فكر الحاج كاظم، في كيفية تسويق إنتاج مزرعته البالغ 100 كيلو طماطم يومياً، بسعر مرتفع، في ظل زيادة المعروض، فخطرت بباله فكرة، بمنع الاستيراد لأسباب صحية، ووقف مخططات الأراضي الزراعية، وتجفيف المياه، وتلويث مياه الأنهار... وكلها أسباب أدت إلى تراجع الزرع وقلة الإنتاج في البلد، ومن ثم ارتفاع الأسعار.
وقد نجح الحاج كاظم ببيع طماطمه بسهولة وبأسعار عالية، وكوَّن ثروة هائلة، ولكن بعد عدة سنين حدثت مجاعة وثار الناس، واندلعت نيران الغضب لتحرق مزرعة الحاج كاظم وتحترق كل الأموال التي جمعها طوال تلك السنين.
هذا القصة من نسيج الخيال، لكن لها خيوط في الواقع. فمثلاً عندما تتابع الأزمات الإسكانية في العديد من البلدان، تجد في بعض الأحيان أن سبب المشكلة هو تضارب المصالح.
الحاج كاظم الذي يمتلك 100 شقة، يريد تأجيرها بأسعار مرتفعة، فمن مصلحته أن تتأخر مشاريع الدولة الإسكانية، وتعطيل المخططات الجديدة، وتقليل ما بحوزة الدولة من أراضٍ، وإفشال خطط وبرامج الدولة وجعلها حبر على ورق.
الحاج كاظم همه الأول تأجير شققه، حتى لو أدى ذلك إلى مشكلة إسكانية لمئات الآلاف من الأسر الباحثة عن سكن. لأنه يخاف من شيء واحد، وهو من سوف يستأجر الشقق، إذا منحت الدولة كل مواطن بيت؟
لكن الحاج كاظم تناسى أو تغافل، أنه إذ انفجرت أزمة إسكانية وثارت مئات الآلاف من الأسر، فإنها ستحرق الأخضر واليابس، وهو أول من سيحترق، وستتحول كل ثروته إلى رماد.
ويظهر الحاج كاظم بأشكال مختلفة، قد يكون مسئولاً أو موظفاً، أو مستثمراً عقارياً أو تاجراً أو اقتصادياً أو مستشاراً أو نائباً ممثلاً للشعب أو كاتباً، يتم أخذ رأيهم في المشكلة، فيقدموا معلومات مغلوطة أو أي شيء يؤدي إلى عدم زيادة معروض الوحدات السكنية ويؤثر على ما بحوزتهم من أصول.
ويقدم الحاج كاظم حلول في ظاهرها تحل المشكلة، لكن في باطنها تزيدها تعقيداً، وتسير بالأمور إلى الأسوأ.
ولهذا، إن أخذ رأي أصحاب المصالح في حل المشكلة الإسكانية، هو بمثابة إقناع المريض بأن السم هو دواء ناجح سيشفيه من المرض
إقرأ أيضا لـ "عباس المغني"العدد 3291 - السبت 10 سبتمبر 2011م الموافق 11 شوال 1432هـ
مثل الي صار الى البيوت الجتهزه
سلام عليكم مشكور اخ عباس, كما حدث عندما اوجد المهندسون في وزارة الأسكان حل للمشكله الأسكانيه في بيوت الجاهزه البيت الواحد يركب في مده اقصاها شهرين خرج علينا المقاولون والتجار وتجار الاسمنت والطابوق والحديد وتفركش الحل للأزمه ثم بقينا وبقى الحال على ماهو عليه وعلى المتضرر الجواء الى ماء البحر طبعن ليشرب اذا مو عاجبنه.