العدد 3312 - السبت 01 أكتوبر 2011م الموافق 03 ذي القعدة 1432هـ

أما من حل قريب ينصف المفصولين؟

أحمد الصفار comments [at] alwasatnews.com

-

مضى أكثر من شهر على الخطاب الذي ألقاه عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، والذي وجه فيه جلالته إلى إرجاع الموقوفين والمفصولين من القطاعين العام والخاص إلى أعمالهم، وحتى الساعة لا يوجد أي برنامج واضح لدى الحكومة أو تلميح أو إشارة من قريب أو بعيد تؤكد أنها ستستجيب للأوامر الصادرة إليها، بل إن سياسة التوقيف والفصل لديها قائمة في الوزارات كالرحى تدور وتطحن معها الأخضر واليابس، والمشكلة تتفاقم وتتصاعد كل يوم ونخشى أن تنفجر ويتفاقم أثرها، ما سيزيد الوضع تأزماً وسوءاً.

الحكومة وافقت على تمديد تجميد رسوم هيئة تنظيم سوق العمل إلى نهاية العام الجاري، لتكون فترة الإعفاء من شهر أبريل/ نيسان إلى ديسمبر/ كانون الأول 2011، مراعاة منها للشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والتي طالها الضرر خلال الأزمة التي مرت بها البحرين، ولكنها لم تراع من فصلوا من الوزارات والمؤسسات الحكومية الذين يواجهون التحذيرات والتهديدات من المصارف بحرمانهم من الاقتراض مدى الحياة في حال تخلفهم عن سداد قسطين مستحقين متتابعين.

هؤلاء المسرحون ليسوا أصحاب أعمال ولا يعيشون حياة رغدة ولا يملكون سيارات فارهة، بل هم بسطاء لا ترى في وجوههم إلا الابتسامة وهم يتجرعون مرارة الحياة ومشاقها بلا مصدر رزق، ولم يحظوا بأي نصيب من الالتفات أو الرعاية الحكومية.

بات التجار الصغار والكبار - مع احترامي الشديد لهم - على رأس أولويات الجهة الرسمية، بينما المفصولون من المواطنين ليسوا في دائرة الحسابات بل في ذيل القائمة، فلا بأس إن قضوا أعواماً ومشكلتهم معلقة بلا حل، حتى وإن نزلوا إلى خط الفقر أو أسفله فلا أسف عليهم.

وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، قال في لقاء مع صحيفة «الشرق الأوسط» والذي نشر في الصحف المحلية يوم أمس الأول الجمعة إن: «إعادة اللحمة الوطنية بين أبناء الشعب والانطلاق الجديد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً شيء مهم، وعاجلاً بدلاً من آجل، فنحن بلد قائم على الثروة الحقيقية وهي شعبه وإنتاجية شعبه، فإذا كان الشعب بخير؛ فإن الإنتاجية والعمل سيكونان بخير».

كلام وزير الخارجية اتفق معه قلباً وقالباً، ولكن عملياً لا يوجد تطبيق، فهو يؤكد أن الثروة الحقيقية للبلد تتمثل في إنتاجية شعبه، وأكثر من 3000 موظف بحريني سرحوا من أعمالهم من القطاعين العام والخاص، ولم ترجع منهم إلا أعداد بسيطة جداً، وذلك بعد اللتيا والتي، ومفاوضات قادها وزير العمل جميل حميدان مع المسئولين في الشركات.

وهنا نتحدث عن القطاع الخاص فقط، أما إذا جئنا إلى القطاع العام فالعكس صحيح؛ حالات الفصل والتوقيف تجري على قدم وساق بلا مواربة أو خشية في اتجاه معاكس كلياً للتوجيهات الملكية، فهل لمعالي الوزير أن يجيب علينا «كيف للحمة الوطنية أن تلتئم وقطع أرزاق البشر يتم ليلاً ونهاراً في الأجهزة الحكومية بلا هوادة؟ وإن كان يرى أن الشعب إذا كان بخير فإن الإنتاجية والعمل سيكونان بخير فلماذا آلاف الأسر بلا مصدر رزق ولا تعيش حياة كريمة هانئة مستقرة بحسب نص الدستور؟».

الخطاب الرسمي الخارجي عقلاني وموزون ومؤثر ومطمئن، ولكن على الصعيد الداخلي لا يوجد تنفيذ واضح يطابق هذا التطمين، بل إن التوجيهات الملكية معطلة من قبل جهات واجبها التنفيذ وليس المماطلة والتسويف وتمييع المشكلة.

