من الميزات التي طبعت شخصيّة المرجع الراحل محمد حسين فضل الله بالطابع الإسلامي والإنساني الخاص، جهوده في تأسيس التيار الإسلامي الحركي الذي تجاوز الأطر المذهبية والعناوين السياسية واللافتات الإقليمية، حيث شعر بأنّ الإسلام يتّسع للعنوان الإنساني كلّه، وقراءته الدقيقة لأوضاع العرب والمسلمين، ووضعه الإصبع على الجرح، والشروع في المعالجة الميدانية لقضايا التعصّب والخرافة والغلوّ.
إن الوحدة الإسلامية التي أمضى سماحة السيّد كلّ حياته وهو يعمل على حمايتها وترسيخ مشروعها، وأوصى بها كلّ محبّيه ومريديه في لحظات الوداع، عندما قال لهم: «لقد عملت منذ انطلاقتي الأولى لمشروع الوحدة الإسلامية، فلا تتركوا هذا المشروع، ولا تنحرفوا عن طريقه». هذه الوحدة هي الخيار الذي لا يمكن للأمّة أن تتنكّر له، لأنّ البديل هو الدمار والانهيار الذي يصيب الساحة كلّها، ويضرب البنيان الإسلامي في جذوره وقواعده.
وإذا كان السيّد قد استطاع أن يحمي الساحة الإسلامية بحضوره وحركته ومواقفه الوحدويّة الحاسمة، فعلينا أن نبذل الجهود المضاعفة لصون هذه الوحدة بعد غياب رمزها الأوَّل، ولا يكون ذلك بالكلمات والبيانات والمؤتمرات فحسب، بل بالعمل الميداني الذي يشعر فيه الجميع بأنّ الوفاء للإسلام العظيم يقتضيهم أن يقدّموا مصلحة هذا الإسلام على أطرهم المذهبيّة وعناوينهم الطائفيّة، وقد ترك لنا السيّد من تراثه الكبير، ومن تجاربه الضَّخمة، ما يعيننا على حماية هذه الوحدة وحفظها بشتّى الوسائل والأساليب.
إنّ الوفاء لمسيرة الوحدة الإسلامية ومنهج التقريب الذي يتعرّض في هذه المرحلة لأخطر مؤامرة، وتحاك ضدّه الدسائس الكبرى، تارةً تحت عناوين قضائية دولية، وأخرى تحت عناوين جديدة تستهدف تيّار الممانعة في الأمَّة، تستدعي أن نشهر جميعاً سيف الوعي والعقل على جيوش التخلّف، وعلى جحافل الجهل التي تزحف إلى الأمّة من أبواب الغلوّ ونوافذ الخرافة. الأمر الذي يتطلّب أن نحفظ مسيرة الوحدة الإسلامية بمواقف صريحة وحاسمة وثابتة، تواجه الخرافة والخرافيين والغلاة والمغالين، كما يتطلَّب أن نكون في موقع الصراحة التي يتكاشف فيها السنّة والشّيعة في كلّ أمورهم قبل أن يتدافنوا، وأن نكون إلى جانب تيّار الوعي في مواجهة ما يصنعه المتخلّفون والمتعصّبون وضيّقو الأفق من مشاكل للأمّة في الساحة، وعلى الشاشات الصغيرة والكبيرة، وفي الفضائيّات التي يمثّل بعضها موقعاً من مواقع الفتنة التي يريدها العدوّ، فيما تتسبّب به من ضعف الأمّة وانقسامها وفشلها وذهاب ريحها.
لقد حرص السيِّد الراحل أن يبقى خطّ أهل البيت أصيلاً في إشراقته، كصفاء رسول الله(ص)، ونقاء أهل البيت(ع)، وكان حريصاً على أن يقدّم هذه الصّورة إلى العصر، لا أن تبقى في التاريخ، حيث رأى فيه فكر الإسلام الصافي وأصالته المشرقة والمبدعة في كلّ ميادين الحياة. كما حرص على أن يقرأ الأحداث من القلب والمركز، من فلسطين، وحرص على تصنيف المواقع من خلال إخلاصها للقضية الإسلامية والقضية الفلسطينية ومسيرة الوحدة الإسلامية. وكان يتطلّع إلى مقاومةٍ أخلاقيّةٍ وروحيّةٍ وعلميّةٍ تحمي المقاومة الجهاديّة وتصونها. ولذلك، فإنّ الإخلاص له يقتضي منّا الإخلاص لكلّ هذه العناوين، والوفاء للتيّار الإسلامي الحركي الواعي الذي أطلقه السيّد فكراً وعلماً ووعياً على مستوى الأمّة كلّها، وفي امتداد الزمن الذي يحتضن الفكرة التي لا تموت، طالما أنّها تمثّل حاجةً في الأرض والميدان والعقل
إقرأ أيضا لـ "علي محمد حسين فضل الله"العدد 3229 - الأحد 10 يوليو 2011م الموافق 08 شعبان 1432هـ
رحمك الله
أه على مرجع عظيم من الصعب أن يتكرر
رحمة الله عليك
فضل الله لا يمثل الشيعة! 2
هو شخص لم يبحث عن الشهرة و الجماهيرية, بل بحث الحق! و ما أحوجنا إليك الآن في زمن الفتن, على أنني محسوب على الطائفة السنية إلا أنني رأيت فيك قائد ثورة فكرية تلملم جراح أمتك و توحد صفهم ليلتئم شملهم فنعم رجال زمننا أنت. أسأل الله العلي القدير أن يسكنك فسيح جناته فأنت لا تمثل الشيعة بل تمثل السلمين أجمع!!
فضل الله لا يمثل الشيعة! 1
هو شخص مفكر, أحكم عقله, فوسعت بصيرته, فلم ينقاد وراء أفكار جاهلية, و أيدولوجيات هدامة, بل سعى إلى استخراج الحق بتنقيته من شوائب الباطل و الذود عنه, فكان كالتاج الناصع على رأسك, يبهر بريقه الحسن من الناس فتنورو, و يزعج بريقه الخبثاء و من لبسو أو ألبسوا(بضم الألف)عصابة على أعينهم, فحاربوك و حاولوا إقصاءك(حتى للأسف ممن يحسبون أنفسهم على مذهبك الكريم)و لكن هيهات!
في جنات عدن أيها الأب المربي
رحل عنا السيد فضل الله والساحة في امس الحاجة لهذه الشخصية الجامعة المحبة للخير والسلام والتسامح والوحدة والمحبة فرحمة ربي لك أيها السيد الكريم .. ونتمنى أن نكمل خطك وفكرك