العدد 3304 - الجمعة 23 سبتمبر 2011م الموافق 25 شوال 1432هـ

نحو بيئة سياسية أفضل

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

لا يمكن لمحب لوطنه أن يفرح لرؤية ما حدث في «سيتي سنتر» يوم أمس، كما لا يسعد المرء بما جرى لأنه لا يرتقي بالعملية السياسية.

ولو قارنا أسلوب المشاركة السياسية في البحرين هذه الأيام مع ما كان يجري قبل عشرة أعوام بعد التصويت على ميثاق العمل الوطني، نرى اختلافاً كبيراً.

قبل عشر سنوات، انفتحت العمل الوطني بادئ ذي بدء عبر الترخيص للجمعية البحرينية لحقوق الإنسان مباشرة بعد التصويت على الميثاق، ومن ثم تأسست الجمعيات وازدادت مؤسسات المجتمع المدني بشكل لافت. وقد بدا حينها أن نظرية «المشاركة المدنية»، عبر تنشيط مؤسسات المجتمع المدني، قد وُجدت لها بيئة ناجحة في البحرين. فبحسب هذه النظرية، فإن «المشاركة السياسية» الناجحة هي التي تقوم على إطار سياسي مناسب، وتقوم أيضاً على «مشاركة مدنية طوعية» في الجمعيات الأهلية، وهذه «المشاركة المدنية» تأتي تحت عنوان أوسع، وهو تنمية «رأس المال الاجتماعي»، عبر ممارسة الديمقراطية في العمل التطوعي، وهذه الممارسة تعتبر مدرسة حياتية تعزز قيم المشاركة في اتخاذ القرارات، وتبني جسور الثقة والتسامح داخل المجتمع، وبين المجتمع والدولة.

ولكن بعد تلك الطفرة النوعية في المشاركة المدنية، رأينا في السنوات الأخيرة كيف تم تنفيذ إجراءات أفرغت نشاطات المجتمع المدني من محتواها، بل إن الكثير من الجمعيات التي اتخذت مسميات أهلية إنما هي تمثل جهات رسمية صارمة. وتبع ذلك إخفاقات في مساحات الحريات العامة، وتعقدت الأمور، وشيئاً فشيئاً اختفت حيوية النشاطات، وبدأت تذبل الجمعيات الأهلية، وتقلص نفوذها بشكل واضح.

غير إن الفراغ الذي أحدثه ضمور «المشاركة المدنية» وجد له متنفساً في «المشاركة الإلكترونية»، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت. المشاركة الإلكترونية أصبحت البديل الذي يملأ الفراغ الذي تسبب فيه ضمور المشاركة المدنية. كما أن تعقُّد نشاطات «المشاركة السياسية»، وعدم حلحلة الأمور دفع أكثر باتجاه النشاط الإلكتروني الذي أثبت قدرته في استقطاب الطاقات الشبابية من خلال التفاعل السريع مع المعلومات والأفكار.

نعود إلى المقارنة لنؤكد أن المجتمع الذي يستطيع أن يستوعب وينمي «رأس المال الاجتماعي» عبر مؤسسات مدنية طوعية، وأن يفسح المجال لمن يرغب من هذه الطاقات إلى الدخول في نشاط سياسي يلبي الطموح المنشود والمشروع، فإنه (أي المجتمع) يستطيع أن يحمي نفسه بنفسه، ويدفع باتجاه بيئة سياسية أفضل

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3304 - الجمعة 23 سبتمبر 2011م الموافق 25 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 43 | 5:03 م

      نعم يادكتور

      لنا موعد

    • زائر 39 | 2:47 م

      دكتور يسلم لسانك لعقلانيتك

      بصراحة ماحدث امس بالسيتي سنتر امر غير حضاري جداً لو كنت مع أطفالي في المجمع لحدث لي رعب ولاطفالي فما حال من كان بالمجمع نساء يتضاهرن بالمجمع امر مخزي جداً بعيد عن العقلانية الامور لاتاخد بهذه الطريقة بصراحه الملك قاعد يمد يده لكن المعارضه لا حياة لمن تنادي

    • زائر 38 | 12:20 م

      دكتوووور بليزززز

      انا نفسيتي تعبانة لما يمر فيه الوطن و احس كل اللي تكتبه من تأسيس الوسط هدفه واحد وهو خير الوطن ولكن ما تحقق منه أي شي :(((((

    • زائر 35 | 8:03 ص

      شكرا و لكن..

      للأسف دكتور بقدر ما تكتب و تصدق النصيحة و لكن ليس هناك من يستمع و بصورة غريبة الآذان مغلقة ..

