العدد 3202 - الإثنين 13 يونيو 2011م الموافق 12 رجب 1432هـ

سورية... والرقص على الأجساد

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

ما يحدث في سورية أنطق العجم لكنه لم يستطع حتى الآن أن ينطق العرب، فالأحداث السورية تسير من سيئ إلى أسوأ، فالقتلى تزداد أعداهم يوميّاً، والسجون تمتلئ بنزلاء جدد كل يوم، كما أن تلك الأحداث دفعت بآلاف السوريين للجوء إلى تركيا هرباً من الموت الذي يلاحقهم في كل مكان.

هذه الأحداث حركت مجموعة من الدول الأوروبية وأميركا فقالت كلمتها في تلك الجرائم التي رآها الجميع ما عدا الحكومة السورية وأنصارها! الأمين العام للأمم المتحدة حذر الحكومة السورية من مغبة تلك الجرائم، وحاول أن يتصل بالرئيس الأسد – ربما ينصحه – لكن الأسد رفض الرد عليه ربما لأنه يعرف أن ليس لديه ما يقوله مما يمكن تصديقه!

ما يحدث في سورية في غاية الغرابة، وأحياناً يرى الإنسان ما يصعب استيعابه، جنود يقفون فوق أجساد أبناء بلدهم، ثم يرقصون فوق هذه الأجساد بفرح وحبور! حيث الأطفال المشوهة، وجثث النساء والشيوخ تملأ الشوارع ومن دون خجل أو حياء مقبل قاتليهم.

كذب أتباع السلطة لافت للنظر، فالمقتولون في كل أنحاء سورية هم عصابات مسلحة، وهم الذين يقتلون المواطنين والجنود على حد سواء! والمؤكد أن أحداً منهم لم يسأل نفسه لماذا لا تظهر هذه الجماعات، الا عندما يظهر الجيش؟!

ثم كيف استطاعت هذه الجماعات إدخال كميات كبيرة من الأسلحة وفي كل محافظات سورية من دون أن تنتبه الحكومة البوليسية التي تحصي على المواطن أنفاسه؟!

وزير الخارجية وليد المعلم يحذر الأمم المتحدة من مغبة اتخاذ أي قرار ضد سورية لأنه سيساعد المتطرفين على المضي في جرائمهم، كما أنه انتهاك للشأن السوري الداخلي ولاسيما أن سورية – كما قال – تسير في منهج إصلاحي!

ولست أدري هل يظن المعلم أن أحداً قد يصدق قوله؟! ثم أليس من حق الأمم المتحدة أن يكون لها موقف من انتهاك حقوق الإنسان، وكذلك القتل الوحشي لمواطنين عزل؟!

من الواضح أن الحكومة السورية تسير في اتجاه خاطئ وفي غاية الخطورة على أمنها واستقرارها!

موقف الحكومة من مواطنيها قد يدفع إلى تدخل خارجي ضدها... صحيح أنه ليس هناك ما يغري بالتدخل العسكري ضد سورية لكن الوضع الانساني إذا أصبح «فظيعاً» – كما قال أردوغان – فإن العالم الحر لن يسكت، وعندها لن يجد أحد ما يدافع به عن سورية.

الوضع السوري يستلزم من العرب وجامعتهم «الصامتة» أن ينصحوا الأسد بأن يتوقف عن قتل مواطنيه، وأن يبدأ فوراً بإصلاحات حقيقة تقنع السوريين قبل سواهم.

كما أن هذا الوضع يستلزم من إيران وحزب الله ألا يستمرا في صمتهما وهم يرون فظاعة الجرائم التي ترتكبها الحكومة السورية... إن واجبهما أن يعملوا على إيقاف هذه الجرائم إذا أرادوا للأسد أن يستمر في حكمه... الدفاع عن جرائمه يسيء إلى صدقيتهما ونظرة الكثيرين الطيبة لهما...

نحب سورية أن تبقى حرة كريمة، ونحب للشعب السوري أن يعيش حرّاً كريماً، لكن محبتنا لا تكفي إذا لم تقتنع حكومتهم بأن من واجبها أن تتوقف عن قتلهم وتشريدهم وتتحرك للإصلاح الذي يحميها ويحمي شعبها

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 3202 - الإثنين 13 يونيو 2011م الموافق 12 رجب 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 12:32 م

      أحداث سوريا ستقلب الأوضاع في المنطقة راسا على عقب .... ام محمود

      المجازر الدموية التي نراها هناك ستزيد شراسة وهمجية لقد أصبحنا نشك في ان ديننا هو الدين الاسلامي بعد هذه الفظاعات في بعض الوطن العربي اليمن-ليبيا-سوريا-السودان
      ونستغرب أشد الاستغراب مثل ماتفضلت كاتبنا العزيز من الصمت العربي المريب من هذه الحوادث المأساوية جدا والتي لم تحدث في أي عصر من العصور سابقا
      ايران وحزب الله ولبنان وتركيا يجب أن يكون لهم موقف مشرف
      قبل أن يفوت الأوان والتاريخ يشهد على ما فعله
      زعماء الامة العرب
      هل هو جنون أم تحدي أم بطولة.
      لا ندري

    • زائر 6 | 10:30 ص

      ابو ثناء

      مصداقيه ايران وحزب الله واضحه يا دكتور وهي مع دعم الشعوب المظطهده

    • زائر 5 | 4:23 ص

      تناقض

      جيد ان تقف سوريا مع الممانعة ومع المقاومة ولكن الاحسن ان لاتهين مواطنيها وعليها ان تحاورهم وتعطيهم حقوقهم وهذا هو الافضل

    • زائر 3 | 3:22 ص

      ضبابية .. !

      يعني في الشأن السوري هناك أمر يجعلني أتردد في اتخاذ نفس الموقف الذي اتخذته في الثورات السابقة!
      كلنا يعرف موقف سوريا من المقاومة، وكلنا يعرف أنها على حدود العدو الذي يتربص بها الدوائر، ويزيد من شكّي أن يظهر معارض سوري على قناة إسرائيلية ليؤكد أنه بعد نجاح الثورة السورية سيفضلون السلام مع إسرائيل!
      ذلك عدا عن ما ذكرته سيدي من تباكي الغرب على الدم السوري في حين أن الفلسطيني لم يتوقف نزيفه من 60 سنة!
      وحتى تجاهلهم للدم البحريني، كبحرينية يجعلني أشكك في صدقيتهم!

    • زائر 1 | 2:02 ص

      سوريا والغرب

      لاشك أن هناك مصائب في كل الدول العربية ومنها سورية ولكن من الواضح ايضاً أن الغرب وأمريكا لايرغبون في النظام السوري بسبب مواقفه من الحركات الثورية وعلاقته بنظام أيران وواضح من أدبيات المتحركين ضد النظام التي توجه الجماهير هو عدائهم فقط لحزب الله وايران وهدا هدف أمريكي فمن يريد خيراً للامة ينصح النظام والشعب أن ينتبهو ويجلسوا على طاولة حوار تخرجهم منهده الحرب التي هي بالنيابة عن الاخرين

اقرأ ايضاً