نحترم وجهة نظر وزارة التربية والتعليم بشأن المعايير الجديدة لتخصيص البعثات، التي تقوم على أساس تقسيم العملية إلى قسمين الأول 60 في المئة من التحصيل الأكاديمي والثاني 40 في المئة من نتائج المقابلة الشخصية.

ولأننا على أبواب حوار وطني شامل في مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فإن هذه المرحلة تفتح لنا هي الأخرى أبواب الحوار مع الجهات الرسمية، وخصوصاً في القضايا المصيرية التي ترتبط بمستقبل الأجيال المقبلة.

قد يعتقد البعض أننا نشكك في نوايا وزارة التربية والتعليم جراء هذه الخطوة المفاجئة، إلا أننا في الوقت ذاته يحق لنا أن نستغرب من هذه الخطوة المفاجئة، وخصوصاً أن التحصيل العلمي والأكاديمي المبني على عملية تراكمية طوال 12 عاماً من التعليم أفضل مقياس لأداء الطالب وقدراته واستحقاقه للتخصص الذي يختاره بنفسه.

في الجانب الآخر، فإن مقابلة شخصية من قبل جهة معينة لنصف ساعة أو ساعة للإجابة على عدد من الأسئلة لا يمكن أن يعتد بها لتحديد ميول طالب وبعثته التي يستحقها، في مقابل 12 عاماً من التعب والتحصيل للوصول لحلم التخصص في مجال معين.

قد ترى وزارة التربية والتعليم أن من حقها أن تختار هي للطالب تخصصه، إلا أن هذا الحق يتراجع أمام حق الطالب المتفوق في تحديد أولوياته وتوجهاته، فهل اللجنة التي ستناقش الطالبة ستكون أعلم بقدرات الطالب نفسه وميوله؟ وهل لقاء لساعة مثلاً يعد كافياً حتى وإن كان مع خبراء لمعرفة ميول الطلبة؟ هل الطالب الذي تعب طوال 12 عاماً من أجل الوصول إلي هذه النتيجة المتقدمة من التحصيل العلمي، لا يستحق أن يختار تخصصه، ولا يعي إمكاناته وميوله؟

وزارة التربية والتعليم في ردها على غضب الطلبة، أكدت أنه لا مساس بحق الابتعاث للطالب، إذ إن كل طالب حصل على نسبة 90 في المئة فما فوق سيحصل على بعثة أو منحة دراسية أو مالية كما هو معتاد في السنوات السابقة، إلا أنه خلاف المعتاد فإن أولوية الحصول على البعثات والتخصصات وتوزيعها سيختلف عن السنوات السابقة أيضاً، فلن يكون المقياس التحصيل الأكاديمي، بل تدخل بشري تتدخل فيه أمور كثيرة أو معطيات خارجة وحسابات يتخوف منها الطلبة وأولياء الأمور لا يمكن من خلالها التأكد من نزاهتها وعدالتها.

العدالة في توزيع البعثات والتخصصات أمر مهم جداً لا يمكن تحقيقه من خلال لجنة تطرح أسئلة على متفوق لتحدد ميوله في قبال تحصيل وأداء علمي متفوق يقاس عبر نتائج عملية واضحة المعالم.

في كل عام نجد أولياء أمور يشككون في توزيع البعثات رغم تأكيد الوزارة على اتباعها نظاماً إلكترونياً محايداً لا تتدخل فيه اليد البشرية في التوزيع، ولكن من المتوقع هذا العام أن ترتفع وتيرة الشكاوى في ظل تدخل اللجنة الجديدة في عملية توزيع التخصصات على الطلبة المتفوقين.

وكما قلت من قبل صحيح سينال كل متفوق بعثته، إلا أنه من المتوقع أن قائمة الشرف قد تتغير، إذ بات الأمر أقرب لصدور قائمة شرف جديدة بالوجوه ذاتها ولكن بترتيب مختلف، فقد نجد أن الأول على البحرين قد أصبح العاشر والعاشر أصبح الأول ليختلط بذلك توزيع التخصصات من جديد