العدد 3294 - الثلثاء 13 سبتمبر 2011م الموافق 15 شوال 1432هـ

الاستراتيجية الأميركية ونهج القوة الذكية في مكافحة الإرهاب (2)

هيلاري رودام كلينتون comments [at] alwasatnews.com

بعد انقضاء عشر سنوات، ها نحن قد خطونا خطوات مهمة. أصبحت حكومتنا أفضل تنظيماً، وأصبحت دفاعاتنا أكثر أماناً عما كانت عليه في 11 سبتمبر/ أيلول. لكننا لانزال نواجه تهديدات حقيقية، كما نرى اليوم، وهناك المزيد من العمل الذي يتعين علينا القيام به. وكما ذكر أعضاء لجنة 11 سبتمبر أخيراً، يبقى عدد من توصياتهم الرئيسية غير منفذ. ومن الأمثلة على ذلك أنه لم يتم بعد تخصيص الموجات اللاسلكية التي توجد حاجة ملحة إليها لخدمة المستجيبين الأوائل لتمكينهم من التواصل بشكل فعال أثناء الأزمات - وهي مسألة عملتُ من أجلها لسنوات في مجلس الشيوخ، وطال الانتظار لاستكمالها.

وكما ردد الرئيس أوباما، فإن حكومتنا أيضاً حادت أحياناً خلال العقد الماضي عن مسارها وقصّرت في الالتزام بقيمنا. ولكننا لم نحوّل نظرنا مطلقاً عن مهمتنا، فقد نحّينا جانباً تلك الانعطافات كي نظل مستمرين في التركيز على مهمتنا، وحققنا تقدماً. وإننا إذ نمضي قدماً، نبقى مصممين على عدم السماح لشبح الإرهاب بنشر ظلاله على طابعنا الوطني الذي ظل يشكل دائماً أعظم ثروة لأميركا.

ازدهرت الولايات المتحدة كمجتمع مفتوح، وكدولة قائمة على المبادئ، وكقائد عالمي. ولذا لا يسعنا أن نعيش، ولن نعيش في ظل الخوف، أو أن نضحي بقيمنا، أو أن ننسحب من العالم. فإغلاق حدودنا، على سبيل المثال، قد يُبقى بعيداً عنا بعض الذين يريدون إلحاق الأذى بنا، ولكنه سيحرمنا أيضاً من رواد الأعمال، والأفكار، والطاقة، والأمور الأخرى التي تساعدنا في تحديد هويتنا كدولة، وفي ضمان قيادتنا العالمية لسنين مقبلة.

اكتشفت اللجنة أن أميركا، قبل أحداث 11 سبتمبر، لم تتكيف بسرعة كافية مع أنواع التهديدات المختلفة الجديدة، ولذا يتحتم علينا ألا نقع في هذا الخطأ مرة أخرى. ومن المحتم علينا أيضاً أن نتكيف بنفس السرعة مع الأنواع الجديدة من الفرص، وأن لا نشعر بالشلل أو تصبح التهديدات التي تواجهنا شغلنا الشاغل، وألا نبدد قوانا.

ولذا سنبقي تركيزنا ليس فقط على ما نحاربه - على الشبكات الإرهابية التي هاجمتنا في ذلك اليوم ومازالت مستمرة في تهديدنا - ولكن أيضاً على ما نحن نكافح من أجله - من أجل قيم التسامح والمساواة وتكافؤ الفرص، ومن أجل الحقوق الأساسية وسيادة القانون، من أجل إتاحة الفرصة للأطفال في كل مكان لكي يحققوا الإمكانات التي وهبها الله لهم. هذا كفاح يمكننا أن نكون على ثقة بنتائجه وأن نكون فخورين به. لذلك، فاليوم، بعد عشر سنوات من التعلم من دروس 11 سبتمبر، دعونا نقيّم أين نقف وإلى أين علينا أن نمضي كأمّة.

إننا نجد أنفسنا في لحظة من التغيير والفرصة التاريخيين. فالحرب في العراق أوشكت على الانتهاء. والحرب في أفغانستان دخلت في مرحلة انتقالية. وملايين من الناس يضغطون على دولهم كي تتخلى عن القمع الذي ظل يغذي مشاعر الاستياء والتطرف لفترة طويلة. فقد اصبحوا يعتنقون حقوق الإنسان الأساسية والكرامة الإنسانية. وأدى ذلك إلى نقض حجة المتطرفين القائلة بأن العنف وحده يستطيع أن يحدث التغيير. وأمام هذه الخلفية، وضع مقتل أسامة بن لادن تنظيم «القاعدة» على طريق الهزيمة. وكما تعهد الرئيس أوباما، لن نتوانى حتى يتم إنجاز هذه المهمة.

