العدد 3290 - الجمعة 09 سبتمبر 2011م الموافق 10 شوال 1432هـ

من «ربيع دمشق» إلى «الربيع العربي»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

قبل عشر سنوات كان هناك موسم أطلق عليه «ربيع دمشق» استمر شهرين، وهما يوليو/ تموز، وأغسطس/ آب 2001، وانتهى باعتقال جماعة تأسست آنذاك تحت اسم «منتدى الحوار الوطني»، ومحاكمة وسجن عشرة من الشخصيات اللامعة من أعضاء مجلس الشعب وأطباء وأساتذة واقتصاديين... وقد كتب عن ذلك الباحث البريطاني المتخصص في الشأن السوري باتريك سيل، وطالب الرئيس السوري الشاب (آنذاك) بشار الأسد بالإفراج عنهم، بدلاً من تنفيذ حكم ظالم ضدهم بالسجن تحت طائلة قانون الطوارئ الذي صدر منذ العام 1963.

السوريون كانوا قبل عشر سنوات قد استبشروا خيراً ببعض الإشارات التي أطلقها رئيسهم الشاب، والذي اعتقد كثيرون أن دراسته في الغرب قد أثرت عليه، وأن بالإمكان الاستفادة من «انفتاحه» للدفع نحو الديمقراطية. ولكن تلك الآمال خابت كلها، وخمد «ربيع دمشق»، وانتظر السوريون عشر سنوات لينطلقوا مرة أخرى في 15 مارس/ آذار 2011 تناغماً مع انتفاضات «الربيع العربي».

كان الرئيس السابق حافظ الأسد اعتقد أنه قضى على المعارضة بعد مجزرة حماة التي قادها شقيقه «رفعت الأسد» في 1982، عندما طوّق المدينة وقصفها واجتاحها وقتل عشرات الآلاف من المدنيين. بعد ذلك، اعتبر رفعت أنه أنقذ نظام أخيه، وسعى إلى «استحقاق نصيبه من الحكم» عبر السيطرة على مفاصل الدولة، مذكراً أخاه الأكبر بأن الفضل يعود إليه في حماية النظام من الهلاك... ولكنّ حافظ الأسد - بدهائه المعروف عنه - استطاع التغلب على رفعت ومن معه والتخلص منهم في 1984.

وقبيل وفاته في العام 2000 (كان حافظ الأسد يعرف أنه سيموت بسبب استفحال مرضه)، حاول تخليص ابنه (بشار) من تعقيدات الصراع مع إسرائيل، ووافق بصورة مفاجئة على عقد «قمة جنيف» مع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، وكاد أن يوقع معاهدة للصلح مع إسرائيل، لولا خلاف على «بضعة أمتار على شواطئ بحيرة طبريا». وبعدها توفي، وتسلّم الابن الشاب الحكم، وقام مجلس الشعب السوري بتغيير الدستور بسرعة البرق لتخفيض سن الرئيس ليتوافق مع عمر «بشار» آنذاك (وتم تخفيض أقل عمر مقبول للرئيس السوري من 40 إلى 34 سنة).

اختفى «ربيع دمشق» في 2001، وماتت شعارات بشار الإصلاحية، وعظم الفساد، وامتلأت السجون، واعتقد النظام أن الشعب السوري أصبح في «خبر كان»... غير أن شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» انتشر عربياً عبر الفضائيات بسبب ثورتي مصر وتونس مطلع 2011، وردده في بادئ الأمر بعض الصغار في إحدى المدن السورية، فما كان من النظام القمعي إلا واستخدم أبشع الأساليب ضدهم. ولكن هذه المرة أخطأ النظام حساباته؛ لأن موسم الربيع لا يختص بدمشق فقط كما كان قبل عشر سنوات، وإنما هو منتشر في بلدان عربية عديدة، وهكذا استلهم الشعب السوري معاني الإباء والتحدي، ووصل الأمر إلى يوم أمس عندما «تظاهرت أعداد كبيرة من الناشطين المطالبين بالديمقراطية في مختلف أنحاء سورية»... ورفعوا لافتات تقول «انتهت اللعبة يا بشار»

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3290 - الجمعة 09 سبتمبر 2011م الموافق 10 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 48 | 5:29 م

