ممقوتة وسط حلقات مسلسل الكذب المشوق. فرفقاً بأجيالنا من كذبكم يا ناس فأنتم مسئولون - وما أظنكم إلا مسلمين - أمام الواحد الأحد يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا سلطة ولا منصب ولا بطولات (دون كيشوت) ضد طواحين الهواء، إلا من أتى الله بقلب سليم هو وأولاده لأنه قام بتربيتهم. ولا تنسوا ما ذكّركم به المولى العلي القدير: «إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب» (غافر: الآية: 28). كما وعد الله تعالى كل كاذب بالويل في قوله: «ويل لكل أفاك أثيم» (الجاثية: الآية: 7) أو لم تقرأوا ما ورد في صحيح مسلم - الكذب هو من خصال المنافق - في قول النبي محمد (ص) «أربع من كُنّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خلة منهم كانت فيه خلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر). أو قول الإمام الباقر (ع): «كان علي بن الحسين يقول لولده: اتقوا الكذب، الصغير منه والكبير، في كل جد وهزل، فإن الرجل إذا كذب في الصغير، اجترأ على الكبير، أما علمتم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: مايزال العبد يصدق حتى يكتبه الله صديقًا، ومايزال العبد يكذب حتى يكتبه الله كذابًا). وألم تسمعوا لقول عيسى بن مريم (ع): «من كثر كذبه ذهب بهاؤه».

أو لم تقرأوا عن عقوبة الكذب الفظيعة عند مجتمع النمل لتعرفوا من أنتم في هذه الدنيا! أم أن السعي للانتساب لاتحاد الكذابين الدولي الذي يهدف إلى نشر ثقافة الاحتيال والتدليس على الناس وتلطيخ صور الأنقياء منهم؛ صار رغبة ملحة عند البعض. فأين قاطع حبل الكذب؟

وأخيراً، هناك جهاز آلي عملي جداً في كشف الكذب ننصح بضرورة إدخاله ضمن الخدمات اليومية. اقرأوا عنه ما يلي: اشترى رجل جهاز لكشف الكذب وهو عبارة عن رجل آلي يضربك (كف) في حالة الكذب. فقرر الأب استعمال الجهاز على العشاء العائلي. فسأل ابنه: أين كنت اليوم أثناء الساعات المدرسية؟ الابن: في المدرسة، ويأتيه كف من الرجل الآلي. الابن: حسناً... كنت في السينما. الأب: ماذا كنت تشاهد في السينما؟ الابن: فيلم أكشن، ويأتيه كف ثاني من الرجل الآلي. الابن: حسناً، كنت أشاهد فيلم إباحي. الأب: هذا عيب عليك يا ولد، يوم كنت بعمرك ما عرفت الأفلام الإباحية، فيأتيه ذاك الكف القوي من الرجل الآلي. ردت الأم: لا بأس يا عزيزي سامحه، أولاً وأخيراً هو ولدك من لحمك ودمك، ويأتيها ذاك الكف الأقوى من الرجل الآلي.

فهل فهمتم ودمتم؟

إقرأ أيضا لـ "محمد حميد السلمان"

العدد 3318 - الجمعة 07 أكتوبر 2011م الموافق 09 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 6:59 ص

      مقال روعة

      كل الشكر والامتنان الى الكاتب المبدع في تصوير أقلام السخية في التخوين والفرقة وإبداعها في الكذب على المجتمع في سبيل حفنة من المال الزائل أو جاه لا يدوم!!!.

اقرأ ايضاً