العدد 3285 - الأحد 04 سبتمبر 2011م الموافق 05 شوال 1432هـ

أبطال من الوهم

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

خرج العرب من بطولة العالم لألعاب القوى التي اختتمت أمس في كوريا بميداليتين فضيتين لا غير. حققت الفضية الأولى العداءة التونسية حبيبة غريبي التي أهدت الميدالية كعيدية للعرب لأنها جاءت في أول أيام عيد الفطر السعيد. وفاز بالميدالية الثانية العداء السوداني أبوبكر كاكي الذي كان يأمل الفوز بالذهب لولا دهاء وسرعة الكينيين. أما بقية منافسات البطولة فقد حفلت بالندية والإثارة والمتعة التي لا يتذوقها إلا من يعشق هذه الرياضة التي توصف بأنها أم الألعاب. أما المتعة التي أتحدث عنها فهي تختلف عن متعة بطولات كرة القدم وبقية البطولات الجماعية الأخرى.

وشدتني إلى البطولة لحظات لا توصف، شعرت بعضها بالندم لخروج أسرع رجل في العالم الجامايكي بولت من سباق 100 متر بعد أن اخطأ في انطلاق السباق، وكان العالم يتطلع لأن يسجل زمنا قياسيا. وسعدت حينما حطم اللاعب نفسه الرقم القياسي في 200 متر تتابع أمس، وتفاعلت مع معلق قناة الجزيرة المبدع عثمان القريني، والمحلل البطل العالمي سعيد عويطة، فقد كانا يقدمان للمشاهد كل يوم وجبة ساخنة من المعرفة والتحليل العلمي بعيدا كل البعد عن «زعيق ونباح» بعض المحللين في كرة القدم.

واستوقفني لقاء البطل الإنجليزي محمد فرح الصومالي الأصل مع قناة «الجزيرة» بعد فوزه بسباق 5000 آلاف جري حينما قال: «قبل بداية السباق قرأت سورة الفاتحة وطلبت من الله أن يوفقني في السباق وأن أفوز بالميدالية الذهبية لأهديها إلى إخواني في الصومال الذين يعيشون المجاعة القاسية، وأتمنى أن تضع هذه الميدالية السعادة على شفاههم. وسأصلي شكرا لله سبحانه وتعالى على الفوز بهذه الميدالية».

ومن لا يعرف عن سباقات ألعاب القوى «قطاع الرمي أو الجري» أقول بأن التدريبات فيها شاقة ومتعبة وتصل في كثير من الأحيان إلى الشعور بالملل لكون اللاعب يتدرب ساعات طويلة، من دون زميل أو رفيق، ينافس فيها الزمن والرقم وكلاهما من الصعوبة بمكان تخطيهما أو اللحاق بهما. كما أن الحوافز المالية شبه معدومة لأنها مرتبطة بالإنجاز أو تحقيق الميداليات في البطولات. ولكن يوجد حافز وهمي لا يشعر به إلا من يتوق إلى تمثيل بلده ويتطلع إلى رفع علمها وسط ضجيج وتصفيق الحاضرين

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 3285 - الأحد 04 سبتمبر 2011م الموافق 05 شوال 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:12 م

      و....لكن؟

      "ولكن يوجد حافز وهمي لا يشعر به إلا من يتوق إلى تمثيل بلده ويتطلع إلى رفع علمها وسط ضجيج وتصفيق الحاضرين"
      ليس وهما بل استشراف و حلم يدنو او يخبو بقدر ما للفرد من جلد و ما للاقدار من تيسير....
      ما احلى ان تضع شيئا نصب عينيك و تعمل ليلا نهارا لتحقيقه مهما كانت المثبطات

اقرأ ايضاً