    • زائر 33 | 7:10 ص

      الوطن جرحه عميق في حاجة لطفرة اسمها ميثاق 2

      نعم نحن في حاجة لميثاق 2 يطفر بالوضع الحالي لمرحلة جديدة بطفرة قوية فالأغلبية المطلقة من مكونات المجتمع ترفض الطفرة العنيفة وأساس ميثاق 2 هو ميثاق 1 ودستور 73 ودستور 2002 وتجربة إل 10 سنوات الماضية وتاريخ الصراع السياسي للبحرين وما استجد من نتائج واقعية على الأرض داخلية وخارجية على رأسها لجنة بسيوني وصندوق التعويضات وتوسيعه وربطه بلجنة وطنية عليا للمصالحة الوطنية وشخصياارى إن نطفر بسرعة منظمة الى تشكيل لجنة م2 والى الوضع الجديد..ويتوج م2 باطلأق سراح المعتقلين وإرجاع المفصولين ووو

    • زائر 31 | 6:53 ص

      أدانة ذكية يادكتور

      إذ لايرضي أحدا بما حصل بالامس فى السيتي سنتر؟ ومن ثم المشاركة بالجمعيات(الاحزاب) والانخراط فيها وتسيب فئات عديدة من أطارها هو فرض الرؤيا العليا وإسقاطها على عامة المنضوين تحت مضلتها فبالتالي مهد الهروب لكثيرين من عضوية تلك المسميا سوي جمعيات او احزاب للاسف انهم يطبلون بشعار وتسميات "ديمقراطية" وتري الواقع فرضا للدكتاتوريات وانه بعيدا عن التفاصيل ان مجتمع انفتح مرة واحدة بمسمي الحريات والديمقراطيات وخلافه باسم"حقوق وأنسان" دون تربية الجيل والاجيال عليه فهوالمعضلة

    • زائر 29 | 6:39 ص

      دور الصحافة

      الصحافة عليها دور مهم لخلق بيئة سياسية افضل فنحن كما نرفض سياسة الصحف الطائفية و التي تود الغاء نصف المجتمع نرفض أيضاً ان تكون جريدتنا

    • زائر 25 | 5:40 ص

      لايمكن ان ينجح مشروع اصلاحي الا بنتطبيق مقدماته

      لايمكن ان ينجح الاصلاح في بيئة وجهات وشخصيات كبار ذات نفود تعمل ضده للمحافظة على مصالحها الشخصية والفئوية ولو تمزق الوطن بكامله . بيئة الاصلاح تحتاج لمقدمات حقيقية وجادة يجب تطبيقها احدها واهمها هو اجتثاث جذري وابعاد من لايؤمن بالاصلاح الحقيقي والمشاركة السياسية للشعب، لانه لايمكن انجاح مشاريع الاصلاح في بيئة تخريبية وما نحن فيه الان وما وصلت اليه الامور في بلدنا الحبيب الا نتيجة لعدم تطبيق مقدمات الاصلاح الجاد وان ما يحصل الان من اجراءات الاقصاء والفصل والاذلال والتخوين الا انتقام لاصلاح ناقص

    • زائر 21 | 4:10 ص

      دكتور منصور الحق يقال هذا الشبل من داك الاسد

      انت يادكتور منصور مقالاتك راقيه عصريه تصب في مصلحة البلد تصب في خانة حل الازمه ثقافتك وجراتك جعلت منك كاتب كبير..انت لاتشتم..لاتخون...لاتتعرض الى اي شخص بكلام بديء او تهجم..

    • زائر 19 | 3:53 ص

      نعم المتنفس الاجتماعي في الفضاء الافتراضي مع ملاحظات

      يلاحض كثرة المواقع المغلقة كما ان البعد الامني الغير مشجع للنشاط الحر ينتج جيل يعمل تحت الارض لا يستخدم فيه الشخص اسمه الحقيقي مما يسمح بوجود المندسين والتشكيك في وطنية صاحب الكلمة كلها عوامل تزيد في الاحتقان

    • زائر 15 | 3:19 ص

      حكمة

      قال الله عز و جل :
      { الحق أحق أن يُتبع }

      قال أمير المؤمنين علي عليه السلام :
      { لا يصح إلا الصحيح }

    • زائر 4 | 11:15 م

      شكراً لصوتك الحر..

      ولازال الأفق مبهم حول مستقبل هذه المحنة الوطنية التي سوف تتفاقم أكثر فأكثر عندما نضع رؤسنا تحت الأرض بحثاً عن الحلول كانعام، الحل فوق الأرض وهو متاح إذا تصافت النوايا وتلاقت قلوب المتخاصمين على طاولة الحوار الحقيقة التي تضم الطرفين المعنيين بالقضية.

اقرأ ايضاً