انتهى لقاء القمة بين المحرق والرفاع بالتعادل الايجابي بهدف لكل منهما في المباراة التي جمعتهما مساء أمس في الجولة الرابعة عشرة من دوري الدرجة الأولى لكرة القدم ليصبح رصيد كل منهما 22 نقطة لكنهما خسرا الصدارة التي انتقلت بهذه النتيجة لمصلحة فريق الأهلي الذي اعتلى القمة برصيد 23 نقطة ليشتعل صراع البطولة في الجولتين الأخيرتين بين الأقطاب الثلاثة.
وقدم الفريقان أفضل مباريات دوري هذه الموسم وخصوصاً في الشوط الثاني الذي تميز بالحماس والاثارة والأسلوب الهجومي بعدما كسر أسلوب الحذر والتحفظ الذي غلب على الشوط الأول وكانت النتيجة عادلة ومنطقية قياساً بمجريات اللقاء، فضلاً عن عودة الجمهور الى المدرجات بعد العزوف الذي صاحب المباريات السابقة وأضفى ذلك أجواء مميزة على اللقاء بتواجد رابطة مشجعي الناديين وأعطى مؤشراً بأجواء ساخنة ومثيرة للجولتين الحاسمتين الأخيرتين للدوري.
شوط حذر وسلبي
جاء الشوط الأول مخيباً للآمال والتوقعات بعدما سيطر عليه الحذر والتحفظ من الفريقين وطالت فترة حمى البداية والرهبة من اهتزاز الشباك حتى نهاية الشوط وانعكست أهمية المباراة على تحركات ومستوى الفريقين فغابت اللمحات الفنية والهجومية وندرت الفرص وتركز أغلب اللعب في وسط الملعب وبالتالي يمكن القول أن الشوط انتهى سلبياً أداء ونتيجة وكانت نتيجة منطقية.
ودفع مدربا الفريقين الوطنيان خالد الحربان «الرفاع « وعيسى السعدون «المحرق» المباراة بتشكيلة ضمت العناصر الأساسية الجاهزة في الجانبين، إذ تمثلت التشكيلة المحرقاوية من الحارس سيدمحمد جعفر وفي الدفاع علي عامر وإبراهيم المشخص ووليد الحيام وفهد شويطر وفي الوسط محمود جلال وراشد الدوسري وضياء سعيد والمحترف البرازيلي كاكا وثنائي الهجوم حسين علي بيليه وعبدالله الدخيل ، فيما ضمت التشكيلة الرفاعية الحارس حمد الدوسري وفي الدفاع اسماعيل صالح ومحمد دعيج ونضال اسماعيل وداود سعد وفي الوسط حسن خميس البري وحمد راكع وحسان جميل وحسين سلمان وفي الهجوم البرازيلي ريكو وعبدالرحمن مبارك.
وكان واضحاً سيطرة أسلوب الحذر والتحفظ على الفريقين وتركيز كلا الفريقين في محاولة السيطرة في منطقة المناورات بغية التحكم في مجريات اللعب الأمر الذي أوجد كثافة عددية في المنطقة وصلت الى حد «الزحمة» وبالتالي غابت المساحات وكثرت أخطاء التمريرات البينية وخصوصاً من جانب الوسط المحرقاوي فتعطلت أغلب محاولات بناء الهجمات في منطقة المناورات في ظل عجز لاعبي الوسط عن كسر رتم اللعب بالاضافة الى غياب دور الأطراف في الفريقين، وحتى عندما حاول بعض اللاعبين إحداث الحلول الفردية وتحديداً بتحركات حسين سلمان وحسين بيليه الذي كان يتراجع الى الوسط لكن هذه المحاولات كانت اجتهادات فردية لم تحدث التغيير الهجومي .
وغابت اللمحات الهجومية وانعدمت فعالية المهاجمين في ظل قلة تموين الكرات من الوسط والأطراف وبالتالي ظهرت الخطورة لفترات قليلة عبارة عن «هبات» فكانت هناك جمة محرقاوية وحيدة في الدقية الثامنة عن طريق عبدالله الدخيل، فيما رد الرفاع بتسديدة عبدالرحمن مبارك التي علت العارضة بقليل في الدقية 14، لكن كانت الفرصة الأبرز والأثمن للمهاجم ريكو عندما انفرد وراوغ الحارس يد محمد جعفر لكنه سدد فوق عارضة المرمى الخالي.
شوط هجومي وهدفان
وتحسن المستوى العام للمباراة في شوطها الثاني إذ ارتفع نشاط الفريقين وسرعة اللعب وظهرت الرغبة الهجومية بصورة أكثر من الشوط الأول وتخلص الفريقان من الأسلوب الحذر الزائد فلاحت الفرص التي فتحت الباب لتسجيل هدفي الفريقين، إذ كان المحرق صاحب المبادرة الهجومية في الربع الأول من الشوط عندما استطاع الاستحواذ على الكرة وركز اللعب في منطقة الرفاع ووصل الى المرمى لكنه لم يستثمر محالاوته بصورة إيجابية .
في المقابل، سعى مدرب الرفاع الى تنشيط خط وسطه فأجرى تبديلاً إيجابياً باشراك بدالله عبدو بدلاً من المدافع اسماعيل صالح وأعاد حسن البري الى قلب الدفاع بجانب دعيج، وتمكن عبدو من أول لمسة من خطف هدف الفوز عبر تسديدة مباغتة اصطدمت برأس مدافع المحرق علي عامر وغيرت مسارها عن الحارس سيدجعفر لتسكن الشباك.
وزاد الهدف من رتم المباراة وبدأ المحرق يندفع أكثر نحو المقدمة وأجرى مدربه السعدون تبديلين ساهما في تعزيز الأسلوب الهجومي باشراك محمد جعفر الزين وحسام حمود سلطان ومنح الى وليد الحيام فرصة التقدم نحو المساندة في الوسط والهجوم، وبالفعل استطاع المحرق فرض سيطرته الميدانية فيما بدا الرفاع يتراجع ويعتمد على الكرات المرتدة التي خلقت فرصتين ثمينتين أبرزهما الى ريكو في الدقيقة 25 عندما أرتدت تسديدة عبدالرحمن مبارك من الحارس سيد جعفر لتتهيأ الى ريكو أمام المرمى لكنه لم يحسن التصرف بها ونجح سيد جعفر في صدها مجدداً الى ركنية وكادت هذه الفرصة أن تغير مجرى اللقاء. وزاد المحرق من إيقاعه الهجومي في الدقائق الأخيرة مدعوماً بالمساندة الجماهيرية التي رفعت حماسة اللاعبين وسنحت له عدة كرات ثابتة قريبة من منطقة الجزاء لكنه لم يستثمرها بصورة جيدة وأبرزها تسديدة حسين بيليه ومرت أرضية بجوار القائم ، حتى نجح في إدراك التعادل عن طريق المدافع وليد الحيام الذي استثمر كرة هوائية وصلته بعدما أبعدها حارس الرفاع داخل المنطقة فحولها الحيام لولبية بطريقة رائعة في الزاوية البعيدة مسجلاً هدف التعادل في الدقيقة 85.
نجاح السماهيجي
أدار لقاء القمة الحكم الدولي علي السماهيجي الذي نجح في إدارتها بصورة عامة بقراراته السليمة ومتابعته الأخطاء ولياقته وتعامله مع لاعبي الفريقين حتى في اللحظات التي سادها التوتر مثلما حدث في نهاية الشوط الأول، وأشهر البطاقة الصفراء 5 مرات للاعبي الفريقين
العدد 3172 - السبت 14 مايو 2011م الموافق 11 جمادى الآخرة 1432هـ