العدد 3223 - الإثنين 04 يوليو 2011م الموافق 02 شعبان 1432هـ

الحوار هل يعيد التلاحم الوطني؟!

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

يمر عالمنا العربي يمر بمتغيرات جذرية فاجأت الجميع حتى بعض من قام بها أحياناً. وهذه المتغيرات أطاحت ببعض الرؤساء، ومازالت تحاول الإطاحة بآخرين، ولا نعرف كيف سيكون عالمنا العربي في نهاية المطاف.

وفي خضم هذه المتغيرات وقبلها كانت الشعوب تحاول التغيير عن طريق الحوار الجاد مع زعمائها، لكن هؤلاء الزعماء كانوا يسخرون من مطالبات شعوبهم. فهذه الشعوب – بحسب اعتقادهم– لا تستحق من يلتفت إليها فضلاً عن التحاور معها، ماعدا حكومة البحرين التي عرضت الحوار على المتظاهرين ومازالت تعرضه وبرغبة أحسبها صادقة.

ملك البحرين أمر بتشكيل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق ومعرفة أسباب ما جرى أثناء الاحتجاجات، وتقديم تقرير كامل عن تلك الأحداث وتحديد مسئولية الأطراف عنها. كما أمر بإجراء حوار وطني شامل لمعرفة أهم المتطلبات التي يريدها الشعب البحريني ومناقشتها والوصول إلى رؤية وطنية ترضي الجميع، ثم الرفع له بما تم الاتفاق عليه لإقراره.

أحسب أن دعوة ملك البحرين جادة وينبغي على كل الأطراف أن تعطيها حقها من الاهتمام والعمل والمشاركة لإخراج البحرين مما هي فيه لأن ذلك يحقق مصلحة كل البحرينيين دون استثناء.

سمعت كثيراً مما قيل عن هذه الدعوة، وكيف أن البعض شكك فيها وفي أهدافها ولكن تلك الأقوال يجب ألا تثني أحداً عن المشاركة. فالأعمال أهم من الأقوال، وحسناً ما فعلته جمعية «الوفاق» التي شاركت في الحوار مع جمعيات أخرى لها أهميتها، فمصلحة البلاد مقدمة على كل مصلحة أخرى.

أعود إلى الحوار البحريني الذي قد يستمر شهراً، والمهم هنا ليس الوقت بل مضمون الحوار ونتائجه. فالشعب كله يتطلع إلى تحقيق مصالحه على قدم المساواة، ومن مصلحة الدولة أن تمد يدها للجميع وأن تحقق العدالة لكل مواطن وهذا ما أعتقد أنها ستفعله. وقد بدأ الملك – فعلاً- بخطوات إيجابية مهمة حيث أمر بإطلاق مجموعة من المساجين ولعل الباقين في طريقهم إلى نيل الحرية، وأمر بتشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق ليس لأحد سلطة عليها، وأعلن أنه سيعمل بما تصل إليه، وآمل أن يتعاون الجميع على الاستفادة من هذه الفرص تحقيقاً للمصلحة العليا للبحرين.

وفي هذا السياق فإن الحديث عن الحوار دعا إليه القذافي هذه الأيام ولست أدري هل يحسب أن أحداً سيصدقه بعد أن أمعن قتلاً وتشريداً في مواطنيه؟! القذافي كان ساخطاً على بعض الحكام العرب الذين وافقوا على إجراء حوار مع شعوبهم، وكان يرى ذلك ضعفاً منهم، فما الذي دعاه للبحث عن الحوار مهما كان الثمن؟!

القذافي ومثله الرئيس السوري والرئيس اليمني لم يتحدثوا عن الحوار مع شعوبهم إلا عندما رأوا أن الخناق بدأ يضيق عليهم، لكن دعوتهم ومع كل الظروف التي يمرون بها ليست صادقة، فهل يصدق أحد هذه الدعوات وهم يرون أن القتل والتدمير وتلفيق الأكاذيب لايزال مستمراً؟! كيف تتحاور الشعوب مع قاتليها وكيف تصدق دعواتهم؟!

فكرة التحاور مع الشعوب في غاية الأهمية، لكن يجب أن تأتي في وقتها، وأن تكون دعوة حقيقية يتنازل فيها الحكام عن بعض مكاسبهم لصالح الشعوب، وأن تكون فكرة الوصول إلى الحريات الحقيقية هي الهدف الذي يسعى إليه الحاكم والمحكوم على حد سواء

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 3223 - الإثنين 04 يوليو 2011م الموافق 02 شعبان 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 5:00 ص

      هيا

      الحوار في البحرين قضية حيوية ومن المهم العمل على انجاحه واعتقد انه اذا صفت النيات سيصل الكل الى حلول مرضية

    • مواطن مستضعف | 2:51 ص

      قبل الإجابة على سؤالك, سؤال يطرح نفسه:

      ما الأسباب التي أدّت لتفكك اللحمة الوطنية؟
      (إذا عُرف السبب بطُل العجب)
      مع خالص التحية أستاذي الكريم

اقرأ ايضاً