فيما يعود ملايين الأطفال حول العالم إلى مدارسهم هذا الشهر، تحث «اليونسيف» السلطات في البلدان المتأثرة بالأحداث في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على ضمان حصول جميع الأطفال على تعليم مجاني وآمن وجيد النوعية.

التعليم حق لكل طفل وطفلة وكل يافع ويافعة، وواجب مفروض على كل حكومة. ولكن على رغم التقدم الكبير الذي تحقق في السنوات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لايزال 4.7 ملايين طفل في سن الابتدائي و4.3 ملايين يافع في سن الثانوي غائبين عن المدارس. وتهدد الاضطرابات الجارية حالياً، سواء في ليبيا أو سورية أو اليمن، بحرمان المزيد منهم من أحد أهم حقوقهم الأساسية.

في ليبيا، أعادت المدارس الابتدائية فتح أبوابها في 17 سبتمبر/ أيلول في بعض أنحاء البلاد، ويفترض أن تفتح المدارس الثانوية خلال الأسبوعين المقبلين. وتقوم اليونسيف بالتنسيق بشكل وثيق مع وزارة التربية والتعليم لضمان فتح المدارس في المناطق الخالية من النزاعات. ويُعتبر هذا تحدياً مهماً، إذ إن العديد من غرف الصف قد تضررت، كما دُمرت 21 مدرسة ولايزال النازحون والقوات المسلحة يشغلون عدداً آخر من المدارس. إضافة إلى ذلك، فإن الألغام والذخائر والأجسام غير المنفجرة مازالت تشكل خطراً حقيقياً على حياة الأطفال، إلى جانب الأسلحة التي تنتشر بشكل ملحوظ حتى بين المراهقين أحياناً. وتعمل اليونسيف مع شركائها على إزالة المواد المتفجرة من المدارس.

وفي سورية، تحث اليونسيف الحكومة على ضمان أن يجري العام الدراسي الجديد، الذي انطلق يوم 18 سبتمبر، في بيئة آمنة توفر الحماية للأطفال. ودعمت اليونسيف خلال الصيف أنشطة ناجحة في درعا كالأندية المدرسية والصفوف التعويضية التي يجب أن تستمر خلال العام الدراسي الجاري.

أما في اليمن، فقد تسبب العنف والاضطرابات في إغلاق المدارس لشهرين كاملين خلال العام الدراسي الماضي. وتشير التقارير إلى أن بعض المدارس تعرضت للقصف أو استخدمت كمواقع عسكرية. وفي عدن ولحج تُستخدم أكثر من 80 مدرسة لإيواء النازحين. وفتحت المدارس أبوابها بشكل رسمي في 17 سبتمبر، ولكن تشير التقارير إلى أن العديد من المدارس لم تستطع البدء بالعمل بعد، منها 44 مدرسة محتلة من قبل المجموعات المسلحة في العاصمة صنعاء.

تذكر اليونيسيف البلدان المتأثرة بالاضطرابات بقرار مجلس الأمن رقم 1998 الذي يعتبر المدارس والمستشفيات ملاذاً آمناً، ويدعو إلى مساءلة جميع الأطراف التي تهاجم هذه المرافق.

إن الذهاب إلى المدرسة يُمَكّن الأطفال واليافعين واليافعات، وخصوصاً في أوقات النزاعات أو الاضطرابات، من الإحساس بنوع من الروتين، ويعلمهم مهارات حياتية مهمة، كما يسمح لهم بتلقي خدمات أساسية كالصحة والنظافة والتغذية والدعم النفسي.

التعليم هو من أبرز قوى التغيير الاجتماعي، وهو مفتاح لتعزيز مبادئ حل النزاعات والتسامح والمساواة، وهي مبادئ ملحة الآن أكثر من أي وقت مضى