الهروب من المشكلة لا يمحيها بل يزيدها تعقيداً وتشابكاً أكثر فأكثر، والمشهد الاجتماعي يغلي بصورة غير مسبوقة مع تزايد الآثار السلبية التي خلفتها عمليات التسريح العشوائي الجماعية والتي لم تراع أدنى المعايير الإنسانية، بل سارت في خط الانتقام والقسوة في إصدار القرارات المبنية على اتهامات لا علاقة لها بالعمل، بل بنشاطات الموظفين خارج وقت العمل، وهي مسائل معنية بها الجهات الأمنية - وهذا الأمر منتفٍ بعد أن شمل العفو الملكي المسيرات والاعتصامات خلال الأحداث بحسب تأكيدات وزير العمل - بشكل أساسي وليست أية جهة حكومية أو أهلية أخرى.

المسرحون من الوظائف الحكومية تصدهم وزارة العمل وتطلب منهم الذهاب إلى ديوان الخدمة المدنية لمطالبته بإرجاعهم، وإذا راجعوا جهات عملهم حولتهم إلى القضاء للفصل في قرارات تسريحهم من المجالس التأديبية، فيما رأسُ السلطة القضائية جلالة الملك يوجه لإرجاعهم ولا من مجيب، فأي جهة قادرة على إنصافهم؟ وأين وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية من استرداد حقوقهم وهي المعنية بإنصاف كل المواطنين مهما كان لونهم أو جنسهم أو انتماؤهم المذهبي أو الديني؟ وماذا قدمت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان من خدمة لهذا الملف منذ الخطاب الملكي بمناسبة العشر الأواخر من رمضان وما اشتمل عليه من مضامين التسامح والتعايش وإرجاع الحقوق إلى أصحابها على مستوى الأمن والتعليم وحفظ الأرزاق؟

نعيش أياماً ملبدة بالغيوم، ونحتاج إلى أن نتنفس هواءً نقياً يبعث فينا الأمل من جديد، فما أكثر الأبخرة والأدخنة المتصاعدة من كل مكان والتي غطت بسوادها كل النفوس، حتى غدا الحل بعيداً والوطن مع إشراقة كل يوم يصحو على بصيص ضوء خافت وحلم جميل بأن يقف مرة أخرى على أكتاف كل أبنائه صغارهم وكبارهم، فهل من مجيب يدق الجرس ويبدأ بطي ملف المفصولين؟

إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"

العدد 3312 - السبت 01 أكتوبر 2011م الموافق 03 ذي القعدة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 10:14 ص

      لك أخي أحمد ولك أخي رقم 13

      الفرق بين طرحكما اخوتي الأعزاء واضح. واحد مؤيد للفصل وواحد غير مؤيد له. الله سبحانه وتعالى يقول (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون). كذلك المولى عز وجل يقول في آية أخرى (يَرْفَعِ ظ±للَّهُ ظ±لَّذِينَ ءامَنُواْ مِنكُمْ وَظ±لَّذِينَ أُوتُواْ ظ±لْعِلْمَ دَرَجَـظ°تٍ).

      أنا متأكد أخي العزيز رقم 13 بأنك لو تعلم كما يعلم أخي العزيز أحمد لأتفقتما على أن الفصل غير قانوني وبعيد كل البعد عن الانسانية.

      أخوكم،
      مفصول من بتلكو

    • زائر 17 | 7:01 ص

      المفصولييييييييييييين

      بدل ما تدافع عن المفصولين انصحهم أول وقول لهم ليش فصلوهم ومن السبب ، وبعدين يذهبون حق المحرضين اللي حرضوهم يستلمون رواتبهم منهم لأنهم قصوا عليهم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

    • زائر 15 | 4:40 ص

      الجووووووووع كافر

      وحتما سننفجر

    • زائر 14 | 3:54 ص

      أمن يجيب المضطر إذا دعاه وكشف السوء

      وحسبي الله على من ظلمنا ، نحن المظلومون لن يغفل الله عن ظالمنا مهما طال الزمن، فلقد تفنن الظالمون في اضطهادنا فأبعدونا عن أعمالنا بالتهم الملفقة . فصلوا الكثير منا وأوقفوا عددا كبيرا كما لطمونا بالاجبار على التقاعد المبكر عندما أعيتهم الحيل للصق التهم الكاذبة فينا.
      "يا مَنْ ذَلَّتْ لَهُ رِقابُ الْجَبابِرَةِ وَخَضَعَتْ لَدَيْهِ اَعْناقُ الاْكاسِرَةِ لا مَلْجَاَ وَلا مَنْجا مِنْكَ إلاّ اِلَيْكَ، وَلا اِعانَةَ إلاّ بِكَ وَلاَ اِتّكاءَ إلاّ عَلَيْكَ"

    • زائر 13 | 2:51 ص

      قلم الانسانية

      جزيل والامتنان لقلم الانسانية في جريدة الوسط الذي ما فتئ يثير المواضيع الاكثر إحساساُ بالانسانية!!!.

    • زائر 12 | 2:34 ص

      لماذا؟؟؟؟

      لماذا التسريح لم يتجاوز فئة معينة من المجتمع ؟هل هي سيايسة تجويع أم إنتقام أم تحريض طائفة على آخرى؟؟؟؟؟.

    • زائر 11 | 2:21 ص

      وبشر الصابرين

      احنا صابرين على الظلم .. و الايام بيننا

      دمعات امهاتنا وزوجاتنا واطفالنا ستحرق من ظلمنا ..

    • زائر 10 | 1:52 ص

      حزر فزر تبقى مين .....؟؟؟؟

      كل الشركات في كفة وشركتنا الوطنية الموقرة في كفة اخرى فقد فصلت عشرات الموظفين فصلا تعسفيا وهي تلتزم الصمت وكأنها ليست معنية بالامر، فهي لم ترجع الى الان ولا واحد ولا حتى نصف واحد ... حزر فزر تبقى مين .....؟؟؟؟

    • زائر 9 | 1:36 ص

      يقول الحكماء

      اذا جاء الفقر الى بلاد قال له : الكفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرخذني معك
      وقول آخر : لو كان الفقـــــــــــــــر رجلا لقتلته
      وآخر : اعجب من لايجد قوت يومـــــــــــــــــــــــــــــه
      كيــــــــــــــف لا يخرج شاهرا سيــــــــــــــــــــــــــفه
      وآخر : قطع الارقاب ولا قطع الارزاق .
      هذا قليل من كثير ، او كما يقولون غيض من فيض .
      وشكرا لكم

    • زائر 7 | 1:05 ص

      الاهم الاول ويعدين دووركم

      فكروا بهموم الصيادين.فكروا بالاهم

    • زائر 6 | 12:34 ص

      شكراً لكم باهتمامهم بهذا الملف الانساني

      يا تورئ هل خطر على أحد ما يفعل المفصولين من فراغ وعدم اهتمام لما سوف يحدث لهم في المستقبل نتجة الى طول مدة تهميشهم؟؟!!!!!!!!

    • زائر 3 | 11:54 م

      المفصولين وأزمة اخرى على الطريق

      من الأزمات التي ادخلت البلد في متاهات الوضع الحالي هي ازمة العاطلين والتي حاولت الدولة حلحلتها ولو قشريا
      ولكن ازمة المفصولين هي منها بكثير ولها من العواقف
      مالا ندركه الآن
      ونسأل الله ان يستر علينا بستره فهناك من استطاع ان ينفذ اجندته الطائفية عن طريق فصل الناس وتسريحهم
      وهذا امر سيء جدا والمشكلة ان هؤلاء سوف يدسون نفسهم عند الحساب وتكون الدولة هي في واجهة المساءلة

    • زائر 2 | 10:53 م

      كان الله في عونهم

      هأولاء المفصولين عن العمل لديهم و عائلة و التزامات مالية لنكن يدا واحدة بانشاء صندوق لمساعدتهم على الاقل.

    • زائر 1 | 8:54 م

      اين حل مفصولي الاعلام

      لقد مضت اكثر من ستة شهور ونحن نعيش حياة التقشف فلا نستطيع ان ناكل مثل البقية ولا أن نشتري ملابس جديدة ولانستطيع توفير حاجيات اطفالنا للدراسة ولانستطيع دفع قروضنا الطويلة والمتراكمة ولانستطيع الخروج للنزهة ولانستطيع ان نشاهد زملائنا في الوظيفة ولانستطيع تحمل نظرات عيني اولادنا وهي ترى غيرهم يعيشون ويلعبون وياكلون هنا وهناك....
      لا نستطيع ولانستطيع ولانستطيع...
      لماذا كل هذا ؟؟؟
      بقد تم انهاء عقودنا دون سبب ودون اي انذار ... مع العلم أننا وقعنا عقودا مع ديوان الخدمة المدينة في شهر فيراير..اين الحل

اقرأ ايضاً