عند الحديث عن الحوار الوطني المرجو والملح دوماً لابد أن يكون ولي العهد سمو الأمير سلمان بن حمد حاضراً وماثلاً بفكره وبالثقة التي يمتلكها ويعبر عنها، والأهم من ذلك كله الثقة التي يحظى بها لدى أوسع قطاع من الناس في وطننا، وعلى وجه الخصوص في موضوع الحوار الوطني ورؤيته المعبرة في ظل ظروف صعبة ومفترق طرق خطير يمر به الوطن. من منا لا يتذكر إطلالة الأمير سلمان المفاجئة والوطن لحظتها يعيش قمة في التوتر، تلك الإطلالة التي دعا فيها سموه إلى حوار وطني شامل في جميع القضايا دون تحديد سقف معين، إلا أنه من المؤسف حقاً أن تلك الدعوة لم تجد التجاوب المطلوب حينها، الأمر الذي جعلنا نصل إلى ما وصلنا إليه. لقد كان سموه مدركاً في دعوته تلك إلى المخاطر التي ألمَّت بالوطن بل والمخاطر القادمة التي تنتظره، وقناعته بأن الحوار هو السبيل الصحيح للوصول إلى الأمن والازدهار عبر البحث الوطني في الحلول اللازمة والمتوافق عليها وطنياً بين كل القوى من دون فرض أو وصاية من أحد.
اليوم ونحن على أبواب الحوار الوطني الذي دعا إليه جلالة الملك حمد، والمقرر له أن يبدأ في الثاني من شهر يوليو/ تموز القادم، وحيث ان الصورة لهذا الحوار لم تتضح بعد ويشوبها الكثير من الغموض في كل جوانبها؛ فإن سمو الأمير سلمان بفكره الذي يعبر عنه دوماً، وخاصة في موضوع الحوار يبعث الأمل والطمأنينة في النفوس.
إن تصريحات وأقوال الأمير سلمان، وعلى وجه الخصوص في موضوع الحوار الوطني في لقاءاته على جميع المستويات سواء الصحافية أو لقاءاته مع قادة العالم، تحتاج منا إلى التوقف عندها لربطها بواقعنا القائم. إن رؤية سموه تحتاج إلى دعم من كل المخلصين الساعين لانتشال الوطن مما مرَّ به ويمر به. من هنا تنبع القناعة بالدور المخلص الذي يتطلع المواطنون إلى أن يقوم به سموه على صعيد السير بالحوار الوطني إلى شاطئ الأمان.
دعونا - على سبيل المثال لا الحصر - نتابع بعضاً من فكر سموه بشأن الحوار الوطني المزمع من خلال أقوال وتصريحات سموه في زيارته للولايات المتحدة الأميركية التي تباحث خلالها مع أعلى القمم السياسية هناك. دعونا نتأمل تلك التصريحات لربطها بواقعنا المعاش؛ لنتبين ما هو المطلوب من المخلصين في هذا الوطن، وعلى وجه الخصوص الناشطين في مجال الرأي والإعلام سواء الرسمي منها أو الشعبي، لتفعيل رؤية سموه وبما يخلق الأجواء الإيجابية بين مكونات الوطن بعيداً عن حفلات الزار المسيطرة علينا من هنا أو هناك.
فكيف نفهم قول سموه: إن «عملية الإصلاح لن تكون سهلة وستواجه العديد من التحديات التي يتعين تخطيها، بما في ذلك معالجة القضايا التي أثرت سلباً على طبيعة المجتمع البحريني». لقد عبر سموه حقيقة عن صعوبة عملية الإصلاح وأنها لن تكون سهلة ويسيرة، بل هي بالتأكيد ستواجه العديد من التحديات والصعوبات، ولكن بالمقابل نجد أن هناك إصراراً من سموه على مواجهة التحديات والصعوبات ووجوب تخطيها، بما فيها معالجة القضايا التي أثرت سلباً على طبيعة المجتمع البحريني. فهل نعي تلك القضايا ومتطلبات معالجتها، نأمل أن يكون المتحاورون على مستوى رؤية سموه وأن يساعدوا في معالجة تلك القضايا بروح وطنية عالية جامعة بعيدة عن الذاتية والعدوانية.
يقول سموه: «إن ضمان نجاح الحوار يتطلب مشاركة جميع الأطراف وتوافقها، مع التمسك بإصرار الشعب البحريني بكل مكوناته على روح الوحدة والتلاحم والاعتدال». إن سموه ينوه إلى شرط أساسي ومهم لنجاح الحوار وهو متطلب مشاركة جميع الأطراف وتوافقها، لذا فإن أي حوار يقوم على إقصاء أي مكون أو اتجاه مهما كان خلافنا مع هذا المكون أو ذاك الاتجاه لن يكون ناجحاً. المطلوب هو أن يجسِّر الحوار المسافات بين المختلفين للوصول إلى توافقات مشتركة تكون صمام أمان للحاضر وللمستقبل؛ لذا يتوجب أن يتحلى المتحاورون على روح الوحدة بدلاً من روح التناحر، وأن يكون اختلافهم سعياً منهم للاتفاق على الأفضل، ذلك يتطلب منهم الاعتدال سبيلاً للتوافق. نأمل تجسيد رؤية سموه بوجود ومشاركة جميع الأطراف في طاولة الحوار.
وقول سموه: «إن الحوار الوطني الذي أعلن عنه جلالة الملك هو المطلوب بما لا يؤدي بالإضرار بمصالح الآخرين». لقد وجه سموه في هذا القول المتحاورين إلى جانب مهم يجب أن يتحلى به المتحاورون، بحيث يفكر كل منهم في مصلحة الآخر مثلما يفكر في مصلحته وصولاً إلى توحيد المصالح. وقد تكون هناك مصالح لأطراف ليست هي طرفاً في الحوار المباشر، ولابد للمتحاورين أن يأخذوا تلك المصالح في الاعتبار، شريطة أن تكون المصلحة الوطنية العليا حاضرة في تفكيرهم وفي قراراتهم.
كما نجد سموه يؤكد أن «الحل من خلال الحوار لابد أن يكون حلاً بحرينياً»، مؤكداً أهمية «الاعتدال في الطرح». المتحاورون بحرينيون، فلابد أن تكون مصلحة الوطن العليا حاضرة أمامهم، لذا فإن الحلول لمشاكلنا وقضايانا كافة لابد أن تكون حلولاً بحرينية تعبر عن مصالحنا ومصالح وطننا وليست معبرة عن مصالح الآخرين.
إن المواطنين بشكل عام وقوى المجتمع ومنها القوى السياسية على وجه الخصوص، تعقد الآمال وتراهن على قدرة وصدق سمو ولي العهد بأن يكون له الدور الفعال في إدارة هذا الحوار وإعطائه الزخم المنشود بما يضبط إيقاعه لنصل بالوطن إلى بر الأمان.
نأمل أن تكون قوى المجتمع، وعلى وجه الخصوص القوى السياسية بمختلف توجهاتها، على مستوى المسئولية وعلى مستوى القدرة لترجمة رؤية سمو ولي العهد، وأن تعمل على مساعدته لتجسيد تلك الرؤية.
المطلوب الآن وعلى وجه السرعة أن تتوقف جميع حفلات الزار التي تقام هنا وهناك، تلك الحفلات التي تناقض تماماً رؤية سمو ولي العهد، بل هي تضع العراقيل أمام الحوار المنتظر
إقرأ أيضا لـ "شوقي العلوي"العدد 3199 - الجمعة 10 يونيو 2011م الموافق 09 رجب 1432هـ
فليتحاور سمو ولي العهد مع المعارضة
لماذا لأن الكثير ممن يريدون الحوار دخلوا من دون شروط او مبادئ ولم يتم التحاور معهم بل الحوار كان من أجل التحاور مع المعارضة والمعارضة وضعت مبادئ واغلب قادتها الأن في المعتقلات والباقي يريد الحوار مع ولي العهد حسب المبادئ السبعة وهذا ما يريده غالبية الشعب والدليل الأصوات التي حصلت عليها الوفاق في الإنتخابات 65% فكيف بالبقية والتي قاطعت لا نضحك على انفسنا الحل جذري استقالة الحكومة وصناديق الإقتراع هي من تقرر بالمختصر (( ملكية دستورية شعبية )) . الرجاءالنشر