في وقت سابق من هذا الصيف، أطلقت الحكومة الأميركية استراتيجيتها القومية لمكافحة الإرهاب. وتبيّن هذه الاستراتيجية بشكل واضح جداً أننا نواجه تحدياً قصير المدى وتحدياً طويل المدى معاً. الأول، أن نواصل الضغط على «القاعدة» وشبكتها. والثاني، مواجهة الإيديولوجيا الفتاكة التي غذَّت صعود بن لادن والتي تستمر في التحريض على ممارسة العنف حول العالم. ولكي نواجه هذين التحديين بنجاح، يتوجب على أساليبنا أن تكون ندًّا لهذه اللحظة الفريدة. ويجب علينا تطبيق الدروس التي اكتسبناها بمشقة.

لقد رأينا أن القوة الدقيقة والمثابرة تستطيعان أن تحطّا إلى حد كبير من قدرة عدو مراوغ مثل تنظيم «القاعدة» وتوهنه. ولذلك سنستمر في مطاردة قادتها، وزعمائها، وتعطيل عملياتهم وتقديمهم إلى العدالة.

لكننا تعلمنا أيضاً أننا لكي ندمر شبكة إرهابية فعلياً، يجب علينا أن نهاجم مواردها المالية ووسائل تجنيد عناصرها وملاذاتها الآمنة. ويجب علينا أن نهاجم إيديولوجيتها، ونجابه دعايتها، ونقلل من جاذبيتها، كي يستطيع كل مجتمع أهلي إدراك الخطر الذي يشكله المتطرفون عليه ومن ثم يحرمهم من الحماية والدعم. كما نحتاج إلى وجود شركاء دوليين في الحكومات وفي المجتمع المدني يستطيعون توسيع امتداد هذا الجهد كي يصل إلى كل الأماكن التي ينشط فيها الإرهابيون.

يتطلب تحقيق هذه الأهداف وجود قوة ذكية، استراتيجية تدمج أدوات سياستنا الخارجية كافة - الدبلوماسية منها والإنمائية جنباً إلى جنب مع الدفاع - لكي نضمن تحقيق التقدم لقيمنا ولسلطة القانون. إننا نشن حملة واسعة، ومستمرة، ودون هوادة تسخّر كل عنصر من عناصر القوة الأميركية ضد الإرهاب. وحتى بينما نستمر في تركيز اهتمامنا الدقيق على الشبكة الإرهابية التي هاجمتنا منذ 10 سنوات، نفكر أيضاً بالسنوات العشر المقبلة وما بعدها، نفكر بالتهديدات اللاحقة، بذلك التحدي الإيديولوجي الطويل المدى الذي يتطلب منا أن نفكر مليًّا في القيم التي نعتز بها ونعتمد عليها.

أريد أن أتكلم باختصار عن هذه العناصر في استراتيجيتنا. أولاً، الجانب العملاني: أنتم تعرفون جميعاً عن الغارة على بن لادن. لقد استغرق إعدادها عشر سنوات. وشكلت تقديراً عظيماً لآلاف الأميركيين وغيرهم ممن عملوا معنا حول العالم. وقد حققت الولايات المتحدة قفزات كبرى خلال العقد الماضي نحو أسر أو قتل الإرهابيين وتعطيل خلاياهم وإفشال مؤامراتهم

إقرأ أيضا لـ "هيلاري رودام كلينتون"

العدد 3294 - الثلثاء 13 سبتمبر 2011م الموافق 15 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 3:39 م

      على هامان يافرعون

      حدث العاقل بما لا يليق فان صدق فلا عقل له يا حاجيه قولي غيرها عشر اسنين اتطاردون بن لادن في افغانستان حرقتون ثلاثه ارباعها وذبحتون نصف شعبها واجهزتكم ابليس ماعنده مثلها صوت جناح الذبابه في كابل تسمعونه في واشنطن دمرتون افغانستان وبن لادن في باكستان وضحوا الامر للي مايفهمون مثلنا ترى احنا عرب حبه حبه علينا وعسى وجعل نلقطها

    • زائر 3 | 12:38 م

      اي تسامح ومساواة؟

      " ولكن أيضاً على ما نحن نكافح من أجله - من أجل قيم التسامح والمساواة وتكافؤ الفرص، ومن أجل الحقوق الأساسية وسيادة القانون، "!!!


      شخبار غوانتنامو؟؟؟شخبار الدولة الفلسطينية؟

اقرأ ايضاً