العدد 3256 - السبت 06 أغسطس 2011م الموافق 06 رمضان 1432هـ

مساواة ومشاركة وأمن للجميع

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في الفعالية السابعة، التي نظّمتها «جمعية الوفاق الوطني الإسلامية»، مساء الجمعة، ركّزت على موضوع المساواة والمشاركة والأمن للجميع.

الفعاليات السابقة توزعت بين مناطق المحافظة الشمالية وجزيرة سترة، أما هذه الفعالية فأقيمت في المنطقة الغربية، ذلك الشريط الساحلي الممتد طويلاً، والمزدحم بالسكان.

كان الجو حارّاً، والرطوبة خانقة، والصور تكشف حرص حشود كبيرة على متابعة هذه الفعاليات، رغم تنظيمها ليلاً، ولاشك أن لدى هؤلاء آمالاً ومطالب، تبدأ عند رفع مستوى المعيشة ولا تتوقف عند مشاريع الإسكان المتباطئة منذ أزمان. كما أن هناك المطالب السياسية التي تطرحها الجمعيات السياسية، وتمثّل لبّ الحراك السياسي في هذه الفترة من تطور البحرين.

رئيس كتلة «الوفاق» البرلمانية عبدالجليل خليل أكد على أن «الحل الجدي الذي يخرج البحرين مما تعيشه من أزمة يتمثل في المساواة بين الجميع، والشراكة الحقيقية في القرار، وأن يكون الأمن للجميع». وهي كلماتٌ معقولة جداً ومقنعة لكلّ من يقرأها أو يسمعها بحياد، في خضم هذا الربيع العربي الكبير.

منطقياً، من يرفض المساواة بين الناس؟ هل هناك إسلاميّ يرفض هذا المبدأ الذي جاء به القرآن الكريم... ودعا إليه نبي الرحمة والهدى؟ وهل هناك ليبراليّ يرفض هذا المبدأ القانوني السليم؟ ولماذا يصر البعض على رفض مبدأ «صوت واحد لكل مواطن» الذي تطبقه كل الدول الديمقراطية في الشرق والغرب؟ وإلى متى الوقوف في وجه التغيير السلمي الحضاري بما يطور البلد سياسياً نحو الأصلح؟

ثم أليس غريباً أن يرفض بعض النواب طرح مسألة توسيع صلاحياتهم الرقابية والتشريعية في البرلمان؟ أليس تناقضاً صارخاً أن يلقوا اللوم طوال سنوات في فشلهم على محدودية صلاحيتهم، بينما يرفضون توسعتها في فعاليات الحوار الوطني؟

في حديثه عن المساواة، تساءل خليل ويتساءل معه الألوف من المواطنين: «لماذا يقسّم الوطن إلى فئات تستحوذ على الثروات، وفئات تعيش الفقر المدقع؟». وهو سؤالٌ تتهرّب من الإجابة عليه تلك الأقلام المتخصّصة في توسعة رقعة الشقاق بين أبناء الوطن الواحد، والدين الواحد. وهو ما يؤكّد دائماً الجانب الاقتصادي في أيّ نزاع، فالمال وراء الكثير مما نشاهده من أثَرَةٍ خاصةٍ ومعاناةٍ عامة، وموجات غضب عارمة في هذا الفضاء العربي الكبير.

الصوت الآخر المغيّب إعلامياً، يتردد صداه اليوم، مطالباً بما يسميه «شراكة حقيقية في صناعة القرار». من الواضح أنهم ليسوا دعاة فوضى، بل لديهم رؤية سياسية، اختلفنا معهم أم اتفقنا. وهم يقدّمون مفاتيح للحل السياسي المنصف: دوائر انتخابية عادلة؛ ومجلس منتخب كامل الصلاحيات؛ وحكومة يمكن مساءلتها كما في بقية الديمقراطيات. فمن الذي يرفض الدوائر الانتخابية العادلة؟ ولماذا يرفض أن يكون للبرلمان صلاحيات كاملة؟

خليل أشار إلى عنصر ثالث للحل، وهو مبدأ الأمن للجميع، فذكّر بوجود «أكثر من ثلاثين شهيداً ومئات المصابين والمعتقلين، و3 آلاف مفصول عن العمل». ومن الواضح أنها ليست أرقاماً من دون دليل، بل هي ترجمةٌ لمعاناةٍ وجروح أصابت شرائح وطبقات اجتماعية مختلفة من صلب أبناء هذا الوطن الكريم.

ولعلَّ أهم رسالةٍ في خطاب خليل، إشارته إلى أن الحركة في البحرين تميّزت بأنها صناعة وطنية بحرينية 100 في المئة، لا دخل لخارجٍ بها وبمطالبها. وأي مراقب منصف، عربياً أو أجنبياً، سينتهي إلى هذه النتيجة، فالتمييز هو الذي دعا للمطالبة منذ سنوات بالمساواة وتعديل الدوائر الانتخابية. وضعف حصاد البرلمان هو الذي دعا للمطالبة بتوسعة صلاحياته، وليس هناك بحريني واحد مستعد لتحمل العناء والمشاركة في مسيرة أو اعتصام من أجل دولة أخرى. خذوها بالمنطق والعقل.

«الوفاق» مازالت تفاخر بأنها لم ترفع شعاراً طائفياً واحداً، بل كل ما تطرحه هو مطالب وطنية تخدم الجميع وتحقق العدالة للجميع. وللإنصاف، لم يسجل شعارٌ واحدٌ يدعو إلى ثأرٍ أو شنقٍ أو تأليبٍ على قطع الأرزاق وفصل الناس من أعمالهم. ردّوا عليهم بالحجة السياسية والجدال بالتي هي أحسن، وفنّدوا كلامهم وأوضحوا خطأ مطالبهم، بدل كل هذا السباب الذي لم يتوقف منذ سنوات

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3256 - السبت 06 أغسطس 2011م الموافق 06 رمضان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 11:33 ص

      للتاريخ

      لم يسجل شعارٌ واحدٌ يدعو إلى ثأرٍ أو شنقٍ أو تأليبٍ على قطع الأرزاق وفصل الناس من أعمالهم

    • زائر 21 | 9:43 ص

      إلى كتاب الوسط الشرفاء

      رجعت الوسط لموقعها الحقيقي ورجعت الاقلام الحرة التي تحاكي المعاناة الحقيقية للشعب
      طبتم وطابت أيامكم يا كتاب الوسط

    • زائر 19 | 7:29 ص

      مقال العقل يا سيد

      بالفعل مقال منطقي وعقلاني نحتاج كلنا سنة وشيعة بأن نتفق على أن المساواة أساس العدل والكل سيأخذ حقه

    • زائر 14 | 5:40 ص

      نصف المجتمع

      يا اخى .. لنقل انه فقط نصف المجتمع الاخر اللذين لا يتفقون مع عقيد الوفاق , لا يتفقون ولا يقرون هذة الافكار ,, ما هو الحل ؟؟

    • زائر 12 | 3:26 ص

      نعم هي مسألة حقوق أقرتها كل القوانين السماوية والوضعية

      نعم سيدنا هذه مطالبنا لسنا عبثيين أو مخربين أو أصحاب اجندات أو ولاءات لغير البحرين نحن والبحرين والبحرين ونحن ولا غير ذلك مهما دفعت المهاترات بعض الإطراف إلى البهتان والرمي والقذف في وطنيتنا فلن يستطيعوا المس بوطنيتنا وولائنا لهذا البلد
      ونحن الشعب الذي شهد له العالم بالطيبة والأخلاق العالية لا يمكن تزييف هذا من خلال كلمات وترهات هنا وهناك
      معدننا الطيبة وأصالتنا المحبة والإلفة والتآخي كلنا سنة
      وشيعة هذه صفاتنا وهذه أخلاقنا ولن نقبل المساومة عليها

    • زائر 11 | 3:21 ص

      هذا هو مربط الفرس (المساواة والعدل والأمن والكرامة للجميع)

      ما إن تتحقق هذه الأمور فسوف تعود المياه لمجاريها مسألة الكرامة الإنسانية هي أعلى قيمة منحها الله للبشر ولم يخول لهم التفريط فيها حتى في أحلك الظروف
      لذلك كل أنواع البشر المتدين وغير المتدين وحتى اللادين لا يقبل المسّ بكرامته
      ولأننا الآن في عالم التحضر والإنفتاح فتبقى هذه المطالب ملحة ولا يمكن التغاضي عنها

    • زائر 10 | 2:49 ص

      بارك الله فيك ياسيد

      تحية صباحية لقلمك الرائع
      جميل

    • زائر 7 | 1:48 ص

      ردوا عليهم بالحجة السياسية ، بدل هذا السباب الذي لم يتوقف منذ سنوات !!!

      نعم وان كان صوتك ياقاسم هو الوحيد الذي يناجز أولئك الذين سخروا كل طاقاتهم للسباب والشتائم دون البراهين والأدلة ، الا نه صوت فاعل قوي حاسم يفقأ عين الحقيقة وردات الفعل عليه قوية من أولئك الجيش الجرار الذي لم ولن يقنعنا بأي من ترهاته لأن الحقيقة تبقى هي ما ينشده اللبيب وماعند أولئك لا يعدوا كونه تفريغ شحنات حقد وضغينة واستهداف فلن يفيد ذلك قبال الحقيقة والكلام الموزون في عصر الفضاء المفتوح الذي يشاهده ملايين البشر المنصفين وغيرهم ، فعلامن يضحكون ؟؟؟؟؟

    • زائر 6 | 1:39 ص

      صح السانك

      بارك الله فيك يا أستاد قاسم حسين على هذا الطرح الذي لا يمكن أن يقال عنه غير منطقي أو أيجابي . الهم أبعدنا عن شرور الطائفية .

    • زائر 3 | 12:19 ص

      أحسنت .. لله درك... يا صاحب القلم الحر النزيه...

      سلام على أمير الشعراء شوقي حيث يقول :
      وطني لوشغلت بالخلد عنه ++++ نازعتني إليه في الخلد نفسي
      نعم ، مطالب وطنبة تخدم الجميع و تحقق العدالة للجميع ..بلا استثناء و لا تمييز بين أبناء الشعب حبا في الوطن ورفعة لشأنه بين الأمم حتى يشار إليها بالبنان هذه هي البحرين مملكة المؤسسات ... عاشت البحرين مملكة عربية مسلمة ... لا تنازل عن عروبتها أبدا...

    • زائر 1 | 11:10 م

      غريب الرياض

      صباح الخير, صح لسانك و لا ازيد على ما قلت الا مقولة امير المؤمنين (اعرف الحق, تعرف اهله). لذلك كلنا مع الوفاق باذن الله

اقرأ ايضاً