العدد 3271 - الأحد 21 أغسطس 2011م الموافق 21 رمضان 1432هـ

كيف تطمئن إلى أرواح من حديد؟

سوسن دهنيم Sawsan.Dahneem [at] alwasatnews.com

تنسى من في هذه الجلبة من الأخطاء والتطاول؟

تنسى من في هذا الاقتحام لحرمتك الملغاة في كل شيء يمسُّك؟ في الحياة والالتزام والقبول والرفض ونسبية تعاطيك مع ما حولك من أحداث ومواقف.

تنسى من في غزاة عزلتك وروحك وانتصارك وهزائمك؟

في قبولك ورفضك؟

في أسوارك وعرائك؟

تنسى من وأنت تتحرى الشمس والضوء؛ فيما يراد لك أن تكون أسير الضباب والغموض والليل.

تنسى من؟ من صادر حنينك واغتال أحلامك؛ أم من تركك عرضة للخذلان وتطاول مهابات مصطنعة، وانتقام برسم الوهم والسكرة؟

تنسى من؟ الرشا كالسحب فوق رأس الذين باعوا دمهم في الأسواق المتنقلة.

الأمراض هواء تتنفسه.

الأدوية طريقك اليومي من البيت إلى الحتف.

وسائط الفقد متاحة لك كلما اشتقت إلى تخريب طمأنينة العالم بثقة وعدل بالغين.

الذوق العام في احتضاره؛ أما الحق العام فمرهون بآخر السهرة.

مسرح مهجور هي الحياة؛ وخصوصاً حين يختلط الداخل بالخارج.

لا تمييز بين يهود السبت وعبثيي الجمعة.

الأسلاك الشائكة كأنها حصانة الأرواح التي قدَّت من حديد.

كيف تطمئن إلى أرواح من حديد؟

تأخذك العزة بالحنين. تكاد تخال العالم مدمن تحيات وسلام ومشغولاً بالضحك بصوت لا يخلو من وقار.

في الجانب الآخر، ثمة من يصر على أن ليلك وحبرك أكثر سطوعاً من شمس آب.

ترهقك ملاسنات في خرس برسم إغلاق فم العالم.

تنسى من في هذا التقاطر الشاذ على المذابح والتخوين ودفع المخلوقات دفعاً إلى حتف لم تحن قيامته بعد؟

تدرك الفارق بين أن تلوّح بيأسك وبين أن تلوّح بالأمل المخبوء في انكسارك المؤقت. لكنك تستغرق بحثاً عن فارق آخر. فارق جدواك في عالم لا يقيم وزناً للروح. ويزن الذين بحاجة إلى إنعاش نبضهم وأرواحهم بمثاقيل من ذهب روحك وغصتك.

في هذه المضامير المشوهة يمكن للغربان أن تدلع ألسنتها لخيول طاعنة في السبق وقد تجاوزتها بفعل أكثر من داحس وغبراء.

زمن رهن السلب والنهب ومؤتمرات الأنفال وتعميق الغفلة في الأرواح.

زمن طاعن في النكران لكل نبل والانحياز للبذاءة.

زمن لا يقيم وزناً للاستغاثات قدر إقامته وزناً للخزائن وتعميم الضجر

إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"

العدد 3271 - الأحد 21 أغسطس 2011م الموافق 21 رمضان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 11:59 ص

      حين تشرق الشمس مرة اخرى

      ها هو شعاع شمسك ينبثق من صبر الهاشميات صبرا صبرا الشمس تشرق مرة اخرى
      اخوك كاظم الكعبي

    • زائر 5 | 6:40 ص

      أنت أكبر من هؤلاء الصغار

      الحبُ يبقي في النفوس الطيبة وينجلي من النفوس الرديئة.
      واجعل سلاحك الحب والنقاء لمقاومة الأحقاد والأشرار.
      آنت أكبر من هؤلاء الصغار بعقولهم المريضة. وعلم بأن لهذا الكون رباً لا تأخذه سنة ولا نوم يراك من حيثُ لا تراه. وعلم أنك أقوي من الجميع مادام الله معك فهو الذي ينصرك ويحميك فقل " يارااااا ب " فأنه يجيب دعوة المظلوم إذا دعاه.

    • زائر 4 | 6:38 ص

      كلمة وفاء

      عظم الله أجرك وصبرك على مصابك وأسلاك في أبنائك
      حسين لم يمت فروحه الطيبة تحلق فوق روؤس محبيه وعارفيه فالطيب لا يورث إلا الطيب جعل الله ذريته خير خلف لخير سلف
      أدامكم الله في خير وعز وكرامة

    • زائر 3 | 5:30 ص

      صبر الله قلبك وقلب كل مفطور على أحبائه

      لا أستطيع قول غير عظم الله لك الأجر، وصّبر الله قلبك وأعانك على هذا الإمتحان الصعب، إمتحان فقد إنسان غالي على القلب والروح.

    • زائر 2 | 2:26 ص

      حقا انه يتحسس الشمس وهو اسير الضباب والغموض والليل

      عبارة بليغة ، واحساس ملهب ، وخاطرة متعبة بعناء الفراق والالم ....
      ساعد الله قلبك

    • زائر 1 | 12:16 ص

      دمت عنوانا للجلد و الصمود

      عظم الله لك الأجر و أعطاك الصبر و السلوان

اقرأ ايضاً