      نظام البعث السوري كنظام البعث العراقي في القمع وانتهاك حقوق الانسان ولكن

      الوضع السوري معقد ففيه قتل تحت التعذيب وهناك أيضاً الشبيحة او بلطجية النظام وهم يقومون بأعمال شيطانية كما ان هناك الجمعات المسلحة المعارضة والمدعومه من بعض الأنظمة العربية الكبري وهم يقومون بأعمال ليست اقل من ما يقوم به الشبيحه والشعب السوري ضحية للمرتزقة من الطرفين

    • زائر 46 | 2:31 م

      لايادكتور

      الثورة التي يؤيدها السفيرين الامريكي والبريطاني ويثني عليها الاسرائيلي وتدعمها الانظمة الرجعية لا تحتاج الى طول تفكير لمعرفة اهدافها غير الظاهرة كيف فاتك ذلك يادكتور كيف

    • زائر 44 | 2:00 م

      حسن

      اثني على التعليق رقم 18

    • زائر 42 | 8:20 ص

      شكراً دكتور

      شكراً دكتور أكثر من هذه الكتابات
      فصار عمودك العمود الأميز المدافع بحق عن
      ثورة الشعب السوري التي لا يتحمل البعض
      وصفهم بالثوار نحن في الوقت الذي نقف مع بشار
      في مواقفه الدولية فإننا لانعتبر ذلك مبرراً لظلم شعبه ....قتل..مصادرة حرية ...حكم أبدي ...قتأتي الثورة وبعدها يقال مؤامرة

    • زائر 41 | 8:07 ص

      نؤيد سوريا الممانعة ولكن المصلحة أيضاً

      نحن نعلم أن وضع سوريا حرج وأن الكثيرين من الأ[عداء والأخوة الأعدادء يتحينون الفرص لإسقاط النظام السوري لا لسواد عيون الشعب السوري المظلوم ولكن لسواد عيون العم سام وربيبته المدللة ومصالح الأشقاء الأعداء الضيقة، ولكننا نرفض نظاماً ممانعاً لسياسات الغرب والصهاينة وداعماً للمقاومة من جهة وقاتلاً ومذلاً لشعبه، لكي يخرج هذا الرئيس ونظامه فأقرب الطرق لذلك هو التصالح مع شعبه والإسراع في الإصلاح الحقيقي الذي يحفظ البلد ويخيب أهداف أعداءه رغم المؤامرات وهي رسالة لكل الحكام المستبدين لكي يتعلموا من التاريخ

    • زائر 37 | 5:58 ص

      النصر قادم

      نسأل الله عز وجل أن يتم نصره على كل الشعوب العربية المغلوبة والمقهورة على أمرها.

    • زائر 36 | 5:47 ص

      لصاحب التعليق رقم واحد...

      إذا كانت المعارضه لربع الشعب (وهم بالطبع بالملايين) و هم مواطنون أصليون فلا يحق لأحد أن ينتقص حقهم ..

    • زائر 35 | 4:54 ص

      من عجائب الأنظمة!!

      في إحدى الندوات قال الناشط الحقوقي صديق شعبنا، هيثم مناع، إن شعبنا السوري قدم التضحيات الجسام لمدة 40 عاماً من أجل تغيير بند واحد من الدستور ولم يستطع، وخلال أقل من ربع ساعة غيّر مجلس الشعب دستورنا ليكون على مقاسات ابن الرئيس ليكون الوريث الشرعي والوحيد!!.

    • زائر 33 | 4:28 ص

      هل يعي من يعي؟

      يابني انا لم اصل الى هذا الكرسي الا بجهد جهيد لو نازعتني عليه لاقتلعت الذي في عيناك.

    • زائر 32 | 4:16 ص

      الى الزائر رقم واحد

      كيف عرفت ان المعارضة اقل من ربع الشعب يا فهيم ؟؟؟

    • زائر 29 | 3:51 ص

      الى صاحب التعليق رقم واحد

      اعجبني سؤالك عندما تستنكر ما يحدث في سوريا , لو كان صحيحا ما تقول لآنتهى الامر سريعا كما يحدث لأي عمل لا يبنى على قواعد تمثل المجتمع لا طائفة , في تلك الحالة يسمى الحراك طائفي لا سياسي

    • زائر 28 | 3:51 ص

      هاني الراهب-مواطن مغترب

      الراهب في رده كان حذرا ووضاحا وعميقا في بعد تقييمه لواقع الامة وانعكاسات ذلك الواقع على المساهمات الخجولة للاديب والمثقف العربي في ذلك الحراك حيث اشار الى ان الاديب العربي في الستينيات من القرن العشرين كان يواجه الاستعمار الاجنبي وكانت مساحة الحرية اكبر وحق له ان يلامس المحرمات الثلاث وفي الواقع الحالي ليس هناك امكانية لذلك فانا اخاف على مستقبل اولادي.
      جدار الخوف الذي اشار اليه الراهب انهار وما نشهده ثمرة ذلك الانهيار فهل يتحقق ذلك الحلم الذي كان يخشى ان يبوح به اديبنا الراحل.؟؟؟

    • زائر 27 | 3:49 ص

      هاني الراهب-مواطن مغترب

      في ثمانينيات القرن الماضي قرات في مجلة العربي الكويتية حوار جميل للاديب السوري الراحل هاني الراهب وعلى الرغم من مضي السنين لم تفارقني مقاطع مهمة من اجاباته ، تمحورت مفاصل الحوار حول دور الادب والادباء في الحراك الثقافي والوطني وعمد المحاور الى مقاربة ما كانت عليه مواقف الادباء الادباء والمثقفين العرب في ستنيات وثمانينيات القرن الماضي وان يعرف من الراهب الاسباب التي جعلت الاديب والمثقف العربي بعيدا عن ملامسة ذلك الواقع ..؟

    • زائر 25 | 3:43 ص

      الاختلاف على الامتار

      اولا لم يكن الخلاف على مئات الامتار بل على اكبر من ذلك, الجولان السوري كان سيتحول لمحمية طبيعية و قيود على مصادر الماء و حق الانتفاع بامصادر الطبيعية الاخري , كذلك رفع الغطاء عن حماس و ح.الله

    • زائر 24 | 3:32 ص

      Salehawi

      اعتقد ان بشار للحين ما فهم الدرس يمكن يحتاج درس خصوصي على اساس ان الشعب قالها الى بشار فهل الرئيس السوري والامه العربيه فعلا تدرك الامر

    • زائر 18 | 2:16 ص

      أللهم فرج عن أهلنا في سوريا

      سوريا بلد لا يستحق الا الاستقرار والرخاء والنماء لأن التحديات التي تحوم حوله كثيرة وعلى الاسد احتواء غضب الشارع باصلاحات جذرية ترضي الشعب والا فسوف يكون مصيره مصير من سبقه من الحكام العرب
      وعلى البلدان الجارة والصديقة مساعدة هذا البلد في الخروج من محنته لأنه بلد مقاوم يجب ان يصمد أمام الجبهة الاسرائيلية.

    • زائر 17 | 2:10 ص

      حسين

      نعم يادكتور، نظام بشار الأسد لن يرحمه التاريخ بعد كل هذا القتل والفتك!

      بختصار (بشار) لم يعي ولم يفهم الدرس على بساطته. الشعوب العربية لن تفرط ولن تتنازل أو تتخلى عن فسحة الأمل الوحيدة المتوفرة.
      السوريون قالوها:الموت ولا المذلة.

    • زائر 16 | 2:07 ص

      تحية الى الشعب السوري الزاحف نحو التغيير

      مقال قيّم واثني عليه ، كم اتمنى من اخوتنا الاحبة ان يقراؤه ليعرفوا حقيقة النظام الجاثم على صدر الشعب السوري

    • زائر 7 | 10:57 م

      عبد علي البصري

      هذه الثورات في الوطن العربي , جاءت في الزمن المناسب حيث الصراعات الحضاريه ، حيث التزاحم الثقافي والعقائدي وتباين ألرؤى وبالخصوص في قضيه فلسطين ، والقضايا المذهبيه(ظهور التشيع ليس كفكر عقائدي وأنماكفكر سياسي و قيادي وآخر سلفي قاعدي ) هذه الثورات هضمت الثوره الاسلاميه في ايران وعاشت الانقسامات والاخفاقات السياسيه في افغانستان والعراق ، والاحتلال الامريكي للعراق والاخفاقات العربيه في عام النكسه وانتصارات حزب الله في جنوب لبنان .

    • زائر 2 | 10:17 م

      كاس العرب 2011

      بدات التصفيات من تونس ومصر ام الدنيا
      بلغ حتى هذة الحضة ثلاث دول ونحن الان بانتضار البقية
      ومازال الباب مفتوح للاشتارك
      ملحوظة
      ولكن لابد من دفع
      رسوم الاشتراك ؟

    • زائر 1 | 9:42 م

      سؤالي لك يا دكتور ..

      كيف يمكن لمعارضة لا تمثل إلا اقل من ربع الشعب ان تقرر مصير الشعب السوري بأكمله !!

اقرأ ايضاً