العدد 3217 - الثلثاء 28 يونيو 2011م الموافق 26 رجب 1432هـ

صيف البحرين الحزين!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أوّل صيف يمرّ علينا بعد الأزمة التي ضربت أهل البحرين، وبين محاولات لإنجاح الحوار، وأخرى لإفشاله، فإنّه علينا جميعاً اليوم تخطّي الأزمات التي نواجهها، حتى نظهر في النّهاية بنتيجة مُرضية للجميع، بدون ضرر أو ضرار.

إن حقّ الأطفال الاستمتاع بأي صيف وبأي إجازة، فما ذنبهم أن يكونوا في ظل هذه الأجواء الغابرة، وما معركتهم إلاّ طفولتهم البريئة، فهل نستطيع إبعادهم عن السياسة وعن إحباط الشارع؟ بالطبع يجب أن نستطيع؛ لأنّ أطفالنا يحتاجون إلى الهدوء نوعاً ما، والى الاستجمام بعد عناء الدراسة والسياسة المُهلِكة التي تعرّضنا لها.

حاليا تقوم وزارة الثقافة بجهود مضنية من أجل صيف البحرين، وهي مشكورة على ذلك، ونعلم بأنّ المزاج العام غير مُهيأ لهذا الصيف والفعاليات التي تحويه، ولكنّنا يجب أن نفكر في جيل المستقبل وفي فرحة قد ندخلها لهم من أجل العام القادم.

وعليه لابد من كل بيت أن يقصد الفعاليات التي تنظّمها الوزارة، من أجل الفرح والاستجمام والسعادة، للأطفال أوّلا ولنا ثانيا، إذ انّنا مُنهكون، ويزيدنا انهاكاً الجو والغبار مع انهاك السياسة. بالاضافة الى ذلك، لدينا مقترح للبنوك، بأن تعمل على تأخير قرض واحد فقط، أو ارجاع راتب واحد فقط، لذوي الدخل المحدود، فهم فوق ذلك كلّه يشكون من ضيق الحال مع قدوم الصيف ورمضان والمدارس، التي تكلّمنا عن مأزقها في مقالات أخرى في سنوات ماضية.

فهم يريدون إدخال الفرح على الأبناء، ولكن مع وجود الأزمات المالية، فإنّهم بالطبع يدهم قصيرة وعينهم بصيرة وجيبهم فاضٍ، فهل تستطيع البنوك دراسة المقترح من أجل الأبناء، أم أنّ الجانب الإنساني غير موجود في خريطة البنوك!

قلناها مرارا وتكرارا لنضع أيدينا جميعا في أيدي بعض من أجل البحرين، ومن أجل التعايش، ومن أجل العيش في كنف واحد، فنحن لسنا مجموعة أمم، بل أمّة واحدة ونحمل همّاً واحداً، وقد أصبح الهم الواحد هو «البحرين».

لا نريد لهذا البلد الاّ الأمن والأمان، وقد شعرنا بعدم الأمن والأمان وبالطائفية التي مزّقتنا 4 أشهر، عانينا فيها الأمرّين، وبكينا على حال البحرين، ولم يرحمنا أحد من الخارج، بل كانت سهام الغدر مصوّبة من كل جانب تريد أن تقتسم وطننا الغالي وأمنه.

بلد الأجداد يدمي اليوم من المواقف التي تجتاح أرضه، وعبثا نحاول لم الشمل، فانّ الموجة التسونامية كبيرة علينا، ولكن بإذن الله سنستطيع تعدّيها، لنبلغ حياة أفضل من تلك التي عاصرناها.

لابد أن نغير مرئياتنا عن صيفنا الحزين، ووجب علينا انجاح الحوار، فهذه الأرض الطيبة تنام اليوم على بركان ثائر، ولا ندري متى يُخمد هذا البركان، ومتى يتوقّف عن قذف كرات النّار التي تلتهم الأخضر واليابس، فلقد آلمنا وآلم صدورنا ما يحدث في وطننا

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3217 - الثلثاء 28 يونيو 2011م الموافق 26 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً