(حين ولدتُ قطروا
دمعاً في عيني بحجم آلام شعبي) أمبرتولكابال
إلى المنزل دائماً حين تطردك ظلمة الليل، وحين تمس روحك كهرباء الوحدة، هم هكذا يسكنهم المتخيل، وتشتهيهم اللقاءات لإطفاء ظمأ القناعات، هم في مرح اللهفة اطمئنان لا يكتمل إلا إذا قرروا هم ذلك
انزواء الحلم في عرق الأيام
نشف العرق
قضي الوقت
ومن حولك في سفر الأغنية
في طلوع رطب البحرين
***
كيف يا علي نرى عمق الماء فيك؟ غبت هكذا في صمت دون أن تحدث هذا الجمال في غنائك، وخبأت صوتك بين ضلوعك ورصصت حديثك الأخير دون وصية.
فقط بساطتك هي الأبقى فينا سهلة الاقتراب ... ذكية الأحاسيس ... مرنة عميقة في نبرة صوتك.
كسرت تلك العزلة، وأذبت مطالبك في وضعها داخل طبق من الصدق والتواضع، كرسائل المحبين الهادفة عند صلاة المغرب كان يصلنا حديثك وكان معنا يطرق أبواب الحبيبات، كان يمنح خسارتنا في اللقاءات الأمل.
التغلغل إلى الوجدان
في وجدانك تسكن الأماكن وإن ذهبت عنها، فأنت الطائر الذي إذا ارتفع تظل عيونه على المنزل، ويظل قلبه مدهوناً باللهفة والشوق
(ألا يا رايح الديرة وصية وصلها
عني أبيك تقولهم مشتاق وبلغهم سلام مني
خبرهم ضناني الشوق والغربة تعذبني
نحل جسمي وقلبي ضاق ، أبات دمعي يسهرني)
***
وعبر كل هذا كانت تظل رسالة مفتوحة على الاشتياق، مأخوذة حتى من نحول جسدك ... تخرج من قلبك الذي لم يحتمل (الضيقات) وهي في ذات الأمر تحت تصرف الدمع والسهر.
لأن وجدانك المعبرعن مخزون الأعماق هو انتشار عذب في المعنى الجميل في روحك، على رغم الألم تظل للنفس مكانة عزيزة لا تنزل إلى الكلام الذي لا يأتي في موضعه، أنت الحريص على خطواتك نحو انشغاله بعيداً عن ترهلات الأحاديث.
مهما امتلأت أعماقك شوقاً وجدناها فارغة لأن ما تفيض به أكبر من تلك التي تمنح لغيرك من وسائل (أضواء، وأعلام، وحوارات) أنت أكثر لأنك تؤمن ببقاء الصدق في نهاية المطاف تسبق الخطوات مؤمناً لم تجد ستلعب المصادفة دوراً مهماً في اللقاءات.
(بعد مدة في صدفة تلاقينا
صارت إيديني بدينك
ما دريت أن حبنا مع الأيام بيجمعنا)
(مريت على بابكم مرة
وخذني الشوق بيديني وبيدينك
لقيت نفسي تمنعني من الروحات والجيات
لقيت الخطوة تسبقني لدروبك يا غالي
لقيت إني في نفسي كلام الحب بقوله).
***
لهذا على شواطينا تركت لنا تذكار في (عجمان ، والشارقة ) في كل الأماكن كأن الخليج بيت عائلته ، أنت القريب غير الغريب فينا.
في عمق البساطة
في البساطة تصفح لقب الراغبين في التعبير عن أحلامهم، ويرون أن من صوته يستطيع فتح تلك المغلفات المغلقة من الحيرة والمطالبات لأن إيمانه بالتعبير الشفاف إيصالاً راقياً، وصول دون تجريح للأعماق التي تختزل كل هذه المكنونات.
فهم يرونك تنويري دال، ومجدد معنيّ برد على أسئلة الحيارى ولا يخرج إلا بالحلول.
متفردة أعماقك بثبات الموقف، وعدم الانسياق والركض وراء وهج يطفأ عند انتهاء المهمة.
***
قلبه هو صوته، وصوته هو لسان بساطته ترعى مخارج حروفه الأمانة في اللفظ والقول وإفصاح المعنى بجمال وتميز.
عبّر عن صوتهم عبر الماء، فدفعه على ( سيفة الخليج ) فصار اللهو العميق طفلاً يركض على الشاطىء، فرحاً بخروج حروف غنائه من فمه صافية على أجنحة الحمام تغريده النوح الآسرة.
سلاماً لروحك .
مراجيح الأغنية
(1)
في الهواء أغنيتك
المستحيل
سرها الأخير
يركب سلم الصول
دو، ري، مي
فاااااااا....
الألق عنوان الفائض
النفس
أصواتنا
كورالاً يقف
يردد ما قرأناه
في صدرك
***
نحن كلما طرقت
الأشواق باباً فينا
فررنا إلى صوتك
دفعنا الأحلام للأراجيح
فعرفنا الاكتمال
الصورة القيمة
تواضعك
(2)
الأعماق يابسة
منذ وقت
ولا يكترث بأمانيننا
إلا الأمل
لا تغني
بل ألق خطاباً أخيراً
الآلام
أثقل من رفع لافتة حفل
وأشد من وقوف صامت
الحب أيضاً
صامت ويمتلئ
والأيام امرأة
تخبئ وجهها عناداً
***
الأراجيح ماء
والدروب موحشة
والبيت مكتظ
منذ رحيلك ...
(3)
نفتح الإذاعة على صوتك
وتتحدث المذيعة بألم
تكسر نبرة الحياة
وتصف الفقد الشديد
والمؤلم
وأن الساحة
من بعدك فضاء
وأنها تأسف
لعدم لقائها بك
***
في السهر
كل الأرصفة مرآة
ترى (خطاوينا)
ونحن نشغل بالخطوة
الورد
الذي نزعت عنه الأشواك
صار معنى
قطفناه للأحبة
تركناه
في لوحة الحياة يتشكل
للمارين في الصباحات
للصبية، وللواقفات
كل لون هو سر
متجهاً بدفئه
نحو فصول صوتك
إقرأ أيضا لـ "أحمد العسم"العدد 3246 - الأربعاء 27 يوليو 2011م الموافق 26 شعبان 1432هـ