منذ إعلان عاهل البلاد عن إطلاق الحوار الوطني الشامل لإنهاء الأزمة السياسية في البحرين، وتعيين رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني رئيساً لإدارة حوار التوافق الوطني كما سمي به، ثارت الكثير من التساؤلات بشأن الحوار. وكان أهم الأسئلة المطروحة من هم أطراف الحوار؟
الحوار السياسي، عادة ما يكون بين من لديه مطالب سياسية ومن يملك اتخاذ القرار، إلا أن الحوار الحالي لا يقوم على هذه المعادلة الواضحة والتي من شأنها أن تحقق نتائج إيجابية ملموسة.
الحوار الحالي استبعد الحكم وصناع القرار عن طاولة الحوار، واستبدلها بجملة كبيرة جداً من أطراف متنوعة لها مطالبها هي الأخرى، ولكنها لا تصنع تغييراً، بل هي من تنشده وفق برامجها ومرئياتها للتغيير.
ما سنشهده في الأول من يوليو/ تموز المقبل، لا يمكن أن يطلق عليه حواراً سيؤدي إلى نتائج سياسية، ما سنشهده أقرب لمنتدى سياسي يجمع عدداً كبيراً من المشاركين يتشاورون، يتناقشون، يختلفون ومن ثم يرفعون توصياتهم لمتخذ القرار للنظر فيها.
الهواجس من الحوار المقبل كثيرة، أولها غياب صانع القرار عن طاولته، والثانية كثرة المشاركين فيه بعد أن وجهت الدعوة إلى 300 مشاركة ليتحول الحوار إلى منتدى ليس عادي بل موسع جمع فيه الجميع ليطرح الكل مشاكلهم، ومن ثم تختلط المشاكل مع بعضها وتتعقد، لتضيع بذلك المطالب الأساسية التي أدت بالبلد لما هي عليها الحالية وفرضت حقيقة الحاجة للحوار.
من التعقيدات الأخرى التي ستواجه الحوار، قدرة المتحاورين على الوصول إلى نتائج ملموسة يمكن من خلالها إرضاء الشارع البحريني الراغب في التغيير السياسي الحقيقي الذي من شأنه أن يجعله شريكاً حقيقياً في اتخاذ القرار.
الواضح أن السلطة استطاعت «تمييع» الحوار من خلال زج الكثير من الفئات التي تحمل مشاكلها على طاولة حوار سياسي، فأقحمت الجمعيات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات وأصحاب الأعمال والجمعيات الاجتماعية والنسائية والشباب وغيرهم، إذ إن هذا الإقحام سيؤدي في النهائية لما هو أشبه بمنتدى مطالب حياتية معيشية تبتعد عن الحقيقة الأساسية للمطالب السياسية.
ما لا يمكن أن يتصور أنه بعد كل ما سنشهده على طاولة الحوار المقبلة، أن هذه الطاولة لن تخرج بقرارات، بل توصيات أشبه بـ «مقترحات برغبة» سترفع إلى جلالة الملك يختار منها ما يشاء ليحيله للجهات المختصة والتي هي الأخرى من حقها دستورياً مناقشة وتعديل تلك المقترحات، مما قد يعيدنا للمربع الأول للقضية وأساس القضية الخلافية على صلاحيات هذه الجهات.
من أجل حوار مثمر يخرج البلد من أزمته الحالية، لابد أن يكون هذا الحوار بين صانعي القرار، وممثلي الشعب بمختلف أطيافهم وتلاوينهم، وأن يكون هذا التمثيل حقيقياً لا «صوري» عبر جمعيات ومؤسسات لم يخترها الشارع البحريني أبداً، ولا تعكس تطلعاته وطموحاته.
ما لم يتحقق ذلك فلن تكون هناك حلول جذرية للأزمة البحرينية وستستمر الأوضاع تعقيداً، وسيبقى الشارع يسعى لتحسين أوضاعه السياسية
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 3213 - الجمعة 24 يونيو 2011م الموافق 22 رجب 1432هـ
نعم والف نعم
نعم والف نعم للاقلام الحره النزيهه التى تريد رفعه هذا البلدعاليا شكرا لك
الف تحية
سلمت يداك على هدا المقال الجميل الدي يعبر عن مايجول في عقل الاغلبية .........
نعم
نعم هذا المقال هو عين الحقيقة والواقع
ونعم الكلام
جزاك الله خير
من أجل حوار مثمر
من أجل حوار مثمر يخرج البلد من أزمته الحالية، لابد أن يكون هذا الحوار بين صانعي القرار، وممثلي الشعب بمختلف أطيافهم وتلاوينهم، وأن يكون هذا التمثيل حقيقياً لا «صوري» عبر جمعيات ومؤسسات لم يخترها الشارع البحريني أبداً، ولا تعكس تطلعاته وطموحاته.
كلام صحيح ولكن الا يجب ان يتفق ممثلي الشعب على مطالبهم اولا وهده فرصتهم
شكرا
هذا مايريده الكثير من الناس
أحسنت .. الحوار مع من يكون ؟؟
دُمت و دَام قلمك بخير للصحافة البحرينية ، التي ضجت مؤخراً بأقلام غير مسئولة !
أصبت ، هذا هو الحل ببساطة وبلا لف ولا دوران :
من أجل حوار مثمر يخرج البلد من أزمته الحالية، لابد أن يكون هذا الحوار بين صانعي القرار، وممثلي الشعب بمختلف أطيافهم وتلاوينهم،
نعم نعم نعم نعم نعم نعم نعم نعم نعم نعم نعم نعم نعم
هذا ماقاله المنصفين في البلد وهذا رأيهم
السباع - الزنج
نعم المكتوب هو عين الصواب
نعم هذا هو المطلوب
الله يرحم والديك
نعم
هذا مايردده اكثر المتابعين للازمة ، سلمت يداك
شكرا للكاتب
كلام واقعي ويتقبله العقل بكل اريحية