«الإلغاء التدريجي لمُرَكَّبات الهيدروكلوروفلوروكربون: فرصة فريدة من نوعها»...
اعتمد المجتمع الدولي بروتوكول مونتريال المتعلق بالمواد المستنفدة لطبقة الأوزون بغرض حماية الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة. وما انفك البروتوكول، الذي ينفذ بنجاح منذ أكثر من 24 عاماً، يعزَّز تدريجياً لكي يشمل عملية الإلغاء التدريجي لما يقرب من 100 مادة من المواد المستنفدة لطبقة الأوزون. وقد اعتمد آخر التعديلات في العام 2007 لتسريع وتيرة الإلغاء التدريجي لمركبات الهيدروكلوروفلوروكربون.
فهذه المركبات مستنفدة لطبقة الأوزون وهي في الوقت نفسه من غازات الدفيئة القوية: أكثر هذه المواد شيوعاً تزيد قوته بما يناهز 2000 مرة عن قوة ثاني أكسيد الكربون في تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي. وبالموافقة على التعجيل بالإلغاء التدريجي لهذه المُرَكبات، فقد زاد الأطراف في بروتوكول مونتريال من المساهمات الكبيرة بالفعل التي يقدمونها لحماية نظام المناخ العالمي.
ويعتمد مستوى الفوائد المناخية التي يمكن تحقيقها على ما يجري اختياره من المواد الكيماوية والتكنولوجيات ليحل محل مُركبات الهيدروكلوروفلوروكربون. ولذلك فإن عملية الإلغاء التدريجي تتيح للبلدان والصناعات فرصة فريدة للحصول على أحدث التكنولوجيات التي لا تقضي على المركبات المستنفدة لطبقة الأوزون فحسب، بل تتيح القيام بذلك على نحو يخفض تكاليف الطاقة ويزيد من الفوائد المناخية إلى أقصى حد. وتيسيراً لعملية الانتقال هذه في البلدان النامية، تقدم آلية التمويل المتعلقة ببروتوكول مونتريال المزيد من التمويل.
وتنظر حالياً الأطراف في بروتوكول مونتريال في إجراء مزيد من التعديلات، ويشمل ذلك مقترحات لإدخال مركبات الهيدروفلوروكربون في إطار البروتوكول بطريقة تكمل الجهود المبذولة في سياق اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية المتعلقة بتغير المناخ وبروتوكول كيوتو الملحق بها. ومركبات الهيدروفلوروكربون لا تستنفد طبقة الأوزون، لكنها من غازات الدفيئة القوية جداً، وما فتئ استهلاكها يتزايد بسرعة حيث يجري استخدامها لتحل محل مركبات الهيدروكلوروفلوروكربون.
وأنا أحث الأطراف والصناعات على اغتنام هذه الفرصة التي يتيحها الإلغاء التدريجي لمركبات الهيدروكلوروفلوروكربون لتجاوز مركبات الهيدروفلوروكربون كلما أمكن ذلك. فلا أمل لنا في تحقيق التنمية المستدامة للجميع إلا بالحد من تغير المناخ العالمي
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 3296 - الخميس 15 سبتمبر 2011م الموافق 17 شوال 1432هـ