لا ننشد سوى الحقيقة ومعرفتها، ومحاسبة الجانين عليها، ولا نطمح لأن تأخذ أي قضية بعداً أكبر من البعد المنوط بها، ولا أن تستغل لأي غرض دعائي أو سياسي، أو التصيد في الماء العكر.
صحيح أن وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية سحبت بيانها بخصوص منظمة العفو الدولية واستغلال الأطفال في التظاهرات، بعد ساعات من صدوره، إلا أن سحبه لا يعني أبداً أن ما قيل في البيان غير صحيح، إذ لم تنفه الوزارة، ولم تفسر أيضاً أسباب السحب.
ما ذكرته وزارة حقوق الإنسان في بيانها الأول الأربعاء (7 سبتمبر/ أيلول 2011) هو كالآتي: «ولقد أصدرت الوزارة العديد من الإصدارات حول استغلال الأطفال منذ تاريخ 14 فبراير/ شباط 2011 لإظهار مخاطر ذلك على حياتهم ووقف العملية الدراسية ووضعهم في مقدمة التظاهرات، حيث كان آخر ضحية طفل لا يتجاوز عمره الرابعة عشر عاماً».
وذلك في سياق استغرابها من استخدام اسم وشعار منظمة العفو الدولية من قبل مواقع إلكترونية، واستغرابها أيضاً من عدم إدانة منظمة العفو الدولية لاستخدام الأطفال من قبل بعض الجماعات السياسية، وتعارض ذلك مع المبادئ الأساسية لاتفاقية حقوق الطفل، واستخدامهم في التظاهرات للحصول على مكاسب سياسية ودروع بشرية.
بعد ساعات بسيطة - وكما توقع كثيرون - جاء بيان آخر يطلب اعتماده بدلاً عن الأول من دون ذكر الأسباب، ولكن كان السبب واضحاً وهو إزالة جملة «إن آخر ضحية لاستغلال الأطفال في المظاهرات، طفل لا يتجاوز عمره الرابعة عشر عاماً»، من الفقرة السابقة وإحلال محلها «مما قد يعرضهم لأخطار محدقة».
ما حدث يوم الأربعاء، من صدور بيان، ومن ثم تعديله، لا يشير إلى وجود خطأ في المعلومات، إذ إن الوزارة لم توضح ذلك أبداً، بل يسير في اتجاه عدم رغبة الوزارة في ذكر استشهاد بحادثة معينة، وفضلت «إخفاءها».
بالطبع المتتبع للقضية، وكل شعب البحرين يعلم بخطوة وفداحة الجملة الواردة في البيان الأول والتي أكدت بما لا يدع أي مجال للشك أن الطفل علي جواد الشيخ البالغ من العمر 14 عاماً والذي قتل في أول أيام عيد الفطر المبارك «استغل» بحسب بيان وزارة حقوق الإنسان في مظاهرة وقتل خلالها، وذلك يأتي مؤيداً لرؤية المعارضة البحرينية والشهود الذين تقدموا للنيابة العامة بأن الطفل قتل خلال تفريق مظاهرة، وهو الأمر الذي تنفيه وزارة الداخلية والنيابة العامة - حتى الآن -، إذ إن وزارة الداخلية تؤكد «عدم وجود أية أحداث تم التعامل معها أمنيّاً في المنطقة في ذلك الوقت».
ومن خلال ذلك التناقض الكبير؛ نطرح أسئلة تحتاج إلى إجابة حقيقية وواقعية وصادقة، ليس فقط مع الشعب البحرين بل لأنهم سيكونون محاسبين أمام الله سبحانه وتعالى وسيحمل كل مسئول في عنقه دم طفل سفك بلا جريرة ولا ذنب، أين الحقيقة؟
هل وزارة حقوق الإنسان تراجعت عن بيانها لإخفاء أمرٍ ما؟ أم أخطأت وصححت خطأها ولكن لم تذكر أسباب الخطأ؟
وهل وزارة حقوق الإنسان أرادت «استغلال» قضية الطفل للبرهنة على أن هناك إساءة باستغلال الأطفال في التظاهرات والرد على منظمة العفو الدولية، فأخطأت التقدير والاستغلال؟ أم أن العبارة سقطت «سهواً» في البيان فخلقت إرباكاً كبيراً وتناقضاً غريباً في القضية؟
ما يمكن أن أستنتجه في النهاية أن ما ذكر في بيان الوزارة صحيح، وأن الوزارة لم تكن في وارد ذكر معلومة جديدة فأخطأت فيها، بل كانت في موقع الاستشهاد والاستدلال وهو لا يكون إلا بمعلومة مؤكدة ترى فيها الوزارة الصحة، ولذلك وظفتها في بيانها من أجل تأكيد صحة ما تقول للرد على منظمة العفو الدولية.
أؤكد من جديد أننا أمام قضية إنسانية سيكون فيها كل إنسان مسئولاً أمام الله سبحانه وتعالى عن أي شيء قد يظلم حق هذا الطفل حتى وإن كان بكلمة، وسيكون هناك يوم سيقف فيه طفل يبلغ من العمر 14 عاماً أمام حَكَم عدل يشتكي له ممن قتله وساهم وساعد في إضاعة حقه.
اللهم اجعلنا مظلومين لا ظالمين حتى ولو بكلمة
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 3290 - الجمعة 09 سبتمبر 2011م الموافق 10 شوال 1432هـ
الحقيقة المضيعة
الحقيقة مضيعة لا ضائعة والله المنتقم الجبار
زائر 28 كلام فاضي
يا اخي قول هلكلام للي يصدر بيانات من وزارة ومسؤولين يطلعون بيان وثم ينفون ولا احد فاهم السالفه تخبط ؟؟؟؟؟؟ الكاتب اوصل الرساله نريد الحقيقه هل عندك شك زائر 28
كلام فاضي
ما هذا المقال الذي يفتقر الى اي دليل ويفتقر للمعلوات، قريت المقال وكاني ما قريت شي.
بعدين
انشاء الله تكون عند كلمتك عندما تظهر الحقيقة
شكرأً لكاتب العمود....
من السذاجة أن تتعامل وزارات مع المواطنين وكأنهم سذج لا يفقهون حتى القراءة والفهم!
تخبط يعيشونه ولن يخرجوا منه ما داموا يصرون على المكابرة على الحقيقة لا لشيء سوى كون الحقيقة مرة بالنسبة إليهم ومؤلمة نتيجة الاخطاء
المصيبه
اصبحنا نستمع الى بيان ونفي وهذا دليل على التخبط في الوزرات .... ومصير القاتل معروف وهم ومن يتستر عليه بانه خالد في جهنم وسيقفون امام رب العالمين الذي لا يظلم عنده احد فما سيقولون لربهم يو القيامه هل سيصدرون بيان وثم ينفونه فرب العالمين علام الغيوب
تضامنا مع دمك المهدور ...
الى كل طالب غذا سنبكي لعدم تواجدكم معنا على مقاعد الدراسة
طالبة مضربة عن الطعام
وااكد انني ملتزمة بالانتظام بالدوام
شعارنا السلمية سلمبة
عشت يا استاذ هاني
هذه المقالات القـوية الممانعة الـغير مداهنة ولا بها مجاملة .. في الصميم يا استاذ هاني .. نحن بحاجة لمثل هذه المقالات في الايام القادمة
اللهم ارحم شهدائنا
برافو هاني!!
لوت رصد المؤشرات المتناقضة في البيانات الرسمية، ستجد كماً هائلاً في إنهم "مع الشيء وضده في آن!!".
التاريخ يشهد
اعلم كل العلم انك على اعلى دراية و ثقافة في التاريخ يابن الفردان لكن هل تستطيع ان تأتي لي بعربي اعترف بذنبه؟؟
شكراً يا هاني على مساهمتك لكشف الحقائق الذي يود البعض طمسها
الشمس
صح السانك يا ولد الفردان
الحقيقة واضحة وضوح الشمس
ستراوية
جحى
يا استاذنا يقول المثل يكاد المجرم ان يقول خدوني
الامر واضح وضوح الشمس ولكن يعتقد جحى ان الاخرين يصدقونة ولذلك يضل ينسج المسرحيات
شكرا لك ايها الاستاذ الكبر
سترة
في العشرينيات استطاع أهالي سترة إحراج المعتمد البريطاني وذلك لجرأتهم في إثبات حقهم والتقدم بشهاداتهم عن مقتل عدد كبير منهم ما أطر المعتمد الإقرار بذلك وإبعاد اللذين قاموا بفعلتهم عن سترة وسوف يتكرر هذا.
رحم الله من قرأ سورة الفاتحة
رحم الله من قرأ سورة الفاتحة
هناك عقاب جماعي لجميع منازل المناطق التي تشهد اضطرابات حيث تغرق هذه المنازل بمسيلات الدموع ليليا دون توقف.
بارك الله فيك
شكرا لك على طرحك الجريئ والمميز اين هو حق المظلوم ؟؟؟ خلها على ربك في الاخرة سياخذ كل ذي حق حقه
اللهم اجعلنا مظلومين لا ظالمين
مقال اكثر من رائع يا فردان
كاد المريب
اللهم ارحم شهيدنا بواسع رحمتك
شكراً أستاذ هاني
مقال موفق
اخ على هالمقالات الجميلة
بطل بطل يا ولد الفردان بطل
يا جماعة تهقون فيه أحد يقرأ جرايد ومقالات؟
ودي اثنين بس يقرون هالخبر،
تحليل راقي
التخبط في البيانات كثير وهو يعكس التخبط في إدارة أزمة الوطن