العدد 3167 - الإثنين 09 مايو 2011م الموافق 06 جمادى الآخرة 1432هـ

الاضطرابات السياسية العربية تشحذ الجدل بإسرائيل لمهاجمة إيران

دان وليامز comments [at] alwasatnews.com

.

وراء ترحيب إسرائيل الفاتر بالانتفاضات الشعبية التي اجتاحت جيراناً عرباً مثل مصر وتونس يبرز تساؤل قائم منذ فترة طويلة... هل يمكن أن تكون الاضطرابات السياسية كافية لدفعها لمهاجمة إيران؟ في حين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التزم الصمت بشأن خيار الحرب الذي سينهك الجيش الإسرائيلي، وتقول مصادر قريبة منه إن طبول الاحتجاجات الداعية للديمقراطية تزيد انتباهه إلى مرور الوقت على برنامج إيران النووي.

ويلقى احتمال حدوث وفاق بين الأنظمة الموالية للغرب من القاهرة إلى الخليج وبين إيران صدى في نفس نتنياهو الذي يرى في الجمهورية الإسلامية تهديداً عالمياً. وبدأت تلوح في الأفق قرارات دفعت رئيساً سابقاً للمخابرات الإسرائيلية (الموساد) إلى التهكم علناً من فكرة شن غارات جوية على إيران ووصفها بأنها «فكرة غبية» تعرض إسرائيل للخطر.

وفسر كثيرون ذلك على أنه تحذير لنتنياهو كي يتراجع. وقال مستشار للحكومة الإسرائيلية: «من المؤكد أن الربيع العربي يعزز من يجادلون بأننا في هذا وحدنا ضد إيران بكل ما يستتبعه هذا على صعيد التخطيط».

وقلل ارتفاع أسعار النفط الذي تعد إيران واحدة من أكبر منتجيه في العالم من تأثير العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة على طهران والتي أيدتها إسرائيل بحذر. كما هزت ارتباطات الإدارة الأميركية المتزايدة في الشرق الأوسط ثقة الإسرائيليين في قدرة أكبر حليفة لهم على التعامل مع عدوتهم. وقال المستشار الإسرائيلي: «هناك وجهة نظر معارضة (في حكومة نتنياهو) وهي الأمل في أن الثورة السياسية قد تصل إلى إيران أيضاً ما يبدد التهديد النووي». واستطرد «لكن هذا لا يتمتع بثقل كبير».

وحتى إذا ألحقت الغارات ضرراً دائماً بالمنشآت النووية الإيرانية فسيكون على إسرائيل التعامل مع تداعياتها من عمليات انتقامية مباشرة إلى صراعات حدودية وتوبيخ خارجي.

وقال الجنرال المتقاعد بالجيش الذي ترك منصب مدير الموساد في يناير/ كانون الثاني بعد أن شغل هذا المنصب لثماني سنوات، مئير داجان، أمام منتدى للموظفين الإسرائيليين يوم الجمعة: «إن مهاجمة المفاعلات من الجو فكرة غبية لن تكون لها فائدة».

وأضاف في نص مكتوب لحديثه تناقلته وسائل الإعلام: «سيكون من المحتمل نشوب حرب إقليمية تنطلق خلالها صواريخ من إيران ومن حزب الله في لبنان». ولدى سؤاله عن التصريحات قال مسئول أمني إسرائيلي وزميل لداجان إن من المرجح أنها تستهدف نتنياهو وترمي إلى تشويه خيار الحرب أمام الرأي العام. وحين كان داجان مديراً للموساد أوصى باستخدام مزيج من الضغوط الدبلوماسية والأعمال التخريبية مع إيران التي تنفي السعي لامتلاك قنبلة نووية.

وقال المسئول الأمني الإسرائيلي إن وجهة نظر داجان شاركه فيها الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال جابي اشكينازي الذي تقاعد في فبراير/ شباط. وقال المسئول: «مع رحيل الحرس القديم ومع تلمس خلفائهم لطريقهم يبدو أن داجان شعر بأنه لا يوجد ثقل موازن كافٍ لصقور إيران في الحكومة».

ومنذ رحيل اشكينازي طور الجيش نظام القبة الحديد لاعتراض الصواريخ والذي يوصف بأنه حائط الصد في وجه السلاح الرئيسي الذي يستخدمه حزب الله وحركة المقاومة الإٍسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة. وفي حين أن حماس على غرار حزب الله حليفة لإيران فإن لديها حافزاً إضافياً لتفادي القتال مع إسرائيل هو اتفاق الوحدة الذي أبرمته مع حركة فتح المدعومة من الغرب في إطار مسعى فلسطيني لإعلان دولة مستقلة. ونفى نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي موشي يعلون أن تؤثر آراء داجان على عملية صنع القرار داخل الحكومة. لكنه وبخ مدير المخابرات السابق لتقويضه الاستراتيجية الإسرائيلية والأميركية المتعلقة بالتهديد بشن هجمات لردع إيران والحفاظ على جدية القوى العالمية الأخرى تجاه دبلوماسية الأزمة.

وقال يعلون لراديو إسرائيل: «كي يقتنع النظام الإيراني بالتخلي عن قدرته النووية يجب أن يقدم له الاختيار بين الحصول على قنبلة وبين البقاء. وهذه التصريحات لا تساعد في وضع إيران أمام هذه المعضلة». ومهما كانت حقيقة ما يحدث خلال مناقشات مجلس الوزراء المغلقة فإن حكومة نتنياهو بعثت برسائل متضاربة بشأن إيران. وحين سئل وزير الدفاع أيهود باراك الشهر الماضي عن التقارب الفلسطيني في مقابلة أذيعت قال إن على إسرائيل التركيز على تحديث «القدرة على العمل في إيران والقدرة على الدفاع عن أنفسنا من الصواريخ». واختلفت لهجته حين قال لصحيفة إسرائيلية بعد ذلك بأيام إن من غير المرجح أن تهاجم إيران المسلحة نووياً إسرائيل التي يعتقد أنها تملك الترسانة النووية الوحيدة بالمنطقة. وترك يعلون احتمال التعلل بذريعة مفتوحاً وقال: «آمل أن يرى الإيرانيون مؤامرة إسرائيلية في هذا. هذا قد يفيد»

العدد 3167 - الإثنين 09 مايو 2011م الموافق 06 جمادى الآخرة 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً