عاد الحديث عن إقامة سباق الفورمولا 1 في وقت متأخر من هذا العام على بساط البحث، بعد أن أرغمت البحرين على إلغائه جراء الأحداث الأخيرة التي عصفت بالبلاد. يدعو المواطن البحريني إدارة حلبة البحرين الدولية إلى أن تكون جاهزة لاستقبال هذا الحدث العالمي هذا العام، مهما كانت الصعوبات التي من المتوقع أن تواجهها، وأن تبذل قصارى جهدها، بغض النظر عما يمكن أن تتكبده من خسائر مالية، كي تضمن إقامة هذا السباق في موعد يحدد وفقاً لجدول يتم الاتفاق بشأنه مع المسئولين عن السباق.
ما يدفع المواطن للإصرار على هذا الطلب، هو ذلك البعد السياسي المصاحب لإقامة السباق هذا العام فوق حلبة البحرين الدولية. فمن أسوأ الانعكاسات التي تركتها الأحداث الأخيرة، كانت تشويه صورة البحرين في المحافل الدولية، حيث أزيلت تلك الصورة المرحبة بمثل تلك الفعاليات، كي تعلق مكانها صورة أخرى تسودها الاضطرابات، وتسيطر عليها ألوان عدم الاستقرار، وتظللها عوامل الطرد لمثل هذه الفعاليات، الأمر الذي من شأنه، ليس ضياع فرصة إقامة السباق هذا العام فوق حلبة البحرين الدولية فحسب، بل ستمتد تأثيراتها السلبية تلك كي تشمل أيضاً، سهولة تدفق الرأسمال الاستثماري إلى الأسواق البحرينية.
تفصلنا بين اليوم، وموعد إقامة السباق مسافة زمنية، قد تبدو طويلة، إذ من المتوقع أن يجري ذلك في منتصف شهر أكتوبر/ تشرين الأول من هذا العام، وقبل انطلاقة سباق أبوظبي، لكنها قصيرة جداً عندما تؤخذ في الحسبان الاستعدادات الإضافية، غير الاعتيادية التي ينبغي مراعاتها عند الاستعداد لسباق هذا العام.
الفورمولا 1، بعيداً عما يمكن أن يقال بشأنها في الظروف الاعتيادية، تكتسب أهمية خاصة هذا العام؛ لأنها ستكون رسالة البحرين للعالم التي تقول له بأن مملكة البحرين، أصبحت جاهزة لاستقبال السباق، ومعه الفعاليات الأخرى التي قد ترافقه، بعد أن تجاوزت محنتها، وخرجت من أزمتها.
سباق الفورمولا 1 يتحول هذا العام إلى الأيقونة، التي تحتاجها البحرين كي تستعيد مكانتها بين الأسواق الاستثمارية، فوق خريطة الاقتصاد العالمية
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 3159 - الأحد 01 مايو 2011م الموافق 28 جمادى الأولى 1432هـ