يقال إن ضياع الفرصة غصة، سيندم من يضيع فرصة، وسيعض على أنامله غيظاً إذا اكتشف فيما بعد أنها فرصته الأخيرة، كم منا من يجيد اقتناص الفرص، وهل من يضيعون الفرصة يعرفون حينها أنها فرصة؟، فالفرصة تأتي متنكرة، وتذهب ساخرة، وهي في كل الأحوال تتكرر، ولكن بصور مختلفة وبدرجات متفاوتة، وفي الآن ذاته تكون سريعة الفوت وقليلة العود، بعض الفرص حبائل، وبعض الفرص غنائم، فإن كان اغتنامها يجب أن يكون سريعاً فالأوجب أن تكون قراءتها أسرع، فمن يقرأ؟
كان عند الإغريق القدماء تمثال يدعى «الفرصة» لم يبقَ قائماً منه اليوم إلا قاعدته، هذا التمثال جسد على صورة رجل واقف على أطراف قدميه يوشك على الهروب وأنه يقف للحظة توها، وعلى قدميه أجنحة تدل على سرعة تحركه، فهو ماضٍ على عجل، وله شعر طويل على ناصيته وتخلو مؤخرة رأسه منه، وهي توحي لمن يراه أن يمسك به من الأمام لكي لا يهرب، هكذا ينظر الإغريق القدماء إلى الفرصة، بل نصبوا لها تمثالاً من فرط أهميتها، وجعلوا له مواصفات تلفت الأذهان قبل الأنظار ليدرك حينها الجميع أن الفرص لا تنتظر المترددين.
الفرصة هي وسيلة لتحقيق غاية لديك تراها أمامك فجأة، البعض يقول لا يوجد هناك شيء في الدنيا اسمه الفرصة بل هي مجموعة من الفرص، طبقاً لما يشير إليه صاحب مؤسسة فيرجين، ريتشارد برانسون إذ يقول: «فرص الأعمال مثل الحافلات، هنالك دائماً المزيد منها»، السر في الفرصة أنها تأتي ضبابية غير واضحة المعالم تريد من يقرأها جيداً وبسرعة لأنها لا تنتظر، ليست كلها خيراً لذا يشدد الإمام علي (ع) على فحصها ثم انتهازها بسرعة فهي تمر دون ضجيج بقوله: «انتهزوا فرص الخير فإنها تمر مر السحاب»، الجميع لدينا يقرأ إن الفرصة كلها خير، ربما تكون بعض الفرص هي تحقيق ما نريده ولكن في جو أزيح غيري، وأعتلي على انكباب الآخرين قسراً، وهي ما تعرف بالانتهازية، يرتضيها البعض لأنها لا تتكرر وربما يلقفها غيرهم، فهي مشاع والجدار لا يهدم مرتين.
الفرصة تأتي للأفراد تماماً كما هي سانحة للشعوب قاطبة وللحكومات معاً، لكن من يقرأ الفرص؟ فالحكومات العربية مثلاً لم ترَ في التحول الديمغرافي الذي أشارت إليه الكثير من الدراسات على أنه فرصة، فقد أفادت تلك الدراسات بأن هناك نسبة كبيرة من السكان في العالم العربي أصغر سنّاً وأفضل تعليماً، وهي تقدر بنحو 30 في المئة من إجمالي سكان المنطقة (أكثر من 100 مليون شاب) تتراوح أعمارهم ما بين 15 و29 سنة على درجة كبيرة من التعليم وحسن القيادة وروح المبادرة، لذا كان أمام الحكومات العربية فرصة تاريخية لنمو اقتصادي مستدام من خلال الاستثمار في الطاقات الشابّة وإعطائهم مسئوليات كبيرة، لكنها في الواقع أدارت إليهم ظهرها بمزيد من الإجحاف والذل، فما كان من هؤلاء الصغار إلا أنهم ثاروا على هذا الفساد وقالوا للكبار ارحلوا فهي ثورة كرامة وحرية لا ثورة خبز والتقاط أبخس الأثمان.
كان لسقوط زين العابدين فرصة أخيرة لمبارك مصر، وأحداث الأخيرة فرصة لابد أن يقرأها الآخرون، ويبدو أن السياسة العربية وعت لمفهوم الفرصة، فها هي تطلق مهمة أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي إلى دمشق بأنها «مهمة الفرصة الأخيرة» إذ ستطرح على الحكومة السورية المبادرة العربية التي تتضمن مجموعة من الأفكار التي تساهم في إيجاد حلول سياسية للأزمة المتصاعدة فيها، فهل رأتها سورية حكومة وشعباً أنها فرصة؟ وكيف قرأها الجانبان؟
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 3294 - الثلثاء 13 سبتمبر 2011م الموافق 15 شوال 1432هـ
الفرص لكل من ألقى السمع وهو شهيد
لا يتعلم من الفرص من يرى فيها عكس ما يراه الناس
لم يتعلم مبارك من ابن علي لأنه من وجهة نظره هو يختلف ومصر تختلف والقذافي أيضا قال هو يختلف وليبيا تختلف. هؤلاء كلهم لا يدركون أن الشعوب كلها سواء والظلم كله قبيح من صدام وابن علي ومبارك والقذافي الظلم كله قبيح وشعب العراق وتونس ومصر وليبيا كلها شعوب مثل باقي الشعوب أودع فيها الله كراهية الظلم كما وضع لها حدا تثور فيه على الظلم
تلك هي سنة في الحياة لا يعيها الجبابرة لماذا
بسبب ما كسبت أيديهم يجعل الله هلاكم في تدبيرهم
ولا يتعّظوا
اصبت يا عزيزتي
هناك من انتهز الفرصة ليستولي على مكانك ومكاني
معلمة مفصولة
فرصة نعم فرصة وربما تكون طوق النجاة
على الجميع انتهاز الفرص اختي رملة لكن ليس على حساب الغير نعم هي فرصة للمتطوعين في العمل لكن مو على حسابنا احنا المفصولين نعم هي فرصة لبعضهم لللركوب على ظهور غيرهم للوصول إلى المناصب والاستحواذ على وظائف الغير
نعم استاذه رمله انها فرصة الانتهازيين والوصوليين
في هذه الاوقات يترعرع الانتهازيون والطفيليات حتى التخمه ويزيدون تضخم جيوبهم على حساب الاخرين وينتهزون اي فرصه لكسب المزيد ولكنها ستكون وصمة عار تلاحقهم طوال حياتهم فلا يصح الا الصحيح .