تابعت الكثير مما كتب في أجهزة الإعلام، وما نشر على المواقع الإلكترونية عن استعادة جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) حقها في ممارسة دورها السياسي، بما في ذلك رفع الشمع الأحمر عن مقريها.
في البدء لابد لأعضاء «وعد»، بغضّ النظر عن موقفهم من ذلك البيان الذي وقف وراء الإجراءات التي حققت تلك الاستعادة، من أن يفرحوا ويشعروا بالمزيد من الثقة بأنفسهم وبجمعيتهم، ومن ثم بالحيز الكبير الملموس الذي تحتله «وعد» في خريطة العمل السياسي البحريني. فحجم ردة الفعل، وتنوعها، وتنوع مشارب القوى والأفراد الذين يقفون وراءها، إنما تدل على سعة مساحة ذلك الحيز، وتميزه، فلو لم يكن ذلك صحيحاً، لما تجشم أحد للحديث عن «وعد».
وبقدر ما يثلج ذلك الصدر، بقدر ما يلقي على عاتق «وعد» مسئولية ضخمة خاصة فيما يتعلق بتحالفاتها السياسية، لا لشيء سوى تلك التحولات النوعية التي طرأت على الشارع السياسي، وفي المقدمة منها بروز «تجمع الوحدة الوطنية» كقوة سياسية لا يمكن القفز فوقها عند أية جردة لموازين القوى. فمهما كانت نظرة «وعد» لذلك «التجمع»، لكنها، لا تستطيع أن تنكر التحولات التي كان وراءها في ساحة العمل السياسي. وإلى جانب ذلك يشهد الشارع السياسي محاولات متناثرة تطل برأسها من هنا وهناك، تحاول أن تشق طريقها الوعرة باحثة لنفسها عن موقع تمارس دورها من خلاله. وهذه الأخرى ليس من الصحيح تحجيمها، أو القفز فوقها.
هذا على صعيد المعارضة، لكن هناك أيضاً، بعض المستجدات التي طرأت على مؤسسات السلطة، والتي ربما آن أوان وقوف «وعد»، أمام برنامج التعامل مع كل واحدة منها على حدة، كي تتمكن من إغلاق دائرة نشاطها السياسي على المستوى الوطني الشامل، من أجل تحاشي، أي عرج مصدره اقتصار علاقاتها على القوى المعارضة، واستبعاد تلك التي في السلطة، والتي يفرض التعامل معها طبيعة العمل العلني.
على نحو مواز، وبالقدر ذاته من الأهمية هناك أيضاً الكثير من الموروثات، التي لا نرى ضرورة سردها جميعاً، فليس هناك أفضل من «وعد» من يستطيع أن يعيد تسجيل قائمة تلك الموروثات، ووفقاً للأولوية، وبناء على اقترابها أو ابتعادها عن المشروع السياسي الذي تتبناه «وعد». ليس المقصود هنا، بتر الأمور، واجتزاء التاريخ، وحصر المسألة في فترة الأحداث الأخيرة والتداعيات التي أفرزتها؛ إذ لا بد من العودة قليلاً نحو الوراء، وعدم الاكتفاء بالتوقف عند الحاضر من أجل رؤية الصورة مكتملة، وفي إطارها الصحيح، على المستويين التاريخي الزمني، والبشري السياسي.
تواجه «وعد» كل هذه المهمات، وهي أهل لها، وسط بحر متلاطم الأمواج، تعبر عنها موجات ردود الفعل التي اكتظت بها مواقع التواصل الاجتماعي، تدفعها عاصفة عاتية يتمنى المواطن أن يرى سفن «وعد» وقد تجاوزتها وهي أشد عوداً، وأكثر تصميماً على استعادة دورها الطليعي في العمل السياسي، في الفترة المقبلة
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 3208 - الأحد 19 يونيو 2011م الموافق 17 رجب 1432هـ
التحولات ضرورية من أجل تحقيق الأهداف الوطنية السامية ... ام محمود
صدقت الشارع السياسي أصبح شديد الوعورة والانحدار مما يتطلب الاستعداد الجيد لخوض المرحلة المقبلة بكل مهارة واقتدار ... جمعية وعد اسم على مسمى نتمنى تحقيق الكثير من الوعود والآمال والامنيات عن طريق التجمعات والجمعيات السياسية فالمواطن يترقب تغييرا ايجابيا وقد طال انتظاره واصابه الاجهاد والتعب ..
متفائلين بعودة الثقة الى جمعية وعد وانضمامها للمجتمع من جديد وانشاءالله ما تكون هناك عواصف وأعاصير ولا براكين ثائرة.
عيزنا انقول ونعيد
الحكومة قبل الشعب والسنة قبل الوفاق .... فى حاجة الى وعد ....
.......