المشاركة في المسيرات والتجمعات غير المرخصة أو التواجد في الدوار خلال فترة الأحداث أو الإضراب عن العمل، تُهمٌ يحاول البعض التمسك بها للضغط على الدولة من أجل الإمعان في سياسة تسريح الموظفين في القطاع العام، وحثها على عدم التراجع والرضوخ لصوت العقل والمنطق بإرجاع المفصولين إلى صدارة مواقع عملهم.
وإذا جئنا لهذه التهم سنجد أنها لم تنطبق على حالات كثيرة سرحت لأسباب أخرى غير معلنة، لم تشأ لجان التحقيق والمجالس التأديبية في ديوان الخدمة المدنية الإفصاح عنها، لذلك نجدها انحازت إلى تهم محددة شملت أغلب المسرحين على رغم تباين حجم «مخالفاتهم».
لا أدافع عن هذا الطرف أو ذاك، ولكن لا يمكن لأي شخص أن يجزم بأن جميع من شاركوا في المسيرات والاعتصامات كان هدفهم غير مشروع، فقد حمل كثيرون منهم أعلام البحرين في إشارة إلى أن الوطن هو ما يجمعهم، ومنهم من رفع لافتات للمطالبة بالسكن والعمل اللائق، وآخرون طالبوا بتحسين مستواهم المعيشي وانتشالهم من حالة الفقر والعوز، والبعض توجه لطلب العلاج لابنه أو زوجته في الخارج من مرض عضال، كما ارتفع صوت البعض لإيقاف التجنيس والاستحواذ على السواحل والأراضي العامة.
حين تمت مواجهة الموظفين في الحكومة بصورهم في مسيرة أو اعتصام، لم يكن في يدهم ميكروفون يلقون خطاباً أو لافتة خطت فيها عبارات مناهضة للنظام أو أي مكون من مكونات المجتمع، ولكن تم تسريحهم بدم بارد كما لو أن قطع الأرزاق أشبه بتمزيق ورقة ورميها في سهلة المهملات وتركها طي النسيان.
والأدهى أن عدداً من الموظفين عرضت عليهم صور لأشخاص يتشابهون معهم في الشكل الجسماني والمظهر الخارجي ولكن لا يمتون لهم بصلة، وتم استجوابهم على أنهم من المشاركين في المسيرات والمتواجدين في الدوار إبان فترة الأحداث، وعندما أنكروا علاقتهم بالصور المعروضة عليهم وتأكيدهم أنهم لم يشاركوا في أي فعاليات سياسية لم تقتنع لجان التفتيش بأقوالهم، واستمر توقيفهم إلى أجل غير معلوم وربما الآن فصل منهم من فصل.
هذه الأمور لا يفقه فيها شيئاً من يدعو لإنزال أشد العقوبة على الآخرين وفصلهم عن الخدمة فقط لأنهم من أصحاب معتقد آخر يخالف معتقده، فأصدر عليهم حكماً ظالماً جعل الأمور تسير نحو المزيد من التشنج والتشدد في التعامل مع ملف المفصولين، وسخر قلمه للصق كل ما أمكنه من اتهامات في تحريض مُمنهج يحفز الدولة لعدم الخذلان والتراجع عن التسريحات أو النزول إلى سياسة التدرج في العقوبة والتأكد من مدى مطابقتها للمخالفة المرتكبة إن وجدت أساساً.
في فترة الأحداث (بعد إعلان حالة السلامة الوطنية) كان الكثير من الموظفين في القطاعين العام والخاص غير قادرين على الوصول إلى مواقع عملهم، لانعدام حالة الأمن في جميع مناطق البحرين المأهولة بلا استثناء، حتى اضطر بعض المسئولين للطلب من موظفيهم عدم الحضور في حال شكل خروجهم من منازلهم خطراً على حياتهم، كما تحرك الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين للتنسيق مع وزارة الداخلية من أجل تأمين سلامة العمال حتى يبلغوا الجهة التي يعملون فيها بأمان.
حتى هذه الظروف لم تؤخذ في الحسبان سواء في لجان التفتيش في الشركات أو المجالس التأديبية في القطاع الحكومي، فجاء الفصل عنواناً يذيل به ملف الكثير من الكفاءات والكوادر الوطنية التي خدمت البحرين على مدى سنوات طويلة، بحجة المشاركة في الإضراب وتعطيل مصلحة العمل.
أحد المسئولين في شركة وطنية كبرى، ابتعث للدراسة في المملكة المتحدة، بعد أن كان موظفاً بسيطاً تدرج في السلم الوظيفي بجهد ومثابرة في العمل على مدى 18 عاماً، ولم يشهد سجله المهني طوال هذه المدة أية مخالفات أو تجاوزات. وخلال فترة الأحداث كان على رأس عمله ومن المفترض أن يستمتع بإجازته السنوية، ولكنه آثر أن يباشر مهماته بشكل طبيعي وأن يحث موظفيه على أداء تكليفاتهم على أكمل وجه دون كلل أو ملل، وكان مسئوله المباشر والرئيس التنفيذي للشركة على علم ودراية بأنه في موقعه المعتاد يؤدي واجبه ولم يضرب عن العمل أو يخرج في إجازته المعتمدة.
شاءت الظروف أن يسجن مع مجموعة من الموظفين في الشركة للاشتباه بتورطه في الأحداث، ولأن سجله كان نظيفاً ولم تثبت عليه أية تهمة تم الإفراج عنه خلال أيام معدودة، وحين عاد إلى عمله اقتطعت الفترة من إجازته السنوية، وبعد التحقيق معه في اللجان لم يثبت أنه أخل بواجبات عمله أو أساء التصرف بأي شكل من الأشكال.
ولكن بعد ذلك تبين له أن هناك من قام بتغيير الأيام التي أوقف فيها لأسباب أمنية لتصبح غياباً بغير عذر، وتمت إضافة أيام العطلة الأسبوعية على رغم أن هذا الإجراء غير قانوني لمراكمة الأيام لتصل إلى 10 حتى يكون تسريحه مبرراً.
هذه عينة لحالة من حالات كثيرة سرحت بدافع من أشخاص مارسوا الوشاية والتحريض لتسريح الكفاءات الوطنية على أمل الاستحواذ على مناصبهم والاستئثار بها. وهناك حالاتٌ لا يسع المقام لذكرها في القطاعين العام والخاص، تترقب حقاً من ينصفها ويرجع إليها حقها المسلوب، علماً أن من تحدثنا عنه عرضت عليه وظائف في دول مجاورة برواتب كبيرة ولكن آثر أن يبقى في وطنه ليخدمه بكل ما يمتلك من قدرة وخبرات ومحصلة علمية وعملية.
ملف المفصولين أكبر من التهم التي ساقتها الأقلام المعروفة بتوجهاتها وأغراضها التي لا تريد الخير لهذا البلد، ولا تسعد والناس قلوبهم مجتمعة، ولا يهدأ لها بال والمجالس الرمضانية تحتضن كل المكونات والأطياف والتلاوين التي يضمها المجتمع البحريني. وأمثالهم كثر فيما صوت العقل هو من يجب أن تستمع له الدولة وليس أي صوت آخر
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 3277 - السبت 27 أغسطس 2011م الموافق 27 رمضان 1432هـ
المشكة ليس القانون..
المشكلة ليس القانون وإنما المنفذون للقانون فليس من العاقل بالبت عملية التسريح الفاقدة للكثير من المصاديق القانوينية والقائمة على الاهواء الطائفية الداعي الى الفرقة وعدم الوحدة كخطوة جديدة على طريقة فرق تسد-والا ما الداعي الى المماطلة في إرجاع المفصولين التي هي بمثابة المنع!-!-1.
الرحمة اطار القانون
الرحمة اطار القانون وليس العكس-إرحم ترحم - وارحمو من في الارض يرحمكم من في السماء
وما الله غافل عما يفعل الظالمون!!!
معلمة مقهورة
سياسة الانتقام والوشاية والكذب عملت على أوجها في جمع القطاعات وخاصة من موقع عملي كمدرسة فأنا لست ممن يتغيب الا لعذر قهري وسجلي يشهد بذلك ومع ذلك تم التحقيق معي وايقافي عن العمل بالحجة الكاذبة تعطيل العمل وعدم مراعاة كرامة الوظيفة وهالخرابيط فمن يأخذ بحقنا ويرد لنا كرامتنا واعتبارنا
المسرّحون أزمة أكبر من المتوقع
البعض لا يدرك مدى حجم الضرر الذي سوف يحلقه ملف المفصولين على الدولة نفسها قبل أن يكون على هؤلاء كأفراد وكأسر هناك أمور لا يمكن التنؤ بها ومدى خطورتها
سياريوهات التسريحات
مما يؤسف له أن معظم التسريحات قائمة إما على الكيدية أو الكراهية أو الطمع في المنب . هذا فضلا عن الرغبة في إبداء الولاء الخارق الذي يوهمون الآخرين بعدم ولاء الطرف المسلوب حقه في الولاء للوطن هذا ما حدث للكثيرين من أبناء هذا الوطن فأين أصحاب القرار الصائب ؟
مسائلة من لم يتواجد بالدوار
هل تتفق معي بأن المسائلة و المحاسبة يجب أن توجه لمن لم يذهب/يشارك/يتواجد بالدوار...هل يستطيع مواطن أن يرى/يسمع عن حدث بهذا الحجم ..كل وسائل الاعلام الداخلية و الأجنبية بأنواعها تغطيه بشكل يومي و لمدة 6 أسابيع .. و مع ذلك لم تحدثه نفسه بزيارة الدوار..هل هذا مواطن غيور على وطنه؟
ياريتك تدرس الاقتراح يا أخ أحمد و تعمل على كتابة مقال بهذا المعنى.
هل يستطيع مصري قاهري عدم زيارة ميدان التحرير ؟خاصة في الأسبيع الثلاثة الأولى من 25 يناير.
هناك ألف سبب و سبب للتواجد بالدوار .
هذا الكلام ينطبق علي وعلى ابن صديقي المعتقل ذو 17 عاما
والأدهى أن عدداً من الموظفين عرضت عليهم صور لأشخاص يتشابهون معهم في الشكل الجسماني والمظهر الخارجي ولكن لا يمتون لهم بصلة، وتم استجوابهم على أنهم من المشاركين في المسيرات والمتواجدين في الدوار إبان فترة الأحداث، وعندما أنكروا علاقتهم بالصور المعروضة عليهم وتأكيدهم أنهم لم يشاركوا في أي فعاليات سياسية لم تقتنع لجان التفتيش بأقوالهم، واستمر توقيفهم إلى أجل غير معلوم وربما الآن فصل منهم من فصل.
ewa
أعتقد أن لجان التحقيق كلها مجرد إجراء روتيني ولا يُنظر فيما تحتويه وهذا ما حصل لي عندما قلت للجنة التحقيق ومنذ اليوم الأول اني اتصلت بالمسئول المباشر والمدير العام وشرحت لهم ظروف عدم استطاعتي الحضور وأخذت الموافقة منهم بالإجازة وتبين من ملئ ال time sheet أن هناك خطأ وهو إضافة أيام على الإجازة أنا كنت حاضراً وجهاز الحضور اليومي بالبصمة يثبت ذلك حينها سُجلت تلك الملاحظة لكني تفاجئت انهم قطعوا من راتبي ولم يراعوا لا أخذي الموافقة المسبقة ولا حتى الرجوع للملاحظة المكتوبة من قبل اللجنة
المصلي
ينقل لي احد الأصدقاء ان زميل له من طائفة غير طائفته يعملون جميعا ولمدة تناهز الثلاثون عام يقومون ويقعدون مع بعضهم البعض هذا الشخص كشر عن انيابه اذ قال له هل ذهبت الى الدوار قال لم اذهب ولا مرة واحده قال له (اخ0اخ0اخ) قال له لماذا (ياأخي وهذه اضعها مابين قوسين ايضا) قال له وبكل خسه ودنائه هذه فرصتنا فيكم لطردكم وتطهير الوزارات والشركات والبنوك وغيرها ليتسنى لنا احلال ابنائنا ودوينا في مراكزكم
إخرطي
أعتقد أن لجان التحقيق كلها مجرد إجراء روتيني ولا يُنظر فيما تحتويه وهذا ما حصل لي عندما قلت للجنة التحقيق ومنذ اليوم الأول اني اتصلت بالمسئول المباشر والمدير العام وشرحت لهم ظروف عدم استطاعتي الحضور وأخذت الموافقة منهم بالإجازة وتبين من ملئ ال time sheet أن هناك خطأ وهو إضافة أيام على الإجازة أنا كنت حاضراً وجهاز الحضور اليومي بالبصمة يثبت ذلك حينها سُجلت تلك الملاحظة لكني تفاجئت انهم قطعوا من راتبي ولم يراعوا لا أخذي الموافقة المسبقة ولا حتى الرجوع للملاحظة المكتوبة من قبل اللجنة.
دام قلمك ذخرا للوطن ...
كل الاحرف رائعة والكلمات اروع ... استمر بكتاباتك الجميلة وباذن الله سيرجع كل المفصولين ... كما دافعت عن قضايا في السابق وبتوفيق منه سبحانه تم حلها ...
دام قلمك ذخرا للوطن ....
قطع الاعناق ولا قطع الارزاق
من منا لا يسعى الى الرقي وتحسين الحال فالجميع يتطلع الى الافضل ونحن نعلم إن ما حدث في الفترة الاخيرة كلها من ضيق الحال وصعوبة المعيشة وإن المطالبة بالحقوق حق مشروع ما دام يسير بالطريق الصحيح فهل جرمي إني اطالب بحقوقي؟
هناك الكثير من المسرحين يمتلكون صفحات بيضاء في اعمالهم ولم تكن يدهم لها اي صلة بالموضوع وسرحوا من دون سبب يذكر فماذا تفسر ذلك؟ والبعض كان يحمل علم بلده ويفتخر به وليس بنيته سوى الاتجاه تحو التغييروالمطالبة بحقوقه فما جرمه ايضا؟
و إن بعض القطاعات تفتخر بتسريح عمالها فصبرا
محمود
بارك الله فيك / إن الأرزاق بيد الله / هل فكر من سعى لقطع أرزاق عباد الله هل فكر في الصغار من أين سيأكلون هل فكر فيهم كيف سيشترون لأنفسهم ثياب العيد مثل باقي الاطفال !؟ هاؤلاء ماتت قُلوبهم وإنسانيتهم ولم يبقى في أنفسهم سوى الكره والحقد والضغينه . ولكن الله لن ينسى وسيأخذ بثأر هاؤلاء الأطفال المحرومين والعوائل المنهكة بعد قطع أرزاقهم من الحمقى.((وبشر الصابرين))
انا احد المفصولين
ولن ارجع لعملي بكل تلك الشروط التي تشترطها بعض الجهات فالجوع ولا الكرامه
صح السانك
بارك الله فيك اخي والله لهذا قليل ما حدث في هذه اللجان الطائفية البغيضة التي تسمع كل وشاية وكذب وزيف وعلينا ان ندافع عن انفسنا منها ولكنهم لا يسمعونا فهم قد اصدروا الحكم مسبقا