لم يكن من الممكن الحصول على رد من المسئولين ما إذا كان مشروع إنشاء منطقة التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية سيستدعي تنازل البحرين عن بعض القضايا والمبادئ الحساسة مثل الاعتراف بالكيان الصهيوني.

فعند سؤال وزير التجارة البحريني في مؤتمر عقده الشهر الماضي مع مسئول أميركي زائر عما إذا كانت الولايات المتحدة ستطلب من البحرين الاعتراف بهذا الكيان، أجاب عن شطر من السؤال وأهمل الباقي المهم منه. واتضح من جواب المسئول الأميركي الزائر أنه لابد للبحرين من أن تعترف بالدولة الصهيونية إذا ما أرادت أن تواصل خطوات إنشاء منطقة تجارة حرة مع الولايات المتحدة، وإن كان لم يجب على السؤال بطريقة مباشرة.

لاشك أن قيام منطقة تجارة حرة مع دولة صناعية كبرى مثل الولايات المتحدة له من المحاسن الشيء الكثير لاقتصاد البحرين الصغير، ولكن أليس من المفترض أن تعلن على الملأ خطط البحرين في هذا المجال، وأن تحدد خطوط حمر لا يمكن تجاوزها وخصوصا إذا كانت متصلة بقضية حساسة جدا لها عروقها الضاربة في وجدان كل المواطنين المخلصين لقضاياهم العربية والإسلامية؟

الوزير الزائر حينها لم يطل اللقاء مع أعضاء المجلس الوطني الذين قابلوه، وبعضهم كان يهدف الى معرفة هذه النقطة تحديدا ولكن ضيق الوقت لم يفسح لهم المجال الكافي لمعرفة هذا الأمر.

نرجو أن يقوم هؤلاء الأعضاء ببحث أكبر في هذا المجال لنعرف الخطوات التي تخطوها البحرين، ونتلمس معها جميعا أماكن وضع أقدامنا