العدد 3299 - الأحد 18 سبتمبر 2011م الموافق 20 شوال 1432هـ

عابر

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

الظلام: ألا ترى من تحب ولو كنت في رابعة و «خامسة» النهار!

الظلام: أن تفتقد حس من تحب وضحكته وتفقده لتفاصيلك.

الظلام: أن تجد في متر الآخرين تهديداً للبرية التي أدخلتها في حوزتك، من دون الدخول في التفاصيل.

الظلام: ألا تضع لغياب من يحبك ذرة من عذر.

الظلام: أن تستضعف من لا سند له ولا ظهر له إلا الله، وهو السند والمعتمد، وفي نكرانك لذلك السند ما بعد الظلام بمراحل.

الظلام: أن تأوي إلى النوم من دون أن تعاتب و «تشره» وتفتعل أزمة بحب؛ لتتصالح بعدها مع من تحب ومع تفاصيل المكان الذي يجمعك به.

الظلام: أن تفاجأ بإسدال الستار على أحلامك؛ فيما لم يتحقق منها شيء. الظلام أن تكون وحدك وأنت في حشر من الخلق. الظلام: ألا ترى قيمة المذهل والعميق فيما تقرأ من حولك قبل النصوص بين دفتي كتاب أو دفتي إدانة لك وللعالم. الظلام: أن تتشبث بشيخوخة الوقت من حولك؛ فيما أنت قادر على أن تنفخ فيه من روح حيويتك.الظلام: أن تدع هذا العبث يجوس خلال حيزات خياراتك؛ فيما أنت عاجز عن إعادة حيزك إلى رشده بعيداً عنه. الظلام: أن تصمت إزاء الإهانة التي لا مقدمات ولا مبررات لها. الظلام حين تشح الولادات وتكثر مواراة الأحياء.الظلام: أن تصل إلى الزمن الذي تكون فيه الأوهام أول مصادر المعرفة. الظلام: أن تنشغل بالبعيد؛ فيما أنت عاجز عن حفظ نص القريب من تفاصيل قلبك وعاطفتك. الظلام: أن تضطرب أمام وهن الطغيان وتنسى وحش روحك في اللحظة الفارقة.

الظلام حين يتسيد الحجر البلاغة. الظلام: ألا ترى في الطبيعة إلا أشياءها وتتغاضى عن موهبة الروح فيها. الظلام: أن ترى المعري كفيفاً، وجنرالات الخراب في العالم قادة لنهاراته. الظلام: أن تتمترس بأوهام لن تصلك إلا بالعدم. الظلام: أن تروج لكراهيات تكشف عن نطفتك السوداء. الظلام: أن تجد في ظلامك خيلاء أمام أي ضوء. الظلام: أن تجد في الشرر فرصة لإبادة العالم. الظلام: أن تقول رغبتك خلاف روحك.

الظلام: أن تجد في الأفق حارساً على رأسك في قمة فظاظته. الظلام: أن ترى الغيم أضعاث أحلام ما لا تطاله. الظلام: أن ترى في نومك صحو العالم.

الظلام: أن ترى في الاستغاثات رخاوة وأنت في صلفك. الظلام: حين تتصالح مع الضواري وتحيتك لجارك إهانة مع كل صباح. الظلام: أن تغمض عينك على إساءات ارتكبتها ولم يطرف لها جفنك.

الظلام: أن ترى في الحكيم بائع سلاح، وبائع السلاح الذي يمدك بأسباب حياتك وأسباب موت الآخرين في الوقت نفسه، حكيماً. الظلام: أن تذهب في التناحر حد الاعتقاد بجدواه في إنقاذ لحمة العالم. الظلام: أن تمضي من دون معنى وقيمة وتتوهم أنك الاثنان معاً.

الظلام: أن ترى الطرق المؤدية إلى سواك مهلكة، والطرق إليك أول النعيم الذي لا آخر له. الظلام: ألا تتعطش للتسامح وجوفك ملح لفرط انتباه حس الانتقام لديك.الظلام: أن تكون نهاية طموحك في وأد أحلام الآخرين. الظلام: أن تكون فطنتك في ارتكاب مزيد من أذى الحماقات.

الظلام: أن تنشغل بذرة وجودك وتتجاهل أكواناً لا تحتاج إلى مباركتك. الظلام: أن تكون رهن الظلام

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3299 - الأحد 18 سبتمبر 2011م الموافق 20 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 3:41 م

      رائعة

      يا سوسن أفكارك... الكثير يتحدث عن الأمل والنور ويتباهى بنفسه إنه الشمس المشرقة... لأنه لم يجد تعريفا دقيقا للظلام... فتسليطك على دلالات الظلام قد يجعلنا تراجع أنفسنا لاحتمال وقوعنا في بؤرته ....لنخرج أنفسنا إلى النقيض

    • زائر 8 | 1:55 م

      الظلام: أن تروج لكراهيات تكشف عن نطفتك السوداء.

      مقال راااااااااائع

    • زائر 7 | 10:18 ص

      : )

      الضوء ... ان تبقى روح من نحب ترفرف بأجنحتها في ليالي الظلام .

      الضوء .. ان نرى اشراقة ابتسامتك ونشعر بها لتكسبنا القوة .

      الضوء .. هو استنشاق رائحة الفرح من سوسنة القلب : ) كوني بخير سيدتي

      أبرار الغنامي

    • زائر 6 | 8:04 ص

      تحية لمقالاتك

      تحية لمقالاتك الشريف والله يوفقك انشالله

    • زائر 5 | 7:35 ص

      الظلام: أن تستضعف من لا سند له ولا ظهر له إلا الله،

      تعجبني عباراتك مقال جميل .....

      شكرااستاذة سوسن ....

    • زائر 4 | 6:12 ص

      كوني قوية

      شكرا لغيث أمطرك استاذة سوسن
      مقال جميل وتأملات خلابة
      كوني قوية دائما

    • زائر 3 | 3:48 ص

      شمعة في الظلام

      تعجبني عباراتك الاسيرة وكلماتك المقيدة في زمن اشبه ما يكون ظلمات بعضها فوق بعض في بحر لجي لا يرى فيها اقرب القريب ،، ولكنك أنت شمعة في هذا الظلام

اقرأ ايضاً