لقد استفيض هذا الموضوع نقاشاً وتحليلاً في الإعلام المرئي، وتم نشر كثير من المقالات عبر الصحافة المطبوعة، وفي المواقع الإلكترونية، إلا أنه لم يوضع حل لهذه الآفة الفتاكة التي تنخر جسد المجتمع، وتدمر كل أعضائه وخلاياه. فإذا لم يتم علاجه حالاً، قبل استشرائه في المحصنين منه (بعض الواعظين والرموز الدينية، والمثقفين ومن حملة الأقلام وخطباء المنابر)، سننزلق إلى منعطف خطير يصعب علاجه.
أكاد أجزم، أن من يدعو إلى الطائفية، إنسان لا يمتلك حساً وطنياً، وأؤكد أن من يقوم بنشر هذا المرض العضال هو طائفي حتى النخاع، ومتيقن جداً، أنهم غير دعاة خير، ولا يريدون فلاحاً لهذا البلد، وللأسف أن بعضهم يعتبر نفسه من القوميين والمثقفين.
ما يهمنا كيف نتصدى لهذا الداء الخبيث الذي بدأت تظهر معالمه في العمل، والدواوين والأسواق والمقاهي، حتى وصلت عدواه إلى كل عائلة، ومن ثم بدأ ينخر في خلايا جسد المجتمع.
من الصعوبة بمكان أن نحدد، المتسبب الرئيسي لهذه المعضلة العظيمة، فكل فئة تتهم الأخرى بوضع مبرراتها، وكل شخص يتهم الآخر، حتى أصبحنا مقيّدين وضالي الطريق في معالجته.
ليس الهدف هنا، الوقوف على أهداف هذه الفئة المطأفنة، فهي معروفة لدى كثير من الناس، في حين المطلوب كيفية مواجهة هذا الداء الخطير الذي انتشر بشكل واسع، ومحاولة قمع مروجيه، والمتمصلحين من بقائه.
في الحقيقة، سنتناول الموضوع من زاوية مختلفة، تتمحور في العلاج لهذا الداء والتصدي إليه، ومن ثم القضاء عليه من جذوره غير المتأصلة في مجتمعنا.
لابد من كل مواطن مخلص لهذا الوطن، يشهر سيفه ضد هذه الطأفنة، إن أردنا خيراً لهذا البلد العزيز، وفتح صفحة جديدة بيضاء، تنبع من قلوب صافية يملأها الحب والود ونفس طيبة يكسوها الوئام والتسامح الذي تعايشنا عليه قبل هذه الأزمة.
لدي إيمانٌ ويقينٌ راسخٌ، من الصعب إقناع المواطن البسيط، بفك قيده من هذا المرض» الطائفية»، بعدما تم شحنه بالحقد والكراهية للطرف الآخر، وإدمانه بالخضوع لهذا المرض من قبل قدوته «المطأفنين». لذا وجب علاج هؤلاء الأخيرين قبل هذا الإنسان البسيط.
قبل وضع الحلول التي استقيت جزءاً منها من الناس، نريد من الدولة تطبيق القوانين على أرض الواقع فيما يخص القضاء على الطائفية، وليس برفع شعارات براقة أروع ما يمكن، والتطبيق عكس ما يمكن. لذا نناشد الحكومة التصدي لمشروع الطائفية، وتجريم المروجين له، لانتشال هذا الداء من عقولهم وسلوكياتهم، التي يمارسونها بشكل علني.
إذا كنا نمتلك الجدية في تجاوز خطر الطائفية، سنحقق الكثير من أهدافنا الوطنية المشتركة، ونتخطى هذا الوحل الذي مَهد له مثيرو الفتن، لانزلاقنا إلى الدرك الأسفل بين الأمم، ونحن لا نقبل أن نكون عكس السير الذي يؤول بنا إلى عدم الاستقرار.
كذلك، من وجهة نظري المتواضعة، بعد أن تلمست أفكاراً من أطراف متنوعة وشرائح مختلفة، أكاديمية وغير متعلمة، وبعضهم طالبني بنشرها وأنا لا أختلف معهم في هذا الرأي، بأن الحل الأنجع للقضاء على هذا المرض واستئصاله هو تغيير بعض القوانين أو تعديلها، أي بوضع قانون يُحظر على من يتعاطى بهذه السلوكيات، أو يدعو إليها عبر المنابر أو المواقع الإلكترونية، أو يكتب مقالات تحض على الكراهية وتمزيق المجتمع (وصحافتنا مليئة بذلك هذه الأيام لأسف الشديد)، بالإضافة إلى تغيير مناهج الثقافة الإسلامية في الجامعات والتربية الدينية في المدارس، حيث يتم تدريس الإسلام الذي دعي إليه الرسول الأعظم (ص)، والابتعاد عن الخوض في التفاصيل المذهبية، التي يمكن لأي طرف استسقائها من المناسبات الدينية الخاصة بطائفته، وكذلك تكريس المقالات التي تدعو للوحدة الوطنية، والدعوة إلى التآخي بين الطائفتين، بوأد العصبيات الجاهلية. إضافة إلى تعزيز التواصل والدعوة إلى الألفة، وفض النزاعات المفتعلة بين الطائفتين الوطنيتين، وإشاعة الحوار الحضاري والاستماع الواعي، وحسن الظن بيننا، بعيداً عن التخوين لبعضنا بعضاً.
اللهم احفظنا من الفتن وألف بين قلوبنا، واحفظ بلدنا من كل مكروه... إنك سميع مجيب
إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"العدد 3238 - الثلثاء 19 يوليو 2011م الموافق 17 شعبان 1432هـ
اشاطر الجزم
اشاطرك الجزم في ما ذهبت اليه وعلى الرغم من اتفاقي معك على بعض الحلول انما اود ان اشير ان الحل ليس في القوانين ولا في الخطط بل في الارادة السياسية للحل وهنا مربط الفرس.
هذا دور رجال الدين
يجب على شيوخ الدين التصدي لهذا من كل الطوائف النصح والارشاد لنبذ الطائفيه وكل مواطن مسؤول يجب ان يفهم ان الطائفيه ستدمر الوطن
يجب على المجتمع العمل على تكوين لجان وحدوية
إن كان لنا صوت يسمع فإننا نرجوا ممن لديهم المكانة والسمعة أن يعملوا على تكوين لجان مقبولين ومرحب بهم شعبيا من كل الأطراف للعمل على وأد الفتن وتقريب الآراء وزرع الإلفة والمحبة بدل الشقاق
جزاك الله خيرا
لا يمكننا مع دعوتك الصادقة الا ان نشد على ايديك وندعو الله حفظ البلاد والعباد من هذا المنزلق الخطير ولكن كما قلت بأن الدعوة لوأد الطائفية ليس كفاية بل يجب اختلاق لجنة نزية صادقة لرصد دعوات الطائفية والمحرضين عليها سواء من افراد الشعب او رجال الدين او من مسؤولين او اي داع على ان تثبت بالوقائع ويجعل لها نظام وممارسة فاعلة صادقة متمكنة وانزال العقاب العادل والشفاف عندها فقط نحمي بلادنا وشعبنا نار الطائفية و........
وأد الفتنة واجب على كل مكلّف
كما حذر الخالق عزّ وجلّ من الفتنة ووصفها بأنها أشد وأكبر من القتل لذلك يكون الحرب عليها ووأدها من أكبر وأهم الواجبات إن كنا مسلمين حقا.
قال الرسول الأعظم (إصلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصوم) ولكني للأسف أرى الجميع يركض لأداء الصلاة بينما يتلكأ في الإصلاح بل البعض يساهم في إذكاء نار الفتنة متغافلين عقاب الله ناسين كل التحذيرات الإلهية والبعض يضرب بهذه التحذيرات عرض الحائط لعصبية وغرض طائفي
اتقوا الله فينا قبل أن تحل علينا نقمته بسبب التمادي في العصيان
وأعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا
كلنا في مركب واحد ومن الغباء ان يقوم البعض بنخر هذا المركب .
التصدي للطائفية واجب الحكومة فهي الطرف القوي ولكن؟؟
وين رحت وين جيت الجواب عند الحكومة لورغبت وسلامتكم من الضغط والسكري والقلب
منصورين والناصر الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.......
الكل يطالب برفض الظائفي ولكن فى المحافل الرسمي وكذلك فى المناقشات على مرائ الناس تكون الظائفي واضح ومن غير أخد اى اجراءا يعنى
شخص يطلق عبارات الظائفى في حوار وطنى او في ساحه على مرائى الناس وليس هناك اى اجراء لآ تعليق
..........