تابعنا حلقة درامية مميزة من المسلسل المحبوب للشعوب العربية «طاش ما طاش»، كما شاهدها ملايين المتابعين لهذا المسلسل الناجح في طرح قضايا المجتمع، التي جسدت بعض مشاهدها مطالب الشعوب العربية من الحرية والكرامة وتحسين المعيشة والديمقراطية وإرساء العدل والمساواة.
بدأت الأحداث بشكل تسلسلي بمطالب بسيطة لأسرة عربية، تتكون من الأب (عبدالله السدحان) والأبناء (المعارضة) وممثلها (ناصر القصبي) المفاوض مع رب الأسرة، حيث تجمع الأبناء في اعتصام داخل المنزل مطالبين رب الأسرة بتحقيق بعض حقوقهم. منهم من طلب من رب الأسرة توفير تليفون من نوع «بلاكبيري»، لونه أسود كشرط أساسي، وآخر عرض حرية السماح للخروج لزيارة أحد أقاربه متى ما يشاء وعلى الوالد توفير السبل لتحقيق هذه المطالب. والبعض الآخر طالب بتحسين الوضع المعيشي.
توالت الأحداث حتى وصل الاعتصام إلى الشارع، ووضع الملصقات ورفع الشعارات الثورية، ومن ثم رفع سقف المطالب، ما حدا برب الأسرة (السلطة)، لإرسال ممثلها إلى الأبناء (المعارضة) لمعرفة مطالبهم وتوصيلها إليه.
ما يستوجب ذكره على غير العادة في ممثل السلطة في هذا المسلسل، أنه خالف الأعراف السائدة، وهو أنه كان ينصح القائد بتحقيق مطالب الأبناء (الشعب)، وينصحه بتحقيق مطالبهم المشروعة، والعادة في الوطن العربي أن ممثل القيادة يحرض الحاكم ضد شعبه! ولا أعلم ماذا يقصد المخرج القدير من هذا السيناريو الغريب من نوعه، إلا أن الأب لم يرضخ لمطالب الأبناء ولم يستمع لرأي ممثله في المفاوضات.
القائد تعنت في رأيه ليس بسبب عدم حبه لأبنائه، وإنما يرفض هذا الأسلوب «لي الذراع»، ويعتبره إهانةً لشخصه الكريم وهزاً لمكانته وهيبته الرفيعة وشموخه المتعال، كحال كثير من السلاطين في الوطن العربي.
بعدما أغلقت أبواب التوصل إلى حلول مرضية، تفاقمت المشكلة وتعددت المطالب، بعد سقوط ضحايا، وتوسعت رقعة القضايا، ولم تعد المطالب الأولية البسيطة تحقق طموح الأبناء، بل تشعبت وزادت وتيرة الاحتجاجات مطالبةً رب الأسرة بالرحيل، وكذلك نصبت الخيام بعدما كثرت أعداد المحتجين بشموليتها للجيران وصولاً إلى كل المناطق.
قبل نهاية هذه الحلقة الشيقة، رضخ القائد العربي (أبا حسين) - اسمه في المسلسل - لمطالب أبنائه وشعبه المحقة، على غير العادة أيضاً، وقام بتنفيذ كل مطالبهم، بل قام بمبادرات جريئة تفوق حقوقهم ومطالبهم. ماذا يقصد المخرج المتميز من هذا السيناريو الغريب على رؤساء الدول العربية؟
وفي نهاية الحلقة عمت الفرحة منزل «أباحسين» بعدما عاد الهدوء والاستقرار، وأقيم احتفال كبير في البيت والقرى والمدن بهذه المناسبة السعيدة. ونحن نضيف في الختام، أيهما أفضل التصالح بين الشعب والقائد بتحقيق مطالبه، أم التعنت والخصام مع الرعية ونعتهم بصفات مسيئة (جرذان وحشرات...)، وقتل آلاف من الناس الأبرياء كما حدث مع حاكم ليبيا الذي جثم على صدر شعبه أكثر من أربعة عقود، حكم فيها بالحديد والنار، وأشبعهم ضراوة بالسيف. أو كما حدث مع الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي أفقر وأذل شعبه، وفي النهاية يحاكم وهو على فراش المرض، أم الرئيس اليمني الذي يقبع بالمستشفى بعد تعرضه لمحاولة اغتيال، بعيداً عن شعبه وبلده؟
إن الظلم لا يدوم، فهل نتقي الله عز وجل في الناس؟ وهل نتعظ لذلك؟ وهل هناك موعظة أبلغ من الموت؟
سل الأيام ما فعلت بِكِسرى ... وقيصَر والقُصورِ وسَاكِنيها
إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"العدد 3275 - الخميس 25 أغسطس 2011م الموافق 25 رمضان 1432هـ
شكرا لك
مقالاتك كيمياء، تخلط المكونات لتنتج مركبات مفيدة وادوية علاج. أيها الكيميائي الحاذق أتمنى ان تكتب عن فصل الطلبة والدكاترة والاداريين في الجامعة التي قضبت فيها شطرا من حياتك. دمروا سمعة الجامعة يا أستاذي الكريم.
اعدلوا اقرب للتقوي ياحكام
القذافي مطارد 42 غام لعب بكرامة شعبة ولايتعظون حكام العرب مثل هؤلاء لو يحدث زلزال في مقر حكمهم لايتعظون كل ذلك والعبر تتوالي عليهم مثل المطر عاد بسكم عناد ياقذافي كفي حكم وغش وظلم ارحل ليعيش الشعب مع كرامتة اليوم ماتشوف مبارك علي سرير الموت وماتشوف عبدالله صالح وماتشوفون الظالمين قابعون في زنزانات الخوف والرعب < اتقوا الله في شعوبكم اتقوالله في اوطانكم الموت من ورائكم الشعوب تطاردكم ياحكام العرب اعدلوا اليس العدل اساس الملك مايضركم لو عدلتم مرة واحدة في حياتكم العدل لة رائحة كويسة افضل من الظلم
خذوا العبرة ياحكام العرب والمسلمين
الحكام لايتعضون الا بعدما ينهزمون ويرحلون وهذا ماحدث للحكام العرب مثل صدام المقبور وحسني مبارك وشاة ايران والقذافي والاسد وغيرهم اتعضوا يأولي الالباب جاك الموت ياتارك الصلاة
في الصميم
كانت حلقة مميزة، وتابعتها بشغف ، ولكن كما قال الكاتب فيها سيناريوهات مخالفة لحكام الوطن العربي ومثليهم.
شكرا لكم
والله ضحكت يوم شفت الحلقة
حتى طاش ما طاش ؟؟
طاش ما طاش
شفت الحلقة
لما توسعت الاحتجاجات امام منزله
طل عليهم من السطح وقال : يا فئران يا جرذان
للمتجمهرين
على طريقة القذافي
الشعب المصري صاحب النكته الساخرة.
يبدو أن النكتة الساخرة للشعب المصري قد انتقلت للشعوب الخليجية. ماذا بعد؟
المخلص،
اجتنبوه اجتنبوه
عدت والعود أحمد
قبل ما اقرى المقال يا دكتور أحمدم أكتب هذا التعليق من شدة فرحتي بعودتك للكتابة.
وما أقدر أقول إلا أنك عدت والعود أحمد
يا أحمد العنيسي
وهل من معتبر!
مسلسل طاش ما طاش يحاكي قضايا المجتمع وقضايا واقعية وجميل في الطرح ولكن استاذ احمد هل من معتبر!!