ربما يأتي رمضان هذا العام كئيباً متثاقلا ً على الكثير من البلاد العربية والاسلامية، رجفٌ عربيٌّ لفرط الدم الذي أريق، وخوفٌ من المجهول، ودموعٌ لا تسكن المآقي من فرط وجعها، لا يعرف العرب اليوم متى كان آخر رمضانٍ آمنٍ مطمئنٍ مرَّ من هنا كما لا نعرف نحن ذلك أيضاً.
هممت لأكتب عن روح رمضان التي كانت تسكن البحرينيين ذات يوم، عن جمالنا الداخلي الذي يميزنا وطيبة قلوبنا الصغيرة، عن تسامحنا وتعايشنا الرائع مع بعضنا، وعن صحن رمضان الذي يعبر البيوت كأبسط صورة عفوية تعبر عن تآلفنا مع بعضنا، لكن استوقفتني آهات المحرومين الذين لا يهنأ لهم إفطار رمضان، فمع كل لقمة؛ هناك الكثير من الوجع المقيم في الأفئدة، هناك غصة الفراق، وحنين الشوق المبعثر فوق المائدة، وهناك فلذات صغار مهما كبروا تغيبهم ظلمات السجون في هذا الشهر الفضيل.
سنتخطى كل ما حدث وسنترك الشأن السياسي للسياسيين، لكن لا يمكن أن نغفل أن في كل السياسة جزءاً من الوجع الإنساني لابد من مراعاته؛ لقد خرج الناس مطالبين بالحياة في أبسط صور الكرامة، وليس من العدل أن يفقدوا حريتهم لمجرد التعبير عن آرائهم التي كفل لهم حق ذلك الدستور والميثاق ودعوة وجهها سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد عبر تليفزيون البحرين حين قال ان من حق الناس التظاهر والتعبير عن رأيها بسلمية، لقد سمع مئات الآلاف من البحرينيين هذه الدعوة من رجل إصلاحي أراد أن يسمع الناس وأراد لهم أن يؤمنوا بما هو حقٌّ لهم، ما حدث قد حدث... أشهر من التغييب خلف السجون من دون تهم واضحة ومن دون أدلة دامغة ومن دون جرم سوى الرغبة في الحياة، كل هذا يفقد المشروع الإصلاحي وهجه الجميل. لابد للإصلاح أن يبدأ ليعيد جمالية الأشياء إلى موضعها، لابد من إعادة الحقوق إلى أصحابها، المصارحة والاعتراف بداية الطريق نحو وطنٍ أجمل، وطنٍ لا يظلم فيه بريء، ولا يفلت منه ظالم، أول الطريق لحل الأزمة العاصفة بالبلاد اليوم ليس في حوار يسبب من الخصام ما هو أشد مما نحن فيه؛ بل في تطبيب هذه القلوب الموجوعة، في إطلاق سراح السجناء المغيبين وإعادتهم إلى أهليهم، يبدأ الاصلاح في إعادة المفصولين إلى أعمالهم، وتعويض المتضررين وإعادة مد جسور الثقة بين النظام والمواطنين، عجلة الإصلاح ستسير حين يتوقف الناس عن السير عكس الطريق لأنه لا يشبههم.
سمو ولي العهد.... لقد آمنوا بك فلتكن ها هنا البداية وليكن لنا وطنٌ أعمى لا يحسن التفريق بين أبنائه
إقرأ أيضا لـ "مريم أبو إدريس"العدد 3261 - الخميس 11 أغسطس 2011م الموافق 11 رمضان 1432هـ
شكراً لكم شكراً لكم
شكراً لك على المقال الرائع
الرصاصي
الصراحة هالكلام صريح ويدل على جرأة كبيرة وكل لي مذكور في المقال صحيح وواقعي ومشهود شكرا لكم على هالمقال الرائع
شكرا لكي اختي مريم
المقال جميل اختي مريم ولكن من يسمع كلامك
والحمد لله على سلامت اخيك عبدالله
( ممي فداء وطني ) ابومحمد
كلمات موزونة بالذهب
الشكر الجزيل للكاتبة لنظرتها الشمولية لواقع الحال البحريني ، وفقك الله و مستقبل مشرق لكي و للبحرين انشالله ...
ثقافة الاعتدال _ مواطن مغترب
سعدت بثقافة الاعتدال في منهج الكاتبة المحترمة طرح الهموم والتاكيد على ثوابت الاصلاح الواعي لواقع الحال.
نعم هناك معضلات تحيط بواقعنا لكن هناك قواسم مشتركة تحكم منظومة تكتلنا المجتمعي وتلك القواسم محفورة في نفوسنا يصعب ازالتها مهما كبر حجم المحن التي نواجهها والتاريخ مليء بحقائق ذلك فنحن اكدنا موقفنا الجمعي على الانتماء العروبي للبحرين ومبادئ ميثاق العمل الوطني ونهج الاصلاح وحولنا في عام 2000 شوارع وساحات البحرين الى مهرجان فرح وكنا يومها كتلتة متراصة ونحن قادرين ان نكون كذلك فالمحن تصنع الوحدة.
لفتة انسانية
شكر الى الكاتبة الكريمة على اللفتة الانسانية في هذا الشهر الفضيل.
من عبق الذكرى
على رغم ان يوشك عمري في عقد الخامس الا انني لازلت اتذكر مياه بئية بحر توبلي وخلجانها ورمضانها تلك هي بلادي التي لم استنشق يوما المدعو فلفل خردل ولم اسمع غير لهجتنا المحلية البحرانية اضافية لهجة البعيدين عن حينا .تلك هي بلادي عرفناها ولم نكن كاالان طيور وغربان نحن لديهم وهم اصحاب الارض
خوش كلام
نحلم ونحلم وماذا بعدد ......
يسلم قلمك
هذا ما يريده معظم الشعب الأصلاح الأصلاح الأصلاح
سلمت يا بنت المنامه
منورة
شكرا الي قلمك الرائع وقره العين بالافراج عن شقيقك
تحياتي sud.qasim