«لا جدوى من هذا الحوار»، «هو أشبه بالسيرك الكبير»، «رفعنا ملاحظاتنا لرئيس الحوار وما زلنا بانتظار الرد»، «اختلف المشاركون على آليات الحوار، فما الذي تبقى من فرص النجاح أمامه». قائمة طويلة من الملاحظات المتشائمة التي بتنا نسمع صداها الذي تردده ردهات قاعات مركز عيسى الثقافي، حيث تنعقد جلسات ملتقى «الحوار التوافقي الوطني»، ذهب البعض منها إلى ما هو أكثر تشاؤماً من ذلك.
لا نلوم أيّاً ممن أطلق تلك «التأوهات المتشائمة» فهي إن دلت على شيء، فإنما تدل على حيوية الأجواء السياسية البحرينية، التي يعبر تذمرها عن رغبتها في أن تنعم بمزايا ما هو أفضل. لكن بالمقابل، نحذر من احتمال أن تتحول تلك التطلعات الطموحة المشروعة إلى ما يشبه عملية جلد الذات التي أخطر ما فيها هو احتمال تناميها كي تتحول إلى حالة من السادية المرَضية، التي تنشر أمراض اليأس في جسد من يتبناها أو حتى يكررها بدون وعي.
لذا ربما كان من الأجدى أن ننظر إلى كل ما ساد الحوارات، وما أفرزته من تعليقات سلبية، وملاحظات متشائمة، على أنه ظاهرة طبيعية، لابد من أن نتقبلها بصدر رحب أولاً، فهي صادرة من قلوب أفراد يحاول الكثير منهم، وبنوايا حسنة، أن يرتقي بمستوى الحوار إلى أعلى الدرجات في سلم العمل السياسي البحريني، وبالتالي فهو نوع من التنفيس الذي يساهم إيجابياً في امتصاص نسبة عالية من الاحتقانات التي ولدتها الأحداث الأخيرة، ومن ثم فلا ينبغي استهجانها أو أخذ موقف سلبي منها.
على أن الأهم من ذلك هو أن يستجيب المتشائمون المتذمرون للنداءات الإيجابية فيكفون عن استمراء سلوك التذمر هذا، كي يستطيعون التشمير عن سواعدهم ويتمكنوا من الالتفات بشكل جدي نحو الحوار المثمر الذي هو في انتظارهم، وقاب قوسين أو أدنى منهم.
فالقول بكون هذه الظاهرة طبيعية، لا يعني القبول باستمرارها، إذ ينبغي أن تتحول، بعد أن تأخذ مداها، الذي نأمل أن تكون دورته قصيرة قدر الإمكان، إلى مدخل إيجابي يحاول، قدر المستطاع الاستفادة من كل الفرص التي يتيحها له هذا الحوار التوافقي. والالتفات الإيجابي، يعني فيما يعني، إيقاف هذه التأوهات الحوارية المتشائمة، ورمي تلك الملاحظات وراء الظهر، والبدء في جلسات حوار جاد، من أجل التوصل إلى التوافق المطلوب.
ربما تبدو هذه الدعوة أشبه بمن ينفخ في قربة مقطوعة، لكننا لو أمعنّا النظر، وراجعنا ما الذي يمكن أن يقودنا إليه هذا الحوار، في حال تحقيق «التوافق» المطلوب، فسوف نكتشف تلك الإيجابيات التي يخفيها ذلك السلوك التذمري المتشائم عن أعيننا، ويحُول دون تحوُّل المتحاورين السريع من خانة التأوه المتشائم، إلى مربع الناقد المتفاعل المتفائل، الذي، رغم كل السلبيات التي يمكن أن تعترض طريقه، يصر على معالجتها، وتجاوزها كي يصل إلى أهدافه، التي هي اليوم الوصول إلى حالة «التوافق الوطني»
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 3225 - الأربعاء 06 يوليو 2011م الموافق 04 شعبان 1432هـ
ما المقصود
استاذنا اذا جمعية تركت كل الامور وقاطعو الجلسات الا السياسة فهل هناك من تفاؤل ؟
بوحمد
نشكرك ياسيد العبيدلي على مقالتك لانك دئما متفائل ونحن ايضا دائا متفائلون وكما يقول تفائلوا بالخير تجده, ولكن وللأسف المكتوب يقرى من عنوانه وانشاالله نكون على خطئ.
مسؤلية المشاركون
الاخوه المشاركون
ضعو نصب اعينكم مصلحة الوطن فهو كاالطير لا يطير الا بجناحين فلا احد يتصور او يفكر في لحضه من اللحضات ان اقصاء اي طرف او جناح يمكن ان يكون في صالحه و الشواهد في اتاريخ كثيره كثيره كثيره جدا جدا جدا
للشتاؤم معطيات وللتفاؤل معطيات
التفاؤل والتشاؤم لا يدخلان للنفس اعتباطا ولكن هناك مقدمات ومعطيات على ضوئها يتفاءل الإنسان أو يتشاءم أعطني مقدمات التفاؤل سوف اتفاءل وإذا ما هو موجود لا يبعث على شيء من التفاؤل فلا يمكن للنفس البشرية أن تتفاءل ومعطيات الوضع القائمة قاتمة ومظلمة ولا يمكن الخرج من خلالها بما يفتح النفس .........
شكرا لك يأستاذ على هذا المقال ..... و لكن
إذا الشرطية هي المشكلة حيث تقول : إذا رد رئيس الحوار على جميع الملاحظات المرفوعة له بكل شفافية و وضوح مع الصدق في النوايا وتغليب مصلحة الوطن والمواطن ، ونبذ الطائفية من نفوس كثير من المتحاورين فقد يتحقق الحوار التوافقي الوطني ...... وتخرج البحرين من محنتها ... أسأل الله تبارك وتعالى أ، يكشف الغمة و السوء عن البحرين وأهلها فهو القادر على كل شىء وهو سميع الدعاء قريب مجيب .
تفاؤلوا بالخير تجدوه أمامكم .. التشاؤم صفة نهى عنها الاسلام ...... ام محمود
نردد يوميا أعلل النفس بالآمال أرغبها ..ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل .. البشر تعودوا على التشاؤم والنظر للحياة من منظار أسود الايجابيات كثيرة حولهم ولكنهم لا يستطيعون رؤيتها معك يا استاذ في مقالك اليوم .. البعض حكم على الحوار بالفشل قبل أن يبدأ والبعض قال انه تنقصه العدالة والحكمة والبعض قال ان الرئاسة لا تصلح وهذه كلها تبريرات من حالة اليأس التي وصلنا اليها وهناك آيات كثيرة في القرآن الكريم تنهى عن القنوط والتطير وترقب الخير خاصة بعد الشدة.قال تعالى